أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وام، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية)

تُؤسّس معاهدة السلام بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لتعاون ثنائي في مجالات عدة، وتُؤسّس كذلك لشراكة مستقبلية بين الجانبين، خصوصاً في قطاعات واعدة، لاسيما القطاعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.

وذكر “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية” في تقرير نشر منتصف الشهر الماضي، أن دولة الإمارات وإسرائيل بدأتا بالعمل بشكل عملي على تعزيز التعاون بينهما في هذا المجال.

وأعلنت شركة “أبيكس الوطنية للاستثمار” الإماراتية توقيع اتفاق تجاري استراتيجي مع مجموعة “تيرا” الإسرائيلية، بهدف تطوير الأبحاث والدراسات الخاصة بفيروس كورونا المستجد.

وتهدف معاهدة السلام إلى تعزيز الاستثمار والتجارة بين الجانبين، والبدء برسم خريطة طريق لمجالات التعاون في قطاعات السياحة والنقل والرحلات المباشرة والتقنيات التكنولوجية، والمجالات العلمية والعلوم والاختراعات والاتصالات، والاستثمار والسياحة والتجارة السلعية، والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة، وخصوصاً في ظل المكانة التنافسية العالمية التي تحتلها الإمارات في هذه المجالات.

وتمهّد معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل الطريق أمام الازدهار وتوفير فرص العمل وتحفيز النمو ودعم التنمية، وهي سبيل لا بدّ منه لاستقرار منطقة الشرق الأوسط وتقليل النزاعات المشتعلة، كما أنها خطوة سيتمُّ من خلالها مواجهة كل المُهدّدات الإقليمية المشتركة التي وسّعت من نفوذها وتدخُّلاتها في المنطقة، وأسهمت في إشعال النزاعات في اليمن وسوريا ولبنان وغيرها، بحسب تقرير مركز ” مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية”.

ولتعزيز التعاون الزراعي بين الجانين، أجرت وزيرة دولة للأمن الغذائي والمائي، مريم بنت محمد المهيري، أولى محادثاتها، مع وزير الزراعة والتنمية الريفية الإسرائيلي، ألون شوستر، خلال اللقاء الافتراضي الذي عُقد نهاية آب (أغسطس) الماضي.

وأكد الوزيران ضرورة الاستثمار في فرص التعاون الكبيرة والواعدة التي تنتظر البلدين نتيجة معاهدة السلام. ويأتي هذا اللقاء استكمالاً للجهود التي تقوم بها دولة الإمارات في دعم الأخوة الإنسانية ومبادئ التسامح والتعايش السِلمي في منطقة الشرق الأوسط.

وتعهد الوزيران بالتعاون في المشاريع التي تتناول الأمن الغذائي والمائي التي تمثل أولوية كبيرة في كل من دولة الإمارات ودولة إسرائيل، بالإضافة إلى العديد من المجالات ذات الصلة، وعلى رأسها البحث والتطوير، وتربية الأحياء المائية، والتقنيات الزراعية، وغيرها.

واتفق الطرفان على تحديد نقاط للتواصل المباشر بين المكتبين الوزاريين، من أجل تعزيز العمل المشترك والمضي قدماً في إعداد برنامج تعاون متكامل.

أما في مجال العلوم، وقعت “جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي“، أول جامعة على مستوى العالم للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي، مذكرة تفاهم مع “معهد وايزمان للعلوم” في 13 من أيلول (سبتمبر) الجاري، حيث ستتعاون المؤسستان الأكاديميتان في عدد من المجالات بهدف تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي كوسيلة لتحقيق التقدم والنمو.

وتعد مذكرة التفاهم هذه أول اتفاقية من نوعها بين مؤسستين للدراسات العليا من دولة الإمارات ودولة إسرائيل، وتغطي مجموعة من فرص التعاون بين المؤسستين مثل برامج تبادل الطلاب وزمالات ما بعد الدكتوراه، وعقد المؤتمرات والندوات العلمية، ومختلف أشكال التبادل بين الباحثين، بالإضافة إلى تشارك موارد الحوسبة، وتأسيس معهد افتراضي مشترك للذكاء الاصطناعي.

أما في مجال التعاون المصرفي، وقع عبد الحميد محمد سعيد الأحمدي محافظ مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي ورونن بارتس مدير عام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مذكرة تفاهم للتعاون المستقبلي في القطاع المصرفي والمالي، مطلع الشهر الجاري.

واتفق الجانبان على تشكيل مجموعات عمل ولجان ثنائية لتسهيل الأعمال المصرفية بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل وذلك بحضور مائير بن شابات مستشار ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.

وتمثل معاهدة السلام التي توصلت اليها دولة الإمارات ودولة اسرائيل برعاية أمريكية في 13 آب (أغسطس) الماضي، خطوة شجاعة نحو منطقة شرق أوسط أكثر استقرارا وتكاملا وازدهارا.

وتوفر معاهدة السلام تفكيراً جديداً حول طريقة معالجة مشكلات المنطقة وتحدياتها، مع التركيز على الخطوات العملية التي لها نتائج ملموسة حيث تحمل في طياتها الوعد ببناء جسور جديدة تعمل على خفض تصعيد النزاعات القائمة ومنع نشوب صراعات جديدة في المستقبل.

وأطلقت المعاهدة فرصة تاريخية في إقامة علاقات اعتيادية بين الإمارات وإسرائيل والتي أدت إلى وقف خطط ضم دولة إسرائيل الأراضي الفلسطينية.