أخبار الآن | دبي – abc

نشر موقع ” abc” الإلكتروني تقريراً يسردُ معاناة عالم التاريخ العراقي عمر محمد، الذي اختبر ظلم تنظيم “داعش” الإرهابي المهزوم. وفقاً للموقع، فإنّه “عندما استولى التنظيم على مدينة الموصل، أنشأ محمد مدوّنة سمّاها عين الموصل، وسلط الضوء من خلالها على الفظائع التي تتكشّف في المدينة”.

ولفت الموقع إلى أنّ “محمد غادر العراق بعد عامٍ من سقوط الموصل (2014) خوفاً على حياته”، ويقول: “لا أعرف ما إذا كان من الآمن العودة إلى المنزل، كما أنني لا أعرف ما إذ كنت سأرى عائلتي مرّة أخرى”. ويضيف: “عدم القدرة على الذهاب إلى الموصل يشبه الموت”.

يعتبر محمد أنه “من الصعب وصف شكل الحياة تحت حكم تنظيم داعش”، ويقول: “كل ما استطعت رؤيته هو الدم، ويجب أن يكون علمهم أحمر وليس أسود. أعني أن اللون الأسود يكفي لوصف الموت، لكن العلم كان مليئًا بالدماء”.

يوضح محمد أنّ “التنظيم الإرهابي أجبر الناس على التقيد بقوانين الخلافة، وإلا كانوا سيواجهون عواقب وحشية”، ويضيف: “في أي يوم عادي في الموصل، سترى قطع الرؤوس، وسترى رمي الناس من المباني العالية، وسترى أيضاً الجلد والرجم”.

https://twitter.com/MosulEye/status/889881737089744896

الحقيقة هي الضحية الأولى للحرب

يوضح الموقع أنّ “محمد كان في أواخر العشرينات من عمره عندما دخل داعش إلى الموصل. لقد عمل محاضراً في علم التاريخ بجامعة الموصل، وعاش مع والدته وإخوته وأبنائهم”. في معرض حديثه، يلفت عمر إلى أنه “بعد سقوط الموصل، اطلق أحد علماء التاريخ الشباب شعاراً جاء فيه: لا تثق في أحد، وثّق كل شيء. هذا الشعار حملته مدونة عين الموصل التي كانت تعمل على توثيق جرائم داعش”.

يقول محمد أنّ “الحقيقة هي الضحية الأولى للحرب، وهناك الكثير من الإفتراءات والأخبار الكاذبة التي نشرتها وسائل الإعلام. كذلك، فإنها تتناقض مع الواقع على الأرض”. ويضيف: “عملي كمؤرخ يتطلب مقاربة غير متحيزة سألتزم بها، وأحتفظ برأيي الخاص لنفسي. ما عليّ فعله فقط هو إبلاغ الحقائق التي أراها”.

وأشار الموقع إلى أنه “محمد عندما غادر العراق، أخذ معه قرصاً مليئاً بالأدلّة التي توثق الفظائع التي ارتكبها داعش. وفي غضون عام، وصل محمد إلى أوروبا عبر تركيا، وطوال هذه المدة كان يعمل على نشر موادٍ على مدونة عين الموصل”.

وفي شهر ديسمبر/كانون الأول 2016، كتب محمد على المدونة: “أكتب اليوم وأنا بعيد عن الموصل، بعيداً عن حبي. لقد اضطررت لمغادرة مدينتي الحبيبة، وليس لدي أي فكرة عما إذا كنت سأعود يوماً ما، ربما لا. لكنني تركت ورائي مدينة خطف فيها الموت روحها وشعبها. آخر مشهد وضعته عينيّ كان جثة تتدلى من عمود كهربائي. حاولت أن أنظر ورائي لإلقاء نظرة أخيرة على المدينة، لكنني لم أجرؤ على النظر إلى الوراء. كنت أخبر نفسي أن هذه ربما آخر مرة. كنت أريد أن أحتفظ بآخر مشهد لمدينتي في عينيّ”.

ما بعد تحرير الموصل

في أواسط العام 2016، أعلنت الحكومة العراقية النصر على داعش في الموصل. وفي تلك المدّة، كان محمد قد مُنح حق اللجوء في أوروبا. وفي الوقت الذي تمت فيه استعادة الموصل رسمياً من داعش، فإن إعادة إعمار المدينة سوف يستغرق عقوداً.

وفقاً للموقع، فإن محمد تحدث عن عمله المتواصل في الدعوة إلى تنسيق التبرعات من الكتب في الموصل، وتنظيم حفلات موسيقية لإعادة الموسيقى إلى المدينة. يصمم محمد على خلق ثورة ثقافية في مدينة فقدت الكثير من تاريخها. ويقول: “الجزء الأسوأ من كل ما حدث للموصل هو كل ما حدث للأشياء المادية في تاريخ االمدينة. لن يتم تدمير التاريخ المكتوب أبدًا لأنه ستكون هناك دائماً نسخة أخرى. لقد فقدت الموصل 70% من تاريخها المادي”.