أخبار الآن | بيروت – لبنان (وكالات)
أفادت الوكالة الوطنية للاعلام في لبنان، الاثنين، ان المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري ترك مدير عام جهاز أمن الدولة اللواء طوني صليبا رهن التحقيق بعد جلسة استجواب امتدت لساعات في قصر العدل في بيروت، على خلفية نفجار مرفأ بيروت، على أن تتم متابعة التحقيق تباعا.
في الأثناء ذكرت وسائل إعلام محلية انّ هناك ضغوطاً تمارس على رئيس الحكومة حسان دياب لدفعه الى الاستقالة.
وذكرت الوسائل أن هذه الضغوط تتمثل في تصعيد التظاهرات في الشارع، واستقالة الوزراء من الحكومة.
وذكرت اوساط سياسة لصحيفة الجهمورية إلى أنه إعطاء دياب مهلة حتى نهاية يوم الأثنين ليقدّم استقالته اثر جلسة مجلس الوزراء، وفي حال اصرّ على البقاء، هناك اجماع لدى القوى السياسية على استقالة مجموعة من الوزراء،
على ان يكون الخيار الاخير سحب الثقة من الحكومة في مجلس النواب، الذي سيبدأ جلسات مفتوحة ابتداء من الخميس المقبل.
هذا واعلن النائب اللبناني هنري حلو، الاثنين، استقالته من مجلس النواب، ليصبح بذلك النائب التاسع الذي يقدم استقالته.
كما قدم كلا من نعمه إفرام (مستقل) وميشال معوض رئيس حركة الاستقلال وعضو تكتل لبنان القوي (الكتلة النيابية للتيار الوطني الحر) وديما جمالي عضوة الكتلة النيابية لتيار المستقبل، الاستقالة من البرلمان.
وسبق وأعلن في غضون اليومين الماضيين نواب حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل ونديم الجميل وإلياس حنكش، استقالتهم من المجلس النيابي، وكذلك النائبة المستقلة بولا يعقوبيان.
وكان النائب المخضرم مروان حماده، عضو الكتلة النيابية للحزب التقدمي الاشتراكي أول من أعلن استقالته من البرلمان عقب وقوع الانفجار المدمر الذي طال العاصمة بيروت.
كما قدم عضو مجلس بلدية بيروت كبريال فرنيني استقالته من عضوية المجلس البلدي.
تأتي هذه التطورات وسط دعوات للنزول في مظاهرات لليوم الثالث على التوالي.
وتجددت المواجهات، أمس الأحد، بين محتجين غاضبين والقوى الأمنية اللبنانية في اليوم الثاني من التظاهرات التي رفعت شعار محاسبة الطبقة السياسية، في وقت يزداد الضغط على الحكومة التي استقال منها وزيرا الإعلام
والبيئة بعد انفجار مرفأ بيروت.
ومن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مروراً برئيسي وزراء إيطاليا وإسبانيا، شارك 15 رئيس دولة وحكومة في مؤتمر نظمته فرنسا، التي زار رئيسها إيمانويل ماكرون بيروت الخميس، عبر الفيديو بهدف مساعدة لبنان.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن المساعدة العاجلة التي تعهد المشاركون في المؤتمر تقديمها بلغت 252,7 مليون يورو.
والأحد، قدمت وزيرة الاعلام منال عبد الصمد استقالتها من الحكومة لتكون أول عضو في مجلس الوزراء يقدم على تلك الخطوة بعد الانفجار، إذ كان وزير الخارجية السابق ناصيف حتي استقال قبيل وقوع المأساة.
وقالت في كلمة بثتها وسائل اعلام محلية “بعد هول كارثة بيروت، أتقدم باستقالتي من الحكومة متمنية لوطننا الحبيب لبنان استعادة عافيته في أسرع وقت ممكن”.
بدوره أعلن وزير البيئة والتنمية الإدارية دميانوس قطار مساء الأحد استقالته من الحكومة.
وقال قطار في بيان “أمام هول الفاجعة… ومع انسداد أفق الحلول على وقع التجاذبات العبثية وفي ظلّ آليات نظام عقيم ومترهّل أضاع العديد من الفرص (…) قرّرت أن أتقدّم باستقالتي من الحكومة”.
وتفيد تقارير بتوجه عدد من الوزراء للقيام بالخطوة ذاتها.
ودعا البطريرك الماروني بشارة الراعي الأحد الحكومة التي قال إنها “باتت عاجزة عن النهوض بالبلاد” إلى الاستقالة.
https://twitter.com/akhbar/status/1292646851196465157
وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري عن جلسات مفتوحة للمجلس النيابي ابتداء من الخميس “لمناقشة الحكومة عن الجريمة المتمادية التي لحقت بالعاصمة والشعب وتجاهلها”.
واسفر انفجار مرفأ بيروت الثلاثاء عن تدمير المرفأ ودمار هائل في محيطه، كما عن مقتل 158 شخصاً وإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين، وتحدثت وزارة الصحة عن وجود 21 مفقوداً.
وبعد أيام من العمل المتواصل، أعلن الجيش اللبناني الأحد أن الأمل بات ضئيلاً بالعثور على أحياء تحت أنقاض المرفأ المدمر.
وعلى وقع التحركات الغاضبة في الشارع، دعا دياب السبت الى اجراء انتخابات نيابية مبكرة. وأمهل الأطراف السياسيين مدة “شهرين حتى يتفقوا”.
وأثار الانفجار تعاطفاً دولياً مع لبنان الذي زاره مسؤولون غربيون وعرب تباعاً وتتدفق المساعدات الخارجية إليه.
وقدّرت الأمم المتحدة بنحو 117 مليون دولار قيمة المساعدات التي يحتاجها لبنان في الأشهر الثلاثة المقبلة لتلبية الاحتياجات الطبية ومتطلبات الإيواء وتوزيع المواد الغذائية وتنفيذ برامج لاحتواء تفشي فيروس كورونا وغيرها.
في مرفأ بيروت ومحيطه، تتواصل عمليات رفع الركام والبحث عن أشلاء الضحايا.
وأعلن قائد فوج الهندسة في الجيش اللبناني العقيد روجيه خوري في مؤتمر صحافي “من الممكن أن نقول إننا انتهينا من المرحلة الأولى وهي مرحلة إمكان العثور على أحياء”. وأضاف “باستطاعتنا القول إن الأمل ضعف في إمكان العثور على أحياء”.
وبحسب السلطات، فإن الانفجار نجم عن حريق في مستودع خُزّن فيه 2750 طنّاً من مادّة نيترات الأمونيوم المصادرة من احدى السفن منذ العام 2013 من دون اتخاذ إجراءات الحماية اللازمة.
وأفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس الأحد أن “خبراء التفجير الفرنسيين اكتشفوا أن انفجار المرفأ خلف حفرة بعمق 43 متراً”.
وأوقفت السلطات أكثر من عشرين شخصاً على ذمّة التحقيق بينهم مسؤولون في المرفأ والجمارك ومهندسون. وأفاد مصدر قضائي وكالة فرانس برس أنه سيتم أيضاً استجواب كبار قادة الاجهزة الامنية في المرفأ.