حادث قطار رمسيس.. اليكم الحكاية الكاملة

أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة ( حنان ضاهر )

استيقظ المصريون صباح الأربعاء على فاجعة ، صور وفيديوهات مرعبة تبث في كل مكان ، قطار مسرع ، اصطدام كبير ، حريق هائل ، وجثث متفحمة تتطاير في كل مكان ، أصوات الصراخ ، البكاء ، صور النساء والأطفال والشباب الذين يجرون في كل مكان، أين المهرب من لهيب نار متقدة وصل وهجها للسماء. 

الأخبار العاجلة توالت ، وأفادت المعلومات الأولية حينها بأن عشرات القتلى والجرحى سقطوا إثر اندلاع حريق هائل في محطة القطارات الرئيسية” محطة رمسيس،” وسط العاصمة المصرية القاهرة. 

اقرأ : قتلى في حريق هائل داخل محطة قطارات مصر الرئيسية (فيديو)

#قطارــرمسيس ،الأكثر تداولاً ..

الحادث الذي وقع في الساعة التاسعة من صباح الأمس ، انتقل بعد وقت قليل ليكون الحديث الأول لرواد مواقع التواصل الاجتماعي ، الجميع عزوا وتضامنوا وتعاطفوا مع ضحايا حادث الاصطدام ، بينما راح البعض يؤول ويبحث عن الأسباب ، من الذي قصر ، ومن الذي تسبب ، وكيف يمكن أن إنقاذ ضحايا الحريق ؟

 

 

فور وقوع الحادث توجهت  10 سيارات إطفاء وإسعاف إلى موقع الحريق، بينما حاول المصريون المتواجدون في الموقع إنقاذ المصابين وإطفاء الحريق بأنفسهم .

شجاعة نادرة 

ووسط القصة المؤلمة برزت شجاعة بعض المصريين عن بعضهم وبانت معادن الرجال الأصيلة ، وانتشرت قصة وليد مرضي المصري الذي التقطته عدسات كاميرات المراقبة وهو يروح جيئة وذهاباً حاملاً الماء والبطانيات لإطفاء الحريق وانقاذ المصابين ، تمكن وحده من إنقاذ 10 أشخاص باستخدام قنينات المياه والأغطية.

الرئيس يعزي ويتوعد المقصرين 

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي  عزى أهالي الضحايا وأكد أنه يتابع مع الحكومة تطورات حادث قطار محطة مصر لحظة بلحظة

وأمر السيسي بالبدء بالتحقيق الفوري بالحادث ، ومحاسبة كل المسؤولين المقصرين في قضية القطار . 

ولأن الحريق كان هائلاً وحتى الاصابات كان بعضها خطيراً جدا، كانت الساعات التي تمر تحمل معها ارتفاعا ًفي عدد القتلى ، وآخر الإحصاءات أشارت إلى مقتل نحو 25 شخص بينما جرح 40 آخرون .

تآزر ..

المصريون من أنحاء البلاد اجتمعوا على قلب رجل واحد ، وآزر بعضهم الآخر وكان أعظم مشهد يترجم هذا ، هو احتشاد عشرات المصريين خارج بنك الدم في القاهرة للتبرع بدمهم لانقاذ الضحايا . 

عهد الصمت انتهى 

ووتتابعت الإجراءات التي قام بها المسؤلون المصريون ، وكان تصريح رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي هو الأقوى محذراً من أن ما وصفه بـ”عهد الصمت” قد انتهى فيما يتعلق بالتقصير والأهمال،و توعد  بحساب “عسير” للمسؤولين في حادث القطار .

وبعد ساعات من الحادث استقال وزير النقل المصري، هشام عرفات. 

نتائج التحقيق ..المتسببون والمقصرون  

لا أحد يمكن أن يخفف من مصاب الضحايا وأهاليهم ، إلا أن التحقيق وكشف المتورطين يمكن أن يساهم في تطييب جراحهم وطمأنة مخاوفهم ، بل مخاوف الشعب المصري بأكمله ، فقلوبهم لن تتحمل تكرر مصاب كهذا ، صحيفة الأهرام الرسمية نقلت عن بيان صادر عن مكتب النائب العام، أن جرار القطار رقم 2310 تقابل مع جرار آخر أثناء دورانه على خط مجاور عكس الاتجاه، مما أدى إلى تشابك المسارات، وحال ذلك دون استمرار سير الجرار المتسبب في الحادث.

اقرأ : وزير النقل المصري يستقيل ورئيس الوزراء يتوعد المقصرين

وأضاف بيان النائب العام، أن “قائد الجرار ترك قمرة القيادة دون اتخاذ أي إجراءات احترازية، وتوجه لمعاتبة قائد الجرار الآخر، الذي رجع إلى الخلف لفك الاشتباك، مما أدى إلى انزلاق الجرار المعني بالحادث دون قائده وبسرعة عالية، ليصطدم بالمصد الخرساني في نهاية خط السير داخل المحطة، ليقع الحادث”.

السائق يطلب المغفرة .. 

وفي لقاء مع سائق القطار على إحدى المحطات المصرية عبر فتحي قال إنه  “يد سرعات الجرار تأثرت بسبب اصطدام الجرار بآخر، وبالتالي تم نقل السرعات بشكل متسارع إلى أن وصل إلى سرعة كبيرة”.
وأضاف “أنا مقصر وأتحمل الإهمال، وكان من المفترض أن اتخذ إجراءات معينة ولكنني لم أفعلها، ومعرفتش أتصرف”.
 فتحي أكد أنه يعمل بمحطة قطار مصر منذ أكثر 25 عاما، وحاصل على دبلوم “صنايع” ويقيم بالمنوفية.
وطلب السائق ذوي القتلى والضحايا، مسامحته على الخطأ.

اقرا: بعد كارثة محطة رمسيس.. تاريخ مأساوي لحوادث القطارات في مصر

أرقام مقلقة .. 

هذا الحادث بالتأكيد ليس الأول في تاريخ قطارات مصر ، فخلال الست سنوات الماضية فقط وقع أكثر من 4777 حادث بحسب الإحصاءات الرسمية ، بالتأكيد ليس كلها حوادث كبيرة ، لكن الأمر متكرر ، ومتوقع الحدوث، فسكك القطار المصرية تعد من أقدم السكك الحديدة فى العالم حيث أنشئت فى عام 1853 لنقل الركاب ما بين القاهرة والإسكندرية، ثم جرى توسعة المبنى مرتين، الأولى عام 1892، والثانية عام 1955، حسب الصحف المصرية ، فمتى ستجدد مصر قطاراتها ، وتنهي فصل الحوادث المؤلمة ؟

اقرأ أيضاً :

قتلى في حريق هائل داخل محطة قطارات مصر الرئيسية (فيديو)