أخبار الآن | مصر – (وكالات)
أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة دراسةً حديثة حول تأثير المراجعات التي قدمها قياداتٌ من القاعدة وتداعيات ذلك على استراتيجيات التنظيم في المستقبل، وعلاقتها بالتراجع الدراماتيكي للتنظيم خلال السنوات الماضية.
وعرضت الدراسة لخمس مراجعات كان قد قدمها قيادات من تنظيم القاعدة مثَّلت منهجًا ودستورًا لتجديد نشاط التنظيم وإعادة إحيائه، كما أنها عبَّرت عن تغيير في منهج ممارسات التنظيم، مشيرًا إلى أن تلك المراجعات جاءت كرد فعل على إدراك قيادات التنظيم الإرهابي فشلَ ما يسمى “المشروع الجهادي” وسقوط التنظيم في هجمات أزهقت أرواح الأبرياء..
فيما حذر المرصد من أن عودة القاعدة للمشهد السياسي في ضوء تلك التوجهات لدى التنظيم تعد الأخطر، حيث قد يسعى إلى تركيز قوته في استهداف قوات الأمن من الجيش والشرطة، مع محاولته التغلغل بين صفوف المواطنين وتجنيد عناصر جديدة مستغلًّا حالةَ الصراعات والنزاعات في المنطقة، وذلك من خلال تبني خطاب أكثر انعطافًا مع شعوب المناطق المأزومة. أيضًا حذَّر المرصد من عدم تخلي التنظيم عن وسائله التقليدية في مهاجمة المدنيين في ظل فشل مركزيته في التحكم بممارسات كافة الأفرع والأفراد داخل التنظيم.
في نهاية المطاف شدد المرصد على أهمية تلك المراجعات كونها أداة مهمة في مكافحة التطرف والإرهاب، خاصة أنها تصدر من قيادات التنظيمات الإرهابية، كما أنها تعمل على تحقيق عدة أهداف رئيسية، منها تعميق الخلافات داخل تلك التنظيمات بين التيارات المحافظة والمجددة ومن ثم تساهم في تعميق مسألة الانشقاقات بين تلك التنظيمات.
أكَّدت الدراسة على وجود علاقة قوية بين المراجعات -التي أعدَّها قيادات من التنظيم بهدف إعادة إحيائه وتجديد نشاطه- وبين ممارسات التنظيم خلال السنوات الماضية، وهو ما يؤشر على أهمية تلك المراجعات في فهم ورصد أهم الاستراتيجيات التي سينطلق منها التنظيم لتنفيذ عملياته، كما أنها تساعد على رصد الأهداف التي يمكن للتنظيم استهدافها في عمليات تمدده. كذلك تعطي صورةً أوضح لفهم خطاب التنظيم الإعلامي.
أين ذهب الفرع المصري للقاعدة؟
الدراسة الكاملة للانقسام العرقي للقاعدة يتطلب ذكر فرع القاعدة السابق في مصر. كان هذا الفرع متمركزاً في سيناء، وأدار هذه الفرع ظهره للظواهري
بانشقاقه عن القاعدة و إنضمامه لداعش في عام 2015.
وبما أن الظواهري معروف بأنه يركز بشدة على مصر، فقد تسببت هذه الخيانة بالذات من قِبل رفاقه بدمار نفسي له وللقاعدة.
ومن المرجح أن المصريين في سيناء، الذين كانوا يعرفون الظواهري وكان لهم تاريخ معه كان لديهم تقييم موضوعي أكثر لمسار الظواهري المستقبلي وتمكنوا من توقع فشله القادم.
فمن دون شك، إن خسارة هذا الفرع في بلده أمام داعش إلى جانب خسائر داعش نفسه في العراق وجبهة النصرة في سوريا كانت بمثابة الفشل المطلق له
كزعيم للقاعدة وكخليفة لبن لادن.
اقرأ أيضا: