أخبار الآن | عمان – الأردن – (رويترز)
فتح مستشفى في الأردن نافذة أمل جديدة لمستقبل أحد ضحايا الحرب في اليمن بعد تطويره أطرافا صناعية بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وفقد عبد الله عايد (21 عاما) إحدى ذراعيه وأصيبت ذراعه الأخرى بإصابة خطيرة بعد تفجير طال منزله بمدينة عدن في عام 2017.
ورقد عايد لعدة أسابيع بأحد المستشفيات المحلية غائبا عن الوعي، وعندما أفاق علم ببتر إحدى ذراعيه وإصابة الأخرى بصورة يتعذر علاجها إلى حد بعيد.
وقال “كنا قاعدين في البيت، بنمزح مع بعض وبنضحك… وصار إنفجار فينا.. وراحت إيدي.. وانصبت في بطني ورأسي.. وأخي انصاب في رأسه وتوفى. أسعفونا لأقرب مستشفى في عدن”.
وأضاف “كان شعوري الصراحة كتير ميئوس.. شفت حالي هيك كنت أتمنى الموت أحسن ولا أبقى هيك.. مستحي إني أخرج هيك.. وأنا أيدي مبتورة.. وأنا لسا شباب.. بدي زواج.. بدي شغل. بس ما فقدت الأمل بالله”.
وأرسلت منظمة أطباء بلا حدود عايد إلى العاصمة الأردنية عمان في أغسطس آب 2018 للعلاج وإعادة التأهيل.
ودشنت المنظمة برنامجها للجراحة الترميمية في عام 2006 والذي يهدف إلى دعم المرضى حتى يعودوا للاعتماد على أنفسهم مجددا. واختارت المنظمة أن يحصل عايد على أطراف صناعية بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وقالت سمر إسماعيل المشرفة على المشروع إن الأطراف الصناعية المطورة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد يتم إنتاجها بصورة أسرع وبتكلفة أقل. ويبلغ سعر الطرف ثلاثي الأبعاد نحو 30 دولارا بينما يبدأ سعر الطرف الصناعي التقليدي من 200 دولار وربما يصل إلى آلاف الدولارات.
وأضافت سمر أن الوزن الخفيف للطرف يشكل ميزة كبرى إذ أنه يمكن المرضى من استخدامه لفترة أطول.
وأوضحت “معظم المرضى عم بشكروا بخفة الوزن تبعة الطرف.. فهذا كان بالنسبة لهم إشي كتير مريح.. وأدى إلى إنه عم بيستخدموا الطرف لساعات طويلة بحياتهم.. ما بشلوحها مقارنة بالطرف الصناعي إلي موجود في السوق.. هو أتقل وزنا.. فبرضو هي بتعطي المريض فرصة أكبر إنه يستخدم الطرف.. فرصة أكبر إنه يلاقي أو يساعده في مهامه اليومية”.
وجرى تركيب أكثر من 20 طرفا صناعيا بنجاح حتى الآن لمرضى من غزة والعراق وسوريا واليمن.
وقال عايد إن الطرف الصناعي الجديد غير حياته. وأضاف أنه رغم صعوبة استخدامه في بادئ الأمر، فإن العلاج ساعده على استعادة مهارات مثل عقد رباط حذائه أو ارتداء قميص.
وقالت نور الخطيب وهي معالجة في منظمة أطباء بلا حدود تتولى تأهيل وتدريب المرضى على أداء الوظائف والمهام الحياتية “مع كل التدخل العمليات والطرف إلي استلمه، اشتغلنا معه على إنه يقدر يرجع يعمل أموره الطبيعية زي التدريب على الأكل.. كيف يمسك معلقة وكيف يأكل.. عملنا له تدريب على إنه كيف يلبس قميص ويسكر زرار”.
وقال عايد “أني ما أقدر أسوي أي شي، لا أكل ولا اشرب ولا اتحمم ولا البس، بعدين أخي كان يلبسني بس أنا استحي منه، يعني هو كبير وأنا كبير، شباب، بعدين بفضل الله والدكتورة نور علمتني ودربتني وتعبت عليا، وأخي تعب عليا، الآن ما شاء الله ألبس لحالي وأكل لحالي. شعوري إنه الحمد لله على كل حال.. أنا كنت يأسان من الحياة.. أني ما أقدر ألبس.. ولا هذي.. بس بعد التدريب رجعت حالتي النفسية أحسن وأحسن”.
ويتدرب عايد على استخدام عضلاته حتى يتمكن من العمل في مغسلة، لكن حلمه الأكبر يتمثل في عودته إلى اليمن حيث يتزوج ويكون عائلة.
اقرأ المزيد: