أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (صحف)
على مدى السنوات الخمس الماضية، ارتفع عدد الهجمات العنيفة التي طالت المدارس والجامعات وطلابها وموظفيها على مستوى العالم، بحسب تقرير صدر اليوم عن التحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات، وهو تحالف من منظمات حقوق الإنسان مقره نيويورك.
يركز التقرير على 28 دولة شهدت أكبر عدد من الحوادث المسجلة في الفترة من عام 2013 وحتى العام 2017.
وتقع سبعة من هذه الدول في المنطقة العربية، وتشمل: مصر والعراق وليبيا وفلسطين والسودان وسوريا واليمن.
وعلى الرغم من أن التوثيق الجدي فد يُفسّر هذا الارتفاع – بحسب إيمي كابيت، مديرة الأبحاث في التحالف – إلا أن الصراع العسكري الطويل قد تسبب في أضرار وخسائر في أرواح الطلاب والموظفين والمؤسسات أكثر مما حدث في الفترة التي شملها التقرير السابق للتحالف، من عام 2009 وحتى العام 2013.
تعتقد كابيت بأن التحسن في الإبلاغ عن الحوادث ربما يُعزى جزئياً إلى إعلان المدارس الآمنة، وهو التزام من جانب الحكومات بحماية التعليم أثناء النزاعات المسلحة، والذي تروج له النرويج والأرجنتين منذ العام 2015. صادق 74 بلداً على الاتفاق حتى الآن. قالت كابيت “سيضع هذا مسألة الهجمات على التعليم على جدول الأعمال العالمي، حيث أن من مبادئ إعلان المدارس الآمنة الإبلاغ عن الهجمات على التعليم ورصدها. ونحن نشهد اعترافًا عالميًا بالمشكلة، ويرافق ذلك زيادة في حالات الإبلاغ.”
أقرّت سبع دول من أعضاء جامعة الدول العربية إعلان المدارس الآمنة، بحسب كابيت، وكانت اليمن آخرها، حيث صادقت على الإعلان في تشرين الأول/ أكتوبر 2017. قالت “إن قدرتهم على اتخاذ الإجراءات مقيدة بسياسات الوضع، لكن تأييدهم مهم جداً.”
كما صادق السودان على الإعلان. قالت كابيت “كانت أجهزة مخابراتهم تستخدم المباني المدرسية. لكنهم قاموا في نيسان/ أبريل بإخلاء ثلاث مدارس وأصدرت الحكومة توجيهاً يقضي بعدم استخدام الخدمات العسكرية للمدارس. نحن نرى بعض علامات التقدم.”
أمّا في سوريا واليمن، فقد أدى تزايد شن الغارات الجوية في فترة إجراء المسح إلى حدوث زيادة واضحة في عدد الضحايا المدنيين، بما في ذلك المدارس والجامعات، بحسب كابيت.
ومن بين نتائج التقرير في بلدان أخرى ما يلي:
مصر: تحولت احتجاجات الطلاب الجامعيين إلى أعمال عنف في الفترة التي تلت الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي، حيث قتلت قوات الأمن المصرية وجرحت عشرات الطلاب واعتقلت أكثر من 1,000 آخرين. وعلاوة على ذلك، قام أفراد ومجموعات مسلحة مجهولة، بما في ذلك بعض المنتسبين إلى ما يسمى بالدولة الإسلامية، بمهاجمة المدنيين والمؤسسات المدنية على نحوٍ متزايد، بما في ذلك الطلاب والمعلمين والمباني التعليمية في شبه جزيرة سيناء.
العراق: وبحسب معلومات شاركتها الأمم المتحدة، تعرضت 350 مدرسة على الأقل للتلف أو الدمار في العراق، وقُتل ما لا يقل عن 100 معلم و60 طالباً أو جُرحوا أو تعرضوا للتهديد أو الاختطاف. فيما تم استخدام العشرات من المدارس والجامعات لأغراض عسكرية من قبل أطراف النزاع. وقامت الجماعات المسلحة بتجنيد الأطفال والشباب من المدارس. كان أفادت التقارير عن وقوع ما لا يقل عن 70 هجوماً على مرافق التعليم العالي والطلاب والموظفين.
فلسطين: في الضفة الغربية، أضرت العمليات العسكرية التي شنتها قوات الأمن الإسرائيلية وهجمات المستوطنين الإسرائيليين بالطلاب الفلسطينيين وأفراد التعليم والمدارس والجامعات. وفي غزة، ألحقت الغارات الجوية وقذائف الهاون أضراراً أو دماراً في مئات المدارس والجامعات الفلسطينية، معظمها في عام 2014. كما لحقت أضرار بمدارس وحافلات إسرائيلية كانت تقل طلاباً إسرائيليين. واستخدمت عدة أطراف العشرات من المدارس والجامعات كقواعد لتخزين الأسلحة أو للتدريب العسكري في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ليبيا: أدى القصف الجوي والهجمات بالسيارات المفخخة والقنابل اليدوية وغيرها من المتفجرات إلى إتلاف وتدمير مئات المدارس والجامعات في ليبيا. واستخدمت الجماعات المسلحة الاختطاف لتوفير الدخل وقد شمل ضحاياهم المدرسين والأساتذة والطلاب على المستويات الابتدائية والثانوية والجامعية.
السودان: أدى القصف والقصف المدفعي والحرق والنهب إلى إتلاف وتدمير مئات المدارس ومقتل وجرح الطلاب وموظفي المدارس في دارفور وجنوب كردفان وأبيي والنيل الأزرق. كما ورد أيضاً بأن طلاب المدارس والجامعات ومدرسي المدارس قد استُهدفوا بسبب معارضتهم المفترضة، وتعرضوا للهجوم بالرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع والهراوات وغيرها من الوسائل.
سوريا: تعرضت المدارس والجامعات لهجمات من قبل العديد من الأطراف المشاركة في النزاع السوري. وتضررت عدة مئات من المؤسسات التعليمية أو دمرت أثناء الغارات الجوية التي أودت بحياة أكثر من 1,000 من الطلاب والموظفين التربويين. كما ساهم استخدام المدارس من قبل الجماعات المسلحة التابعة للدولة والجماعات غير الحكومية كمراكز احتجاز وقواعد عسكرية ومراكز للقنص في إعاقة التعليم. وفي المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة، واجه الذكور خطر تجنيدهم في المدارس أو على طول الطريق المؤدي منها وإليها، وغيّرت بعض الجماعات المسلحة المناهج المحلية لتناسب إيديولوجيتها.
اليمن: ألحقت الغارات الجوية والتفجيرات أضراراً في ما يقرُب من 1,500 مدرسة و100 جامعة في اليمن. فيما أدت الهجمات التي تستهدف الأفراد من قبل الجماعات المسلحة غير الحكومية إلى مقتل أو إصابة ما يقرب من 100 من طلاب وطالبات الجامعات. استخدمت القوات المسلحة والجماعات المسلحة غير الحكومية العشرات من المدارس والجامعات لأغراض عسكرية، لا سيما في مدينة تعز المتنازع عليها.
وقُدمت البيانات إلى التقرير من قبل مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المحلية. وتعتقد كابيت بأن الحصول على المعلومات من بعض الدول العربية قيد الدراسة كان أكثر صعوبة من غيرها. حيث قالت إن سوريا، على سبيل المثال، “لديها منظمات حقوق إنسان جيدة بالفعل تعمل على إصدار الكثير من التقارير.” ومن ناحية أخرى، فإن “ليبيا ليست ممثلة تمثيلاً جيداً في قائمتنا للبلدان. فمن الصعوبة بمكان الحصول على المعلومات من ليبيا بسبب عدم وجود وكالات دولية هناك.”
اقرا أيضا:
دراسة:ارتفاع عمليات الشراء في رمضان ليلاً عبر فيسبوك إلى 78%