أخبار الآن | غزة – فلسطين (تطبيق خبِّر)
يحاول الفلسطينيون دائماً بذل قصارى جهدهم لاثبات وجود الأمل الدائم بالنجاح والسلام ودعم الطاقات الشابة في المجالات كافة، لاسيما الرياضية منها.
إلى الصالة الرياضية لاكاديمية نادي المشتل للكاراتيه في غزة هرولت “سوار طبيل” مسرعة للالتحاق بالتدريب بعدما تاخرت عن موعدها بقليل، فكانت تنتظر والدها ليصطحبها الى النادي، فانضمت الى كتيبة اللاعبات اللواتي في عمر الزهور، قادهن الشغف الى هذه الاكاديمية.
بدلة رياضية بيضاء كانت ترتدي مع حزام بني اللون وهذا اللون في لعبة الكاراتيه يعني أن اللاعبة انتقلت إلى مستوى متقدم في فنون الدفاع عن النفس، وأن اللاعبة تتمتع بالخبرة والمعرفة في المجال الذي تدرسه، وهذا ما أكد موهبة سوار ذات الـ10 أعوام.
“سوار” كشفت لمراسلة “تطبيق خبِّر” الميدانية في غزة “نيللي المصري” سبب انضمامها قبل عامين إلى أكاديمية نادي المشتل، قائلة: “كان ذلك بسبب تشجيع والدي وشقيقاي اللذان يمارسان نفس اللعبة في النادي نفسه، احببت فكرة الدفاع عن النفس لانها تجعل الانسان مميزاً وقوياً”<
قبل فترة الالتزام في البيت بسبب جائحة كورونا كانت سوار ملتزمة بالتدريبات وسعيدة بتنظيم وقتها ما بين المدرسة والنادي وكان الجميل بالنسبة لها شعورها بالتميَز بين زميلاتها، حيث قالت: “خلال فترة الحجر الصحي واصلت التدريب في البيت مع اشقائي فهما حاصلان على الحزام الاسود الذي هو قمة الانجاز في فنون الدفاع عن النفس”.
تحديات جمة
نٌشرت لها صورة على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تمارس لعبة الكاراتيه، تعليقات وردود سلبية للغاية كانت موجهة لها، “شيرين الخليلي” 25 ربيعا لاعبة الكاراتيه في الاكاديمية اعتبرت ان نشر صورتها والتنمر عليها لكونها لاعبة كاراتيه لابد ان يشكل لها نقطة تحول خصوصا في ظل رفض ذويها في بادئ الامر ان تمارس اللعبة لكنها نجحت في اقناعهم.
وواصلت هذه الهواية حتى في ظل جائحة كورونا التي الزمت الجميع في البيت، وقالت:”في البداية مرَ عشرة ايام شعرت خلالها بحالة من الملل فهذا الظرف لم يعرف متى سينتهى، لذلك قررت ان أمارس الكاراتيه في البيت، كانت المشكلة الاكبر صغر حجم البيت، لكني حاولت المحافظة على اللياقة البدنية و تابعت تدريبات عبر اليوتيوب الى جانب مجموعة خاصة انشأها المدرب للتواصل مع اللاعبين واللاعبات ويطلعنا على العديد من الفيديوهات حتى لا نتوقف عن اللعب”.
وتوضح: “امامي حلم كبير هو المشاركة في البطولات باسم فلسطين وهذا يتطلب مني بذل الكثير من الجهود كي يتحقق، وجائحة كورونا كانت دافعاً كبيراً لنواصل التدريب وتحقيق ما نريد”.
كثيرة هي التحديات امام الفتيات الرياضيات بشتى الظروف في المقابل تحدي اكبر ونجاح اعمق، “انا قوية استطيع ان ادافع عن نفسي”، بهذه العبارة بدأت “عايدة البياري” (16)عاما حديثها عن ممارسة لعبة الكاراتيه، عام 2014، كان بداية انطلاقها في هذه اللعبة، التي وصفتها بالقوة والثقة، وأضافت:”منذ أن مارست اللعبة شعرت بالثقة الكبيرة، والقوة، تغيرت شخصيتي واصبحت لا اخشى مواجهة اي موقف، استطيع حماية نفسي الان”.
شاركت البياري في العديد من البطولات المحلية في غزة، وحصلت على المركز الثاني في بطولة فلسطين الدولية، كما حصلت على المركز الثالث في بطولة القدس الدولية والتي كانت عبر الانترنت خلال جائحة كورونا، وأردفت: “في البداية عند التزامنا البيت انقطعنا قليلاَ عن التدريبات شعرت بالراحة وكانها اجازة، لكن طال الامر واستمر الحال طويلا وبدأت اشعر بالملل وبت اخشى على انخفاض اللياقة والمستوى الفني لديَ، حينها لم استسلم وقررت العودة الى التدريبات في البيت، وتواصلت مع المدرب وتلقيت التعليمات منه من خلال مجموعة على تطبيق الواتسآب والذي بدوره قام بارسال لنا العديد من الفيديوهات ناهيك عن المتابعة اليومية لي ولكافة اللاعبين واللاعبات”.
واعتبرت انه “خلال جائحة كورونا كانت الاستفادة كبيرة وخاصة مشاركتي مع زميلاتي وزملائي من فلسطين عبر الانترنت في بطولة دولية شارك فيها لاعبون اخرون من دول العالم وكانت فرصة ليتعرف العالم على لاعبات ولاعبي فلسطين”.
تكيُف ايجابي مع الجائحة
وعلى الرغم من الركود في مستويات الحياة بسبب الجائحة الا ان بطلة الكاراتيه “منى ابو شعبان” (17) عاما حاولت التخلص من روتين الوقت الطويل والانقطاع عن التمارين في النادي، لكونها كانت تخشى من انخفاض مستوى اللياقة لديها، وقالت: “بعد حالة الركود التي عشناها تملكني هاجس بفقدان كل ما وصلت اليه في لعبة الكاراتيه من مستوى اللياقة البدنية ويصبح جسمي غير قادر على مواصلة اللعب، لكني سرعان ما قررت ان لا استسلم للراحة الطويلة، والتواصل مع المدرب كان امرا سهلا وبسيطا، فاستغلال مجموعات الواتساب عزز لدي ولدى اللاعبات واللاعبين القدرة على مواصلة اللعب وتلقي التعليمات والتوجيهات من المدرب”.
واشارت “ابو شعبان” الى “ان هذه الفترة كانت لها جوانب ايجابية منحتني القدرة على متابعة اللعبة عبر الانترنت وتعلم تدريبات جديدة ممن سبقونا في العالم وهذا ما جعلنا نشعر دوما بالطاقة الايجابية والمبادرة للمحافظة على انفسنا”.
مدرب متابع ومبادر
لم يكن الامر سهلاً على الرياضيين بان تغلق كافة الاندية والمرافق فجأة بسبب جائحة كورونا، لكن هذه الحالة استدعت من مدرب الكاراتيه حسن الراعي ان يبادر فورا للخروج ببدائل لحالة الخمول والكسل التي قد تصيب اللاعبات واللاعبين فاطلق فكرة رياضية بتحويل صالة البيت الى قاعة تدريب رياضي مع بناته واولاده، الى جانب متابعته المتواصلة للاعباته ولاعبيه في نادي المشتل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال: “تواصل معي اللاعبون واللاعبات حول التدريبات والنصائح التي يمكن ان يحصل عليها الجميع، انشأت مجموعة على تطبيق واتسآب وارسلت لهم فيديوهات الى جانب تعليماتي لمواصلة ممارسة اللعبة”، واضاف: “في احدى المرات وصلتني دعوات رسمية للمشاركة في بطولات دولية اون لاين، وقمت بمبادرة جديدة عبارة عن كل يوم بطل، استهدف فيها طفل او فتاة من النادي واقوم باحضاره عندي في البيت وفق اجراءات السلامة مع اولادي يتدرب ونقوم بتصويره ليتم عرضه امام الجميع كنوع من التحفيز، واستعداداً للمشاركة في اي بطولة على الانترنت، بحسب قول الراعي.
ولاول مرة تقام بطولات عبر الانترنت ويشارك بها لاعبات ولاعبون من فلسطين وكانت اول بطولة هي بطولة الاقصى الدولية التي انطلقت من نابلس شاركت فيها 11 دولة عربية واجنبية، من غزة شاركت اللاعبة عائدة البياري وحصلت على المركز الثالث مكرر، واللاعب عبد الرحمن دبابش وحصل على الميدالية الفضية، وفي بطولة اخرى كانت بطولة اتحاد الجينزرال الموحد وشاركت اللاعبة سوار طبيل وحصلت على الميدالية الفضية واللاعب كريم القططي حصل على المركز السابع في الترتيب الدولي المشارك.