أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غيث حدادين)
يثير مقتل زعيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن قاسم الريمي تساؤلات حول عمليات االتنظيم ومستقبله. ويسلط الضوء على الخلافات والتنافسات داخل صفوفه في المرحلة الحالية.
ولكن ماذا يعني هذا بالنسبة للقاعدة في جزيرة العرب واليمن، حيث أدت الحرب المستمرة منذ خمس سنوات بين الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثيين المتحالفين مع إيران إلى شلّ البلاد؟
تم تعيين الريمي كزعيم للقاعدة في شبه الجزيرة العربية بعد مقتل سلفه ناصر الوحيشي في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار على اليمن في يونيو 2015.
كان أحدَ مؤسسي التنظيم في عام 2009 وأول قائد عسكري لها.
وبحسب مراقبين لم يكن الريمي قائداً جيداً للقاعدة في شبه الجزيرة العربية ومنذ توليه منصبه في عام 2015، فإن التنظيم تراجع بشدة.
ما هو الوضع الحالي وما هو مصير التنظيم؟
ووفقاً لمحللين في شؤون الجماعات الإرهابية، فإن المرشحين الأكثر احتمالاً لخلافة الريمي هما خالد باطرفي، الذي يقال إنه يدير العمليات الخارجية للتنظيم، وسعد بن عاطف العولقي، زعيم التنظيم في محافظة شبوة اليمنية.
وفقًا لبيتر ساليسبري، المحلل في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، فمن المرجح أن يتم الإعلان عن خليفة له قريباً. لكنه أضاف أنه لن يكون “شخصًا يحمل العلامة المميزة المعروفة باسم الريمي، وبالتأكيد ليس من مكانة سلفه الوحيشي”.
القاعدة في جزيرة العرب، إلى جانب الجماعات المسلحة الأخرى، ازدهرت في فوضى الحرب بين الحكومة اليمنية الشرعية وميليشيات الحوثيين. لكن المحللين يقولون إن قدرات التنظيم على الأرض تضاءلت على مر السنين.
وقالت الباحثة بجامعة أكسفورد إليزابيث كيندال: “سيتم تفويت مهارات الريمي كمخطط عسكري، لكن قدرة القاعدة في جزيرة العرب على العمل على أرض الواقع في اليمن قد تقلصت إلى حد كبير بالفعل”.
وأضافت: “من الناحية التشغيلية، بلغ نشاط التنظيم ذروته في عام 2017 بأكثر من 270 هجوماً داخلياً، وإن كان ذلك على نطاق صغير”.
وقال غريغوري جونسن، من مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية إن قدرة القاعدة في جزيرة العرب على الأرض قد ضعفت على مدار العقد الماضي”.
ونفّذ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عمليات ضد قوات الجيش اليمني بالإضافة إلى هجمات متفرقة في الخارج.
وقال أندرياس كريغ من كلية كينغز كوليدج في لندن إن مقتل الريمي له “قيمة عامة” بالنسبة للولايات المتحدة لكنه لن يؤثر على العمليات البرية للقاعدة في جزيرة العرب.
ويأتي مقتل الريمي بعدما أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن إطلاق النار في 6 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، على قاعدة بينساكولا البحرية الأمريكية في فلوريدا، حيث قتل ضابط ثلاثة بحارة أمريكيين.
وقال جونسن إنه “ما زال من غير الواضح مقدار الدور الذي كان للقاعدة في جزيرة العرب، في هجوم بينساكولا”.
ووفقًا لجونسن ، فإن مقتل الريمي “ضربة أخرى” لهجمات التنظيم في الخارج”، وأضاف “قبل هجوم بينساكولا، كانت آخر مرة يتبنى فيها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هجوماً خارجيا كان في عام 2015”.
وقال كيندال: “لقد تحول تركيز التنظيم إلى إلهام الهجمات بدلاً من إدارتها”.
ولاحظت سالزبوري أن القاعدة في جزيرة العرب لم تنفذ عملية كبرى في الخارج خلال العقد الماضي.
وقال: “الهجمات المرتبطة بالتنظيم جاءت إما من الإرث أو الهجمات التي قام بها عملاء سابقون أو ذئب منفرد (ذئب منفرد هو الشخص الذي يرتكب أعمال عنف في دعم مجموعة، حركة، أو أيديولوجيا،
ولكن يفعل ذلك وحده، خارج عن هيكل القيادة و دون مساعدة مادية من أي مجموعة) قام بها أشخاص ألهمتهم وأحيانًا كانت على اتصال محدود معهم عبر الإنترنت”.
ووفقًا للبيت الأبيض، فإن مقتل الريمي “يزيد من تدهور القاعدة في جزيرة العرب وحركة القاعدة العالمية”.
وقالت “إنها تقربنا من القضاء على التهديدات التي تشكلها هذه الجماعات لأمننا القومي”.
مكافآت مالية مقابل قيادييْن في “القاعدة في جزيرة العرب”
أكد تقرير لموقع “ميدل إيست اونلاين” البريطاني، أن الولايات المتحدة صعّدت من جهودها للقضاء على قيادات إرهابية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وقال التقرير إن واشنطن ركزت حربها ضد تنظيم القاعدة من خلال استهداف قياداته في اليمن والتي انطلقت بقتل زعيمه قاسم الريمي.
وأوضح التقرير أن أمريكا لم تكتفِ بذلك لكنها أعلنت عن مكافأة مالية كبيرة لمن يدلي بمعلومات حول قياديين إرهابيين من القاعدة في اليمن.
ونوه إلى أن أحد المستهدفين من قبل أمريكا باليمن هو عضو بارز في منظمة القاعدة في شبه الجزيرة العربية بمحافظة حضرموت.
ونشر برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية على حسابه على تويتر، فجر السبت، صورة لسعد بن عاطف العولقي، معلقاً “تعرض الحكومة الأمريكية مكافأة تصل إلى 6 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى القبض على العولقي”. وفي تغريدة منفصلة، نشر البرنامج أيضاً صورة خالد سعيد باطرفي، عارضاً مكافأة بـ 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى وقوعه في قبضة القوات الأمريكية.
هذا الإرهابي المجرم خطر على أهل اليمن السعيد!
تعرض الحكومة الأمريكية مكافأة تصل إلى ٦ ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى القبض على سعد بن عاطف العولقي
واتساب: 2022941037 1+
تليغرام: RFJ_Arabic_bot@ pic.twitter.com/DDGP1BqIlE— Rewards for Justice عربي (@Rewards4Justice) February 7, 2020
بلغونا عن أنشطة تنظيم #القاعدة مقابل مكافآت مالية! 💰⚖️
واتساب: 2022941037 1+
تليغرام: RFJ_Arabic_bot@ pic.twitter.com/4VnOzL9viI— Rewards for Justice عربي (@Rewards4Justice) February 7, 2020
ولفت التقرير إلى أن استهداف الولايات المتحدة لقيادات القاعدة في اليمن يثير الكثير من التساؤلات حول عمليات الجماعات المتطرفة ومستقبلها باليمن والمنطقة.
ماهي الخلافات والتنافاسات في صلب القاعدة في المرحلة الحالية
عقب مقتل زعيم تنظيم القاعدة في اليمن وشبه الجزيرة العربية قاسم الريمي، ستكون هناك تداعيات وانعكاسات عدة على التنظيم على مستوى الاستمرار في انشطته الارهابية وقدرته على تجنيد العناصر وايجاد بيئة حاضنة.
ووفقاً لمحللين سيتعرض التنظيم لخلل تنظيمي ويعاني حالة من الشتات بعد مقتل الريمي الذي يعتبر شخصية جامعة يعول عليها في التنظيم.
وبحسب محللين سيتحول تنظيم القاعدة بعد مقتل الريمي من تنظيم إيديولوجي إلى مجموعة من الخلايا النائمة، خصوصاً أنه لا يملك حاضنة شعبية في المناطق التي يتواجد فيها باليمن.
من هم قادة القاعدة الذين قتلوا بضربات جوية في اليمن؟
في اليمن، كان أنور العولقي، القيادي البارز في فرع “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب”، هدفاً مبكراً لغارات الطائرات بدون طيار، إذ طالته إحداها (تابعة للمخابرات الأميركية) في عام 2011، وأسفرت عن مقتله قرب صنعاء.
ولمرة ثانية كان اليمن مسرحاً لعملية اغتيال قيادي في القاعدة، وأقر التنظيم في عام 2013 بمقتل سعيد الشهري، والذي أفرجت عنه السلطات الأمريكية من معسكر غوانتانامو بكوبا، وأصبح الرجل الثاني في التنظيم، وأفاد التنظيم أن “الشهري قتل في غارة أمريكية بطائرات دون طيار في اليمن”، ولم يذكر متى وقعت الغارة.
Last year, Qasim al-Raymi warned of #US drone strikes and spies working to infiltrate the group to guide personality targeted killings. Check out my investigation with @bellingcat here: https://t.co/vbATptqvKn
— Khalil R. Dewan (@KhalilDewan) January 31, 2020
أما ناصر الوحيشي نائب زعيم القاعدة فقد قتل أيضاً في قصف أمريكي جنوب شرقي اليمن، عام 2015، ونقلت«رويترز حينها عن سكان في مدينة المكلا، أن “طائرة بدون طيار فيما يبدو شنت الغارة”.
واستغرق الأمر نحو عامين، من الإدارة الأمريكية لتؤكد مقتل القيادي البارز، إبراهيم العسيري، والذي ينسب له المسؤولية عن صناعة قنابل التنظيم ودور واسع في إدارة ملف المتفجرات.
وعلى لسان الرئيس ترامب، جاء الاحتفاء الأمريكي بمقتل العسيري في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، رغم أن تقارير عدة تحدثت عن تصفيته في هجمة بالدرون عام 2017. وقال البيت الأبيض بموازاة إعلان الرئيس، العام الماضي، إن “هذا هو أول تأكيد بأن إبراهيم العسيري قتل قبل عامين في عملية أمريكية مضادة للإرهاب في اليمن”.
كما نعى “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب” في عام 2016 القيادي بصفوفه، جلال بلعيدي والذي لقي حتفه في ضربة، بمحافظة أبين الساحلية اليمنية، وقال سكان في المنطقة حينها إن “طائرة أمريكية بدون طيار” نفذت العملية.
مصدر الصورة: AFP
للمزيد:
القشة التي قصمت ظهر البعير: تداعيات مقتل قاسم الريمي على تنظيم القاعدة