أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (تحليل – الكاتب تور هامنغ)

كان مسلحو تنظيمي داعش والقاعدة منذ نوفمبر عام 2014 منتشرين جنبا الى جنب ، لكن التوتر بينهما أخذ يشكل تنافسا متصاعدا، حتى بدأ الاقتتال بينهما في يوليو عام 2018، حيث قـُتل أكثرُ من مئة مسلحٍ من الجانبين. الكاتب والباحث في شؤون الجماعات المتشددة تور هامينغ، يتحدث حول هذا الموضوع في مقاله الذي نشر في موقع War on the Rocks.

بعد نحو خمسة أشهر من إعلان زعيم داعش أبو بكر البغدادي دولة خلافته المزعومة في العراق وسوريا، بث التنظيم إصداراً يـَظهرُ فيه 15 من مسلحيه وهم يمارسون تدريباتهم العسكرية في الصحراء اليمنية, الأمر الذي عده تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تهديدًا ضمنيًا له.

كيف إشتدت الخلافات بين القاعدة وداعش في اليمن؟
بحسب شبكة أمنية أمريكية متخصصة بالجماعات المتشددة، كان مسلحو التنظيمين منذ تشرين الثاني/نوفمبر عام 2014 منتشرين جنبا الى جنب وهما حذران من بعضهما الآخر، لكن التوتر بينهما أخذ يشكل تنافسا متصاعدا، حتى بدأ الاقتتال بينهما في تموز / يوليو عام 2018، حيث قـُتل أكثرُ من مئة مسلحٍ من الجانبين.

كيف سعى البغدادي الى شق صفوف القاعدة في اليمن؟
وفق الشبكة الأمنية الأمريكية ففي تشرين الثاني/نوفمبر عام 2014 قـَبِلَ البغدادي مبايعة مجموعة من أعضاء القاعدة في اليمن لكن هذا الانشقاق الصغير لم يؤثر على فرع القاعدة في اليمن الذي حاول الإيحاء بالاخلاص للقيادة المركزية للقاعدة في أفغانستان وباكستان.

 كيف بدأت الحرب الإعلامية بين داعش والقاعدة في اليمن؟

اقرأ أيضا:

قوات المقاومة تتوغل في شارع صنعاء بالحديدة

داعش حاول إقناع القاعدة في اليمن بتحويل الولاء أو في الأقل السماح باجتذاب أعداد من مسلحي القاعدة الى تنظيمه، وهنا إندلعت الحرب الإعلامية بين التنظيمين التي بدأها القيادي في القاعدة باليمن المكنى “الحارث بن غازي النهاري”، متهما داعش بعدم إستيفاء شروط إعلان ما زعُم بدولة الخلافة, وهو إتهام إعتبرته قيادةُ داعش سخرية من دولتها المزعومة.

لماذا إقتتل تنظيما القاعدة وداعش في اليمن؟

بعد هجمات متبادلة على الحواجز الأمنية التابعة للتنظيمين وعمليات إعتقال وتبادل للاتهامات بالتقاعس عن تنفيذ شروط ما يسميها التنظيمان الارهابيان “بالجهادية”، فضلا عن محاولة داعش فرض التكفير على منافسه في اليمن، بات واضحا للقاعدة أن أولوية داعش الرئيسية هي محاربته وتدميره من آخر معقل له في اليمن.

كيف إنتهت الحرب الباردة بين داعش والقاعدة في اليمن؟

أبرز أسباب إنتهاء هذه الحرب هو تأييد داعش ينخفض بقوة على نطاق عالمي، وبات أقرب الى خسارة معاقله المتبقية في شرق سوريا، أما السبب الآخر فهو إمتلاك داعش لعدد قليل من المسلحين في اليمن يتراوح بين 250 و 500 مسلح, فضلا عن أن تنظيم القاعدة في اليمن تبنى موقفاً أكثر حزماً تجاه داعش الذي إتهمه بتنفيذ تفجيرات لا أساس لها.

إذاً و على الرغم من أن زعيم القاعدة أيمن الظواهري يعتبر الاقتتال بين التنظيمين غيرَ شرعي إلا أن شريكه اليمني أبدى ردة فعل هادئةً نسبيًا تجاه تصريحه زعيمه, حيث سيكون سعيداً برؤية تنظيم داعش وقد إنتهى في اليمن.

المزيد:

اقرا: مقتل 47 من ميليشيا الحوثي بغارات في الحديدة