أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (عمر السامرائي)
بين أكوام الرُّكام هذه أناسٌ أحياء يترقبونَ أيادٍ بيضاء تُخفّف عنهم وطأة ألمٍ قاسوهُ طيلة سنواتٍ مضت، هذه هي مدينةُ الباب السورية معالمُها لا تَشي بشيء، سوى أنها تخبرُ الناظرَ إليها عن أطلالِ منازلَ هُدمت ورَحل ساكِنوها إما لدارِ الفرارِ أو القرار.
سكانُ هذه البيوت والمحال والمهجورة حلّ محلهم أكثرُ من سبعة آلاف شخص، مُرغمينَ غير مخيّرين، خشيةَ قصف عشوائي، يُحيلها حتما إلى السقوط فوق رؤوسهم.
يقول عمار الحسن وهو نازح من ريف حمص الشرقي "نزحنا بسبب القصف والدمار من ريف حمص الشرقي إلى هذه المناطق، المناطق الآمنة. ونواجه الآن في فصل الشتاء صعوبة السكن. السكن الذي نسكن الآن نحن أغلبية الناس المتواجدة بهذه المنطقة تحت بناء مدمر أو مقصوف مع احتمال أو حتمية سقوط هذه المباني في فصل الشتاء".
يقتربُ الشتاءُ بأمطاره الغزيرة، ويبقى خلفَ هذهِ الجدران أطفالٌ ونساء، متشبثين ريثما تُمدَّ لهم يدُ العون، فلا وفرةً في الخدمات هُنا، ولا فرصاً للعمل، ما عدا مساعداتٍ إنسانية شحيحة، لا تسدُ حاجتهم.
يقول أبو خالد وهو نازح من مدية البو كمال "ووجدنا أن بيوت الباب أصبحت أغلى من بيوت باريس وأصبحت الأجارات (إيجار الشقق) فوق ٢٠٠ دولار و٣٠٠ دولار، ووجدنا هذه المحلات المهدمة التي قصفت من قبل النظام وجلسنا فيها. ونحن هنا أكثر من ٤٠ أو ٣٠ عائلة ولا يوجد لا معونة ولا ماء ولا غذاء ولا فراش ولا أي شيء، ولا دواء ولا شيء. والأطفال أكثر من الرجال وكلهم نساء ولم يبق إلا الأرامل… ولم يبق لدينا حتى المال".
ما سمعناه من هذا الرجل.. غيض من غيض، وقليل من هموم كثيرة ضاعفها زيادة أسعار البيوت، فلا هم قادرون على اكترائها ولا بمقدورهم جني ما يمكن جنيه لتأمين لقمة العيش.
اقرأ أيضا:
بالفيديو.. أعمال شغب عقب مباراة كرة قدم بملعب تشرين في دمشق