أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الأخبار)
“هيئة تحرير الشام تحاول التودد للغرب وتنكل بمعارضيها”.. هكذا وجهت عناصر متطرفة انتقادات عنيفة تجاه هيئة الجولاني بعد مقابلة أجريت مع صحيفة سويسرية قالت فيها الهيئة إنها لا تشكل تهديداً للغرب.
تلك الاتهامات التي تأتي تزامنا مع ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر، تؤكد أن هيئة تحرير الشام ما تزال تستحوذ على جدل كبير بين الجماعات الإرهابية، في ظل غموض موقف القاعدة واختفاء ردودها الرسمية نحو مثل تلك الأمور، بما يؤكد ضعف وتضاؤل تنظيم القاعدة بين صفوف الجماعات المتطرفة.
تعود تفاصيل المقابلة إلى 3 سبتمبر / أيلول، حين نشرت صحيفة Le Temps السويسرية الناطقة بالفرنسية، خلال تقرير حول الوضع الإنساني في محافظة إدلب، حيث نقلت تصريحات لرئيس المجلس الشرعي لهيئة تحرير الشام، عبد الرحيم عطون (المعروف بأبي عبد الله الشامي) قال إن مجموعته لا تشكل خطراً على الدول الغربية.
وتتماشى تلك التصريحات مع نظيرتها التي أدلى بها أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام، في مقابلة نادرة مع جهة إعلامية غربية في شباط/فبراير الماضي، حين شدد على أن الأولويات المحلية للهيئة تتمثل في إبعاد الجماعة عن الأجندة الجهادية العالمية.
وفي حزيران / يونيو 2018، أصرت الهيئة أيضًا على عدم ارتباطها بأي جماعة، في إشارة واضحة إلى القاعدة، بعد أن أدرجت الولايات المتحدة الهيئة على القائمة السوداء كمنظمة إرهابية.
والسؤال الأهم، ماذا قال عطوان كي يثير عاصفة انتقادات الجماعات المتطرفة؟
وفقًا لمقابلة Le Temps، أبعد عطون مجموعته عن تطرف مجموعات مثل داعش، ودعا إلى التعاون والمساعدة الدوليين.
ونُقل عنه قوله: “نحاول حاليًا تقديم صورتنا الحقيقية، الهدف ليس رسم صورة أغمق أو أجمل، فقط لإظهار الواقع، الناس هنا ليسوا مثل أولئك الذين كانوا في الرقة أيام داعش” على حد قوله.
ويضيف عطون: “مجموعتنا ليست تهديدًا للغرب، المنطقة بحاجة إلى مساعدة دولية لإعادة بناء نفسها، نحن آخر من قاتل النظام وحلفائه، لكننا لن نتمكن من القضاء عليه دون مساعدة”.
وأشار قائلاً: “يجب على الاتحاد الأوروبي أن يعترف بواقع الوضع في سوريا، الشعب السوري يريد السلام، لكن النظام على رأس البلاد إرهابي، نحتاج إلى إقامة علاقات دولية مع الآخرين، نحتاج كل شيء، ماء، كهرباء، غذاء، وظائف للسوريين الذين لم يبق لهم شيء، لذلك يجب على المنظمات الدولية التنسيق مع حكومتنا”، حسب وصفه.
كيف كان رد فعل الجماعات المتطرفة؟
هذه المقابلة النادرة مع مسؤول في هيئة تحرير الشام قد تم الاستيلاء عليها بشكل غير مفاجئ من قبل أنصار القاعدة على الإنترنت.
حيث تلقت مقابلة مماثلة مع زعيم هيئة تحرير الشام الجولاني نفس رد الفعل من القنوات الموالية للقاعدة على تطبيق تلغرام في فبراير.
واستخدم المتطرفون عبر الإنترنت، ومعظمهم من أنصار الجماعات المرتبطة بالقاعدة في سوريا، المقابلة مع الصحيفة السويسرية لاتهام هيئة تحرير الشام مرة أخرى بالتخلي عن الجهاد وذلك عبر رسائل عدة على تطبيق Telegram.
واختار الارهابي المتشدد أبو محمد المقدسي تصريحات عطوان قائلاً إن الاعتقالات الأخيرة لهيئة تحرير الشام في إدلب لم تكن مصادفة، حيث أشار إلى أن الهيئة تحاول تقديم نفسها على أنها جماعة معتدلة تضيق الخناق على المتطرفين.
ويزعم المقدسي أن اعتقال المتطرف الفرنسي عمر أومسين في إدلب لم يحدث دون شك قبل هذه التصريحات بالصدفة.
وبحسب تقارير، فإن أومسين ظل يدعو الأجانب الموجودين في هيئة تحرير الشام على الانفصال من الهيئة وسط الخلافات السابقة مع الجولاني.
وفي غضون ذلك، وصف حساب مؤيد القاعدة باسم جلاد المرجئة تصريحات عطوان الساعية للتقارب مع الغرب بأنها “مذلة وغبية” حسب وصفه.
لكن بالعودة لحساب جلاد المرجئة، يظهر أنه تم حذفه بعد عرض تلك الانتقادات، ولم يعلن عن أسباب حذف ذلك الحساب.
ويشير حساب آخر مؤيد للقاعدة يدعى “رد عدوان البغاة” إلى أن تصريحات عطوان ليست مفاجأة، كما يتهم المستخدم زعيم هيئة تحرير الشام الجولاني بتنفيذ أجندة الغرب عبر احتجاز أو ملاحقة العناصر المسلحة الذي يتم النظر إلى أنهم متطرفون.
ويستشهد الحساب بقضية الناشط الإعلامي الأمريكي بلال عبد الكريم والعامل البريطاني المولد توقير شريف، وكلاهما محتجز حاليًا لدى هيئة تحرير الشام، ومسؤولين سابقين بهيئة تحرير الشام مثل أبو العبد أشداء الذي سبق أن سجنته الهيئة.
كما يشير مؤيد للقاعدة إلى سجل هيئة تحرير الشام في محاربة القاعدة وكذلك حماية الدوريات الروسية في شمال سوريا.
كما اتهم الحساب عطون، في منشور بتاريخ 6 سبتمبر / أيلول، بالنفاق، مستشهداً بالتعليقات القديمة التي يُزعم أن مسؤول هيئة تحرير الشام تبنى موقفاً متشدداً ضد الغرب.
لطالما شكك الموالون للقاعدة في المؤهلات المتطرفة لهيئة تحرير الشام منذ أن قطعت جبهة النصرة، سلف الأخيرة، علاقاتها مع القاعدة في عام 2016.
لن ولن ولن تحظى هيئة تحرير الشام ولا غيرها بالقبول الدولي إن لم تحظ بالقبول الشعبي الصادق، والقبول الدولي بغير قبول شعبي فخ استعمال واستئصال، الشعب المسلم الثائر لم يطلب منهم تنظيف الصورة عبر مجموعة الأزمات الدولية ولا عبر "Le Temps" السويسرية، صورة الثورة نظيفة من الأساس.
— أبو يحيى الشامي (@borwjj) September 5, 2020
ويتهمون هيئة تحرير الشام على وجه التحديد بعدم استخدام قوتها الكاملة في معارك 2019-2020 مع قوات النظام السوري، كما يزعمون أنها تعمل سراً لتسوية الحرب في سوريا عبر الوسائل السياسية.
كما تتهم هيئة تحرير الشام بالسلطوية وإغلاق الانتقادات باحتجاز نشطاء إعلاميين مثل الأمريكي عبد الكريم.
كما تستمر الهيئة في إنكار أنها تخلت عن عملياتها في سوريا، كما تزعم في كثير من الأحيان أنها تستخدم جميع مواردها المتاحة ضد الحكومة.