أخبار الآن | دبي – وكالات
بعد سقوط تنظيم “داعش” الإرهابي في الباغوز السوريّة، فإنّ اللجوء إلى بعض استراتيجيّات هجينة وضعيفة كان السبيل الوحيد لهذا التنظيم المتهالك. الاستراتيجيّات هذه تجمع بين العمليات العسكرية التقليدية وحروب العصابات القائمة على الاستنزاف، دون الدخول في مواجهات مباشرة قد تستنزف من قواه المنهارة بعد هزيمته من قوى التحالف الدولي.
ويسعى “داعش” حالياً من خلال المنحى الاستراتيجي الجديد، للاستيلاء المؤقت على المدن واستنزاف جيوش جغرافيته القديمة وتنشيط خلاياه النائمة، والسعي لبيعات جديدة خارج مناطق نفوذه التقليدية. ومن خلال الاستراتيجيات الهجينة التي استحدثها، فإنّ التنظيم يظنّ أنه من خلالها سيتمكن من البقاء، وأبرزها على النحو التالي:
1- استراتيجية إسقاط المدن مؤقتاً
تقوم هذه الاستراتيجية على توجيه ضربات مفاجئة لقوات تأمين المدن والبلدات وتحييد قوتها بما يساعد الدواعش في التحرك داخل المدينة بحرية وتحقيق أهدافها من الهجوم خلال ساعات قليلة، ثم الانسحاب مع تجنب الدخول في معركة حاسمة مع القوات الداعمة لتجنب وقوع خسائر في صفوفها.
وتعتمد استراتيجية “داعش” على تأمين مخارج للهروب، وأن تكون لدى العناصر المهاجمة ملاجئ آمنة للمجموعات التي لا يمكن أن تنسحب أو الجماعات التي تضم جرحى لا يمكن إجلاؤهم بسهولة مع ضرورة الخضوع التام للأمير قائد الحملة تحت مبدأ “السمع والطاعة”.
غير أن هذه الإستراتيجية هي بمثابة محاولة بائسة من “داعش” لإعادة تدوير تكتيكات قتالية سبق واستخدمها في العراق قبل إعلان خلافته المزعومة، كما أن عمليات انسحاب مسلحيه دائماً ما تتأثر بالخسائر الكبيرة الناجمة عن المواجهة مع التعزيزات العسكرية القادمة للمدن والبلدات عقب عمليات الهجوم.
ثانياً: استراتيجية استنزاف الجيوش
تتنوع عمليات الاستنزاف ما بين إطلاق نار وقنص، وزرع عبوات ناسفة ومتفجرات في مناطق مرور القوات العسكرية، ومهاجمة واستهداف كمائن، والهجوم على مواقع ومجمعات عسكرية بهجمات انتحارية. أما الهدف من هذه العمليات، فهو تحقيق أكبر قدر من الخسائر في قوات الجيوش، بداية من تخريب مصادر ووسائل إمداده وخطوط اتصال قطاعاته، وإحداث أكبر خسائر في معداته وقواته الراجلة التي يستفاد منها كقوات دعم ومساندة لوجستية لعمليات مكافحة الإرهاب، ونهاية بضرب الروح المعنوية للأفراد المقاتلين، لإضعاف ثقتهم بقيادتهم السياسية والعسكرية.
والاستراتيجية هذه رغم أنها قد تحقق بعضاً من أهدافها، إلا أنها تساهم في الكشف عن الملاذات الآمنة التي تتواجد بها هذه المجموعات التنظيم الإرهابيّة، ما يسهل عملية توجيه الضربات الاستباقية لها، وهو الأمر الذي يحدث خسائر فادحة بين عناصرها ويحول دون حدوث عمليات مستقبلية لها.
ثالثاً: استراتيجيّة خلايا التماسيح
هو مصطلح أطلقته أجهزة الاستخبارات البريطانية على خلايا “داعش” التي تواجدت في أوروبا بعد هزيمته في سوريا والعراق، ولا يزالون يحملون أفكاره وأيديولوجيته الدموية، وينشطون في شكل مفارز جائلة تتبع التنظيم ومستعدة لتنفذ أوامره، يعمل التنظيم على استخدامهم في إطار استراتيجية محددة للثأر.
وتدرس الاستخبارات البريطانية خطط هذه الخلايا عقب الكشف عن معلومات تفيد بأن قائد الجماعة الإرهابية التي نفذت الهجوم الدامي في سريلانكا في أبريل/نيسان 2019، قد عمل بناء على أوامر تلقاها من إرهابيين بريطانيين متواجدين في سوريا.
رابعاً: استراتيجية استقطاب الـ”بيعات” الجديدة
ما زال يتبع التنظيم هذه الاستراتيجية، وذلك لتثبيت وجوده في أماكن جديدة وغير تقليدية من خلال عملية لامركزية تعتمد على جذب كافة المجموعات المتطرفة الصغيرة حول العالم إليه، واستخدامها لتنفيذ أيديولوجيته الدموية مع تحقيق استقلالية تنظيمية لها تمكنه من إعادة وجوده الجغرافي بدون الإمساك بالأرض.
ورغم أن هذه الاستراتيجية تعيد داعش إلى صدارة أي عمل إرهابي في العالم، فإنها تفقده سيطرته “المركزية” التي طالما سعى إلى ترسيخها في ولاياته.
مصدر الصورة: getty
للمزيد: