أخبار الآن | حماة – سوريا (تطبيق خبِّر)
اتجه “أبو عبد الله” من قرية كفر الطون في محافظة حماة السورية إلى تغيير نوعية الزراعة في أرضه بعد الارتفاع الكبير في تكاليف الزراعة، وقد وجد في زراعة الزعتر الخليلي تعويضاً مناسباً لكسب رزقه لناحية قلة تكاليف زراعته والمردود الاقتصادي الجيد من زراعته.
مراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في دمشق “علي ديب” تواصل مع “أبو عبدالله” واطلع منه على فوائد هذا المشروع، حيث أشار إلى أن الزعتر الخليلي مشهور في سوريا وهو من الأعشاب الطبية البرية ولكن طرق زراعته الحديثة لم تكن متوفرة، إلى أن تعرف عليها عن طريق برنامج الأغذية العالمي الذي وجهه للتعاون مع اتحاد النحالين العرب/ أمانة سوريا.
وهكذا أصبح لدى “أبو عبد الله” محصول جيد من الزعتر الخليلي في فترة قصيرة وتمكن من تسويقه نتيجة وجود سوق جيدة له نظراً لفوائده المتعددة.
وحول هذا المشروع تواصل مراسل “تطبيق خبَّر” مع المهندس فتوح جمعة – مدير اتحاد النحالين العرب/ أمانة سوريا، والذي كشف بأن التعاون مع برنامج الأغذية العالمي ساعد بوصول المشروع إلى 2735 أسرة في 7 محافظات سورية وهي (ريف دمشق – درعا – السويداء – حمص – حماه – طرطوس – اللاذقية).
حيث تم تقديم كامل مدخلات المشروع للمزارعين من شتول وشبكة ري وأسمدة وذلك بمعدل مساحة 500 متر مربع للأسرة الواحدة، وقد زودنا بصور للمشروع في قرية كفر الطون بحماة وقرية الشيخ مسكين في درعا.
وذلك بهدف دعم الامن الغذائي للأسر، ومساعدة الأسر للاعتماد على نفسها في تغطية جزء من الاحتياج الغذائي والتخلي تدريجياً عن المساعدات الغذائية، والمساهمة في تنمية المجتمع الريفي الذي عانى من ويلات الحرب السورية وإعادة إنماء العجلة الاقتصادية.
كما يهدف المشروع إلى تحقيق استقرار الأسر الريفية في أماكن سكنها من خلال ربطها بمشاريع تنموية حقيقية، إضافة إلى تحقيق دخل للأسر المستهدفة يساعدها على متطلبات الحياة من تعليم للأولاد وتأمين احتياجات الأسرة من لباس وطبابة، وهو يساهم في تأمين مرعى آمن للنحل بغرض تنشيط وإنماء نشاطات زراعية أخرى.
وحول أهمية هذا النبات وفوائده يوضح المهندس جمعة بأن نبات الزعتر الخليلي Origanum syriacum L. من النباتات الطبية الهامة وذلك لفوائده الطبية العديدة ومن أهمها أنه من مضادات الأكسدة، حيث تعتبر أوراق النبات من أهم مضادات الأورام السرطانية.
ويساعد زيت الزعتر في علاج التهابات الشعب التنفسية، كما يفيد في الحد من أعراض مرض الربو، وفي التخلص من البلغم المصاحب لهذه الأمراض، ويفيد الزعتر الخليلي في تنظيم عملية الهضم وطرد الغازات المعدية.
بالإضافة إلى أنه يحتوي على بعض الفيتامينات الهامة مثل A,B, C الضرورية لصحة وسلامة الجسم بالإضافة لبعض المعادن كالحديد والكالسيوم.
وإن استخدام زيت الزعتر يفيد في تحسين الذاكرة وتنظيم إفراز الهرمونات، حيث يستعمل الزيت العطري في صناعة مستحضرات التجميل لمعالجة الروماتيزم والتشنج.
وأشار المهندس جمعة إلى أن النبات ينتشر برياً ضمن الجغرافيا السورية على امتدادها وبالتالي فهو متأقلم مع بيئات متعددة وما يرافق ذلك من تنوع التربة، وهذا الأمر أتاح إمكانية زراعة النبات في جميع محافظات القطر مع تحقيق عائد اقتصادي.
ونظراً لكون النبات معمر فهو يتيح الحصول على أكثر من حشة خلال الموسم الواحد (2-4 حشات)، ولذلك ينصح بزراعته في الحيازات الصغيرة والهامشية والتي لا تصلح لزراعة المحاصيل الاستراتيجية والرئيسية.
وهو ما يعوض عن صغر الحيازة المزروعة ولأن النبات معمر فإن كلفة إنتاجه متدنية ولذلك فإن زراعة النبات تعد من الزراعات الأسرية الواعدة، وقد تعهد الاتحاد بتسويق الكميات المنتجة لدى المزارعين المستفيدين.
وقد سلك المزارعون قنوات تسويقية عدة، فمنهم من قام بالبيع بأرض المزرعة وهذا الشكل هو الغالب بالنسبة لمحصول الزعتر الجاف في سوريا حيث يقوم المزارع بجني المحصول ثم تجفيفه بطريقة التجفيف الشمسي ثم بيعه بأرض المزرعة وقد اتبع هذه القناة التسويقية 48% من المستفيدين.
فيما قام حوالي 35% من المزارعين بالبيع لتاجر الجملة حيث يقوم المزارع بجني انتاجه وفرزه وتعبئته ثم نقله إلى سوق الجملة (تاجر جملة) ليقوم هذا الأخير ببيع الإنتاج بالنيابة أو الوكالة عن المزارع ويأخذ لقاء أتعابه نسبة من قيمة المبيعات للمستهلك النهائي.
فيما اختار 17% منهم البيع المباشر للمستهلك، حيث تشكل هذه الطريقة اختصاراً لسلسلة القيمة وتخفض من التكاليف التسويقية.