أخبار الآن | دمشق – سوريا (تطبيق خبِّر)
في ظل تفشي جائحة فيروس كورونا في أغلب دول العالم، جرى اعتماد استراتيجيات تعليم عن بعد للأطفال وطلاب الجامعات، إلا أن النظام السوري يصر على سير العملية التعليمية في مدارسه بشكل تقليدي من دون اتخاذ أي إجراء وقائي أو تأجيل افتتاح المدارس، كما أنه لا يكترث أيضاً بتأمين المستلزمات الدراسية، مدفوعاً بهمٍ وحيدٍ وهو عودة الحياة إلى مؤسساته بشكل طبيعي، غير عابئ بالجائحة وبالارتفاع الجنوني للأسعار.
وفي التفاصيل، استهل الموظف سامر مسعود “أبو طارق” كلامه بالقول: “دفعت مئة ألف ليرة وأنا عم أضحك”، وذلك رداً على سؤاله عما يفعله في محلات الألبسة المدرسية في سوق الحريقة بالعاصمة السورية دمشق.
مجيباً مراسلة “تطبيق خبِّر” الميدانية في دمشق “عفراء عبد العال” بأن لديه أربعة أولاد وجميعهم في المراحل الدراسية وأصغرهم سجله هذا العام في الصف الأول الابتدائي.
وقد بدأت رحلة البحث عن التوفير في مصروفه بالتجول في الأسواق الأشهر لبيع المستلزمات المدرسية إن كان في سوق مدحت باشا أو سوق الحريقة أو سوق الصوف، وجميعها من أسواق دمشق القديمة وتكثر فيها محلات بيع القرطاسية والألبسة المدرسية.
وأشار “أبو طارق” بأنه يصحو يومياً على كابوس مزعج مع اقتراب بدء العام الدراسي، كغيره من المواطنين السوريين وخاصة ذوي الدخل المحدود، والذي يتزامن مع بداء الموسم الشتوي وما يتطلبه من مصاريف إضافية لتأمين مؤونة الشتاء والسعي لتوفير مواد التدفئة وهو ما يكسر ظهر المواطن.
والبداية دائماً مع متطلبات العام الدراسي، كونها الأكثر إلحاحاً على العائلات في سورية، وهو ما رصدته عدسة “تطبيق خبِّر” من طوابير للمواطنين على أبواب محلات ومكتبات بيع الأدوات والألبسة المدرسية.
حيث تحدث “أبو طارق” بأن الأسعار أصبحت مجنونة ومن الصعب السيطرة عليها بعد الإعلان عن فرض “قانون قيصر الأمريكي” على البلد، ما جعل التجار يضربون أسعارهم بعشرة أضعاف عن ثمنها الحقيقي، فيربطون جميع مبيعاتهم بالدولار وإن كانت صناعة محلية.
وقد أشار صاحب أحد المحلات في سوق مدحت باشا لمراسلة “تطبيق خبِّر” إلى أن الارتفاع الحاصل في أسعار الألبسة والمستلزمات المدرسية جاء بعد انتشار جائحة كورونا والتي تسببت بحالة ركود اقتصادي نتج عنه زيادة في المعروض وضعف في القدرة الشرائية للمواطن.
حيث لجأ غالبية المواطنين إلى تدوير الملابس المدرسية بين أبنائهم كما تحدثت السيدة “رجاء” في سوق الصوف، فقالت بأنها أجبرت ابنها الأصغر على ارتداء الملابس المدرسية لشقيقه الأكبر منه في محاولة لتوفير بعض المال.
كما أنها خزنت بعض الدفاتر المدرسية والقرطاسية من العام الماضي لتوفير ثمنها الذي ارتفع بعشرة أضعاف عما كان عليه في العام الماضي، فيما قامت جارتها بشراء جزء من الألبسة واللوازم المدرسية بحسب إمكاناتها المادية وأجلت الجزء الثاني للأشهر القادمة.
وبالعودة للباعة، تحدث صاحب المحل التجاري في سوق مدحت باشا بأن الأسعار التي يبيعون بها رغم ارتفاعها فهي لا تتناسب مع هامش الربح الضئيل المحدد لهم من قبل أصحاب المصانع أو المستوردين، خصوصا أن حركة البيع ضعيفة جداً لهذا العام.
موضحاً بأنه وغيره من التجار لو اشتروا بضائعهم عند ارتفاع سعر الدولار فهم مجبرون على البيع بسعر مرتفع حتى لو عاد سعر الدولار للانخفاض وذلك لمنع وقوعهم في الخسارة.
وما بين مطرقة الغلاء والعجز الحكومي وسندان متطلبات الحياة اليومية وما فرضه انتشار فيروس كورونا في سوريا سيبقى المواطن السوري هو الخاسر الأكبر والمجبر على تسديد الثمن من جيبه.