أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)

في شرقِ سوريا، حيثُ تبدّد عهد “الخلافة”، أطفالٌ تائهون بين واقعٍ ومستقبل. هم أبناء لآباء قتلوا خلال المعارك الضارية، وفلذات أكباد أمهاتٍ لا يمكنهنّ العودة إلى أوطانهنّ. تراهُم يصارعون الحاضر الآن، عندما باتوا غيرَ عالمين بما سينتظرهم.

"أطفال الخلافة" يصارعون المجهول.. صور من الميدان تروي الكثير

ما تراه العين لا يمكن أن يوثقه الكلام بدقة. قد تكون تلك اللحظات دليلاً على ظلمٍ لحق بهؤلاء الأطفال الذين تنوّعت أعمارهم. بينهم، من لم يتخطى عمره 3 أشهر. أمّا ما يجمعهم جميعاً إلى جانب أنهم “هاربون” من بطش الخلافة، هو الجوع الذي يمخر بطونهم ألماً. الحالُ نفسها أيضاً بالنسبة للملابس، التي تيسّرت منها بعض القمصان الصوفية وسترات وقبعات، علها تقيهم من البرد القارس.

"أطفال الخلافة" يصارعون المجهول.. صور من الميدان تروي الكثير

ومن الأطفال إلى الأمهات.. المشهدُ واحد. أغلب هؤلاء من الصغار، يخفين ملامحهنّ بنقابٍ أسود. ولكن عيونهنّ تُرى من بعيد، حيث بدا الخوف مستحكماً بنظراتهنّ.

"أطفال الخلافة" يصارعون المجهول.. صور من الميدان تروي الكثير

كل ذلك، ليس إلّا دليلاً على ظروف بائسة عاشها جميع هؤلاء، في آخر معاقل التنظيم المنهزم. نقص في الطعام، ندرة في المياه، غياب للأدوية، معاناة تكبدها هؤلاء، لاسيما عندما كثّفت قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي هجومها على المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة.

قصة مراح وخديجة

هي سيدة تمكث إلى جانب غيرها من السيدات ضمن الشاحنات الصغيرة التي ضاقت بِهنّ. مراح، البالغة من العمر 17 عاماً، تجلس ضمن الآلية التي تنقلها إلى وجهتها القادمة، ومعها طفلتها خديجة التي ولدت قبل عام. من مدينة منبج، أتت مراح إلى دير الزور الشرقي مع زوجها قبل سنوات. ولكن، ماذا يمكن لمراح أن تقول.. فالصمت يلفّ كيانها. تنظر إلى طفلتها لوقت طويل. أمّا زوجها الشاب، فإنّه من بين عشرات الرجال الذين تقلتهم شاحنة نحو التحقيق. العيون حائرة، والقلوب خائفة، والمصيرُ غير معروف.

"أطفال الخلافة" يصارعون المجهول.. صور من الميدان تروي الكثير

في المخيم.. سيدة تكتشف المفاجأة

حالياً، فإنّ هؤلاء الخارجين من كنف “الخلافة” بصدد التوجه إلى مخيمي الهول وروج. بينهم آلاف الفارين من مناطق سيطرة “داعش”، وضمنهم أجانب من جنسيات فرنسية وتركية وروسية وأوكرانية. جميعهم، يخضون لحراسة مشددة، ويحتاجون للوصول إلى المخيمين، إجتياز مئات الكيلومترات.

في مخيم الهول، ترى النساء والأطفال الجالسين على البطانيات والأغطية، ينتظرون توزيعهم على الخيم. ووسط هذا المشهد، فإن هناك خيمة واحدة، تحوّلت إلى عيادة طبية لفحص الأطفال والنساء. وفي ظلّ صمت الكثيرات، سيدة واحدة نطقت بعد خروجها من العيادة. إنها ابنة الـ19 عاماً، تحمل طفلاً رضيعاً، حيث قالت: “اكتشفت للتو أنني حامل”.

"أطفال الخلافة" يصارعون المجهول.. صور من الميدان تروي الكثير

مصدر الصور: dailymail.co.uk

للمزيد:

داعش يحتضر في آخر معاقله بسوريا