أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (متابعات)
تزامنا مع ذكرى مرور عام كامل على تحرير الرقة، حذّر رئيس الوزراء العراقي الجديد عادل عبدالمهدي من احتمال عودة مقاتلي داعش ، فيما تخوض الحكومة العراقية معركة على الحدود مع سوريا لمنع المتسللين المحتملين.
خاصة بعدما أعاد تبني تنظيم داعش لحادث الطعن الذي حصل في مدينة ملبورن بأستراليا والذي نفذه شاب صومالي وقتل فيه شخص بينما جرح فيه آخران، شبح الخلايا النائمة التابعة لتنظيم داعش في العراق والشام، الذي لفظ أنفاسه في أجزاء واسعة من العراق وسوريا وفقد منصة الإطلاق التي كان يحتلها في مدينة الرقة.
ويشكل هؤلاء اليوم جيشا يوجد على الهامش يمكن تحريكه في أي وقت لتنفيذ هجمات إرهابية والتحضير للعودة إلى سطح الأحداث.
تنظيم داعش ظهر في أعقاب فشل التجارب الجهادية السابقة واستطاع الاستفادة من خبراتها القتالية والتنظيرية واستولى على الكثير من الأدبيات التي كانت رائجة في الماضي.
وجاء الحادث بتزامن مع ذكرى مرور عام كامل على تحرير الرقة، الذي جرّد التنظيم من منطقة محورية كانت تشكل قوته الضاربة في عملياته الإرهابية وخطته التوسعية الفاشلة، كما كانت بمثابة غرفة عمليات للتخطيط لأهداف خارج سوريا، حيث تم هنالك إعداد خطة لاستهداف العاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر من عام 2015، في أسوأ تفجير إرهابي تتعرض له فرنسا، حيث خلّف الهجوم أزيد من 130 قتيلا وعشرات الجرحى.
وإذا كان التنظيم قد انتهى على الأرض وتم دك صروحه في المواقع التي كانت تحت احتلاله في الفترة ما بين 2014 و2017، واختفى قائده أبوبكر البغدادي الذي يجهل مصيره أو مكان تواجده، إلا أن هناك تساؤلات حول ما إذا كان التنظيم قد انتهى بشكل نهائي أم أنه يستعد للعودة مجددا، وما إذا كان يخطط لهجمات إرهابية جديدة مفاجئة تستهدف المناطق التي فقدها أو بلدان التحالف الدولي.
من المعطيات الثابتة في الجماعات الإرهابية المسلحة أنها حين تتلقى الضربة القاضية التي تفرض عليها الاختفاء فإنها تنتقل من السطح إلى القاع.
هذه هي الحالة التي حصلت مع تجارب سابقة في بلدان عربية خلال العقود الماضية، إذ ما إن يتم القضاء على تنظيم معين في مواجهة مع القوات الحكومية أو بالاعتقال والمحاكمة وتفكيك التنظيم حتى يتحول هذا الأخير إلى خلية نائمة تعمل من باطن الأرض وتحاول نقل السلطة من المواجهة المباشرة معها إلى حرب الاستنزاف.
ولا يشذ تنظيم داعش عن هذه القاعدة. فهو قد ظهر في أعقاب فشل التجارب الجهادية السابقة واستطاع الاستفادة من خبراتها القتالية والتنظيرية، حتى أنه نقل تلك الخبرات إلى مجاله الخاص واستولى على الكثير من الأدبيات التي كانت رائجة في الماضي.
ويعتبر التنظيم أنّ السرية هي الأصل في العمل المتشدد ، والطريق الملكي إلى التمكين، وأنه كلما كانت هناك عقبات تحول دون الإعلان عن نفسه فإن اللجوء إلى الأقبية السرية هو الحل المتاح لكي “لا يموت الجهاد”.
وبعد أربع سنوات على إنشاء ما سمي بداعش ، واحتلال مناطق واسعة من العراق وسوريا، بات التنظيم يرى نفسه أكثر قابلية للبقاء وإن بأشكال مختلفة تفرضها ظروف المعركة.
وتبرز خصومته مع تنظيم القاعدة كعامل محرك لهذا الإصرار على البقاء، فقد تلقى تنظيم أيمن الظواهري ضربات عنيفة في عدد من المناطق بالعالم العربي والإسلامي اضطر بعدها إلى الاختباء، ولم يعد قائده يملك من القوة سوى صوته الذي يُسمع بين الحين والآخر في الأشرطة المسجلة.
وقد خاض تنظيم داعش حربا دعائية وميدانية قوية ضد الظواهري منذ ظهوره على الساحة، ومن الصعب أن يسلم بالهزيمة وأن ينسحب بهذه السرعة من ساحة التنظيمات المتشددة التي نصب نفسه سيدا عليها قبل بضع سنوات.
ويلجأ التنظيم بين الحين والآخر إلى أسلوب الكمائن والغارات ضد القوات العراقية والمدنيين في بعض المحافظات العراقية، وهي كلها مؤشرات على أن التنظيم لم يسلّم بالهزيمة حتى هذا الوقت ولا تزال لديه طاقة على الاستمرار في المواجهة.
عبر الأقمار الصناعية من بغداد فاضل أبو رغيف الخبير الأمني و الاستراتيجي
اقرا: