أخبار الآن | بيروت – لبنان (وكالات)
تطرق رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، في بيان له، إلى مسار تشكيل الحكومة الجديدة منذ تكليف مصطفى أديب بهذه المهمة.
وقال: “بعدما قطع الرئيس المكلف (مصطفى أديب) شوطا أساسيا في الوصول إلى صيغة حكومية مصغرة ومتكاملة تلتزم المعايير المتفق عليها، برزت عقبة مباغتة”.
وأوضح الحريري أن العقبة “تمثلت بمطالبة حركة أمل وحزب الله بتسميتهما للوزراء الشيعة وحصر حقيبة المالية بمن يسمونه من الطائفة الشيعية، انطلاقا من زعم أن هذا الطلب هو حق دستوري منبثق من اتفاق الطائف، بينما هو بدعة لا وجود لها لا في الدستور ولا في (اتفاق) الطائف”، مضيفاً أنه “بعد مرور أكثر من أسبوعين، بات واضحا أن عرقلة تشكيل الحكومة تهدد بالقضاء على فرصة تحقيق الإصلاحات التي يطالب بها اللبنانيون”.
الألغام التي زرعها “حزب الله” بطريق ولادة الحكومة الجديدة، ترتد اليوم عليه، عقب مبادرة قدمها رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، تقضي بتسمية وزير للمالية من الطائفة الشيعية، في مقترح يلبي إصرار الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) على الاحتفاظ بالوزارة، ولكنه في الآن نفسه يقطع الطريق أمام محاولات العبث السياسي ببلد يعاني واحدة من أسوأ أزماته منذ الحرب الأهلية.
واتفاق الطائف تم التوصل إليه بوساطة المملكة العربية السعودية، في 30 سبتمبر/أيلول 1989، وأنهى الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت قرابة 15 عاما.
وتابع الحريري أنه “أمام خطر فقدان لبنان لآخر المكابح أمام انهياره، مع ما يعني ذلك من خطر اندلاع فوضى سياسية واقتصادية ومعيشية وأمنية (..)، قررت مساعدة أديب على إيجاد مخرج بتسمية وزير مالية مستقل من الطائفة الشيعية”، لافتاً إلى أن أديب هو من يختار الوزير، “من دون أن يعني هذا القرار في أي حل من الأحوال اعترافا بحصرية وزارة المالية بالطائفة الشيعية أو بأي طائفة من الطوائف”.
مشدداً على أن “هذا القرار لمرة واحدة، ولا يشكل عرفا يبنى عليه لتشكيل حكومات في المستقبل، بل هو مشروط بتسهيل تشكيل حكومة أديب بالمعايير المتفق عليها، وتسهيل عملها الإصلاحي، من أجل كبح انهيار لبنان ثم إنقاذه وإنقاذ اللبنانيين”.
وأكد الحريري أيضا على أن “بقاء لبنان ومعيشة اللبنانيين وكرامتهم، تبقى أكبر من الصراعات الطائفية والسياسية”، معتبرا أن مقترحه المنفرد يشكل “قرارا بتجرع السم”.
وأشار إلى أن البعض قد يصفون القرار بأنه “بمثابة انتحار سياسي، لكنني أتخذه من أجل اللبنانيين، واثقا من أنه يمثل قرارا لا بديل عنه لمحاولة إنقاذ آخر فرصة لوقف الانهيار المريع ومنع سقوط لبنان في المجهول”.