أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)
بكلمات مؤثرة وحزينة روت إحدى الناجيات الإيزيديات رحلة هروبها من داعش، وذلك بعد أن تحملت آلاما ذاقتها أغلب الايزيديات في قضاء سنجار، بعد اجتياح تنظيم داعش لها.
وفقدت منوليا أخيها الأكبر أثناء الهروب، بعد أن كان قد أوصل إليهم نداء بوجوب ترك المنطقة قبل أن يصبحوا فريسة لداعش.
وقالت الشابة البالغة من العمر 27 عاماً في حديثها للعربية.نت:” لم أكن أتخيل يوماً بأن مثل تلك الظروف ستمر علينا، فقد كانت حياتنا بسيطة يحلم بها كل امرء، لكن في لحظة ما جاءنا كابوس، كنت أتمنى لو أني أستطيع أن أنهيه باستيقاظي.”
وأضافت:” حيت تبلغنا الخبر تأخرنا في الهروب لأن والدي كان يعاني من أزمة قلبية وكان بحاجة إلى رعاية خاصة، كان علي أن أساعد اخي الذي يصغرني بعامين على حمل والدي بالإضافة إلى تدبير أمور الهروب وتهيئة سيارة لنقل ما يمكننا نقله، فضلاً عن تدبر أمور أخوتي الثلاث الأصغر مني”
وأوضحت منوليا، أن الفاصل الزمني بين لحظة الهروب ودخول داعش إلى القرية لم يكن لصالحهم، إذ طوّق التنظيم المنطقة بأكملها، وهنا بدأت مأساتها.
وتابعت قائلة:” داهم أفراد داعش منازل الإيزيديين، منزلاً منزلاً، وختطفوا والدي مع أخي تحت جنح الظلام، أما أنا وأخوتي فأمسينا جوار في منازل أفراد داعش، أما والدتي التي كانت كبيرة في السن وتعاني من عدة أمراض، فقد تم عزلها مع مجموعة من النساء الكبار ليكن خادمات للتنظيم”
وتعرضت منوليا للاغتصاب من قبل أفراد التنظيم، وقد زادها انقطاع أخبار والدها وأخيها ألماً فوق ألم، وبعد أسبوعين من الخطف، فقدت منوليا 2 من أخواتها نتيجة ظروف العمل القاسية والاغتصاب المتكرر، كما توفيت والدتها أيضاً نتيجة الأعمال الشاقة وإصابتها بالأمراض المزمنة.
لم تر تلك الشابة أمام موت الأحبة، سوى خياراً واحداً، فحاولت الانتحار عدة مرات لتتخلص من واقعها المذري، لكن أختها التي كانت معها في منزل أحد أمراء داعش، أنقذتها، وطرحت عليها فكرة الهروب.
جميلة، أخت منوليا الأصغر، كانت تخطط وتدرس طريق الهروب، لاسيما وأنها كانت تخرج مكرهة مع أمير في داعش.
بعد سبعة أشهر على وفاة والدتهما دقّت ساعة الهروب، وفرت جميلة كل مستلزمات الرحلة، من السلاح الذي خبأته عن أنظار الجميع، إلى المياه والطعام.
وفي ليلة دامسة، هربتا مرتديتين ملابس داعش السوداء للتخفي، وقصدتا طريقاً نحو شمال العراق.
وخلال رحلة الهروب التي امتدت أسبوعين، صادفتا عددا من المتاعب، فالخوف والعطش والجوع كانت أبرز سمات تلك الرحلة المصيرية.
وبعد أسبوعين وصلت منوليا وجميلة إلى حدود محافظة دهوك، حيث أظهرتا اوراقهما الثبوتية، لتلتحقا بالمخيم المعد لاستقبال الأسر الايزيدية.
اليوم وبعد أربعة أعوام على الإبادة الإيزيدية، تم نقل رفات عدد من ضحايا داعش من مقابر قضاء تلعفر نحو الأرض الأم في سنجار، وبعد 4 سنوات من الانتظار، وجدت منوليا وجميلة رفات والدهما مع أخيهما، لتنهيا بذلك رحلة البحث عن آخر من تبقى من الأسرة.
لكن مخاوف الفتاتين لم تنته هنا، فعودة بعض أهالي القرى المجاورة لسنجار، تعيد إلى ذاكرة الإيزيديين بعضاً من أبشع صور التنكيل، من القتل والذبح والاستعباد الجنسي، لذا طالبت الفتاتان المسؤولين بتدقيق هويات العائدين والتأكد من عدم انضمامهم سابقا لداعش، لتفادي عودة الكابوس البشع.
أما الخوف فله ما يبرره بنظر منوليا، إذ يعود إلى تصرفات بعض أهالي القرى المجاورة عام 2014 الذين قاموا بمساعدة داعش على الهجوم على منازل الإيزيديين، بحسب قولها.
اقرأ أيضا: