أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة- (نضال عمرية)
بسط نظام الاسد سيطرته على كامل مدينة حمص بعد إجلاء مسلحي المعارضة من آخر حي كانوا يسيطرون عليه في ثالث المدن السورية التي كانت تعرف بـ"عاصمة الثورة" نتيجة الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها عند بداية الأزمة السورية قبل 6 سنوات.
ويأتي إجلاء الدفعة الأخيرة بعد نحو شهرين من التوصل إلى اتفاق بين قوات الاسد والفصائل المعارضة برعاية روسيا يقضي بتهجير آلاف المقاتلين والمدنيين من حي الوعر على دفعات كان اخرها اليوم.
انها حمص أو إم الحجارة السود…كما يحلو للسوريين تسميتها … ذلك يعود الى كثرة حجارها السوداء التي تكسو أراضيها وجدران بيوتها , اليوم إختفت كل تلك الجدران من احياء المدينة وحل مكانها أحداث فاق سوداها تلك الحجارة…نظام الأسد وفي أكثر أوقاته حرجاً للبحث عن أهداف مرحلية، أو ربما ليؤسس خارطته الطائفية سيطر على مدينة شبه فارغة من ساكنيها بعد حصار دام أكثر من عام ونصف.
قوات الأسد مدعومة بالمليشيات الإيرانية سيطر على ثالث اكبر المدن السورية بعد محاولات حثيثة دامت ست سنوات منذ اندلاع الثورة…. استخدم فيها همجية الأرض المحروقة، والفتك الوحشي بالبشر والحجر بلا أي خطوط حمراء، أو استهجان إنساني دولي , إختفت فيها أحياء كاملة كما أختفى سكانها .. كحي بابا عمرو ومجزرة الخالدية وغيرها من احداث دموية شتى ..انتهاءا بحي الوعر وتهجير 20 الفا من قاطنيه وهو ما يعادل 75 % من سكانه
كثير من المحللين أعتبروا سيطرة نظام الأسد على مدينة حمص طرح أكثر من علامة استفهام بحق المجتمع الدولي ومجلس الأمن الذي أصدر قراره رقم 2139 لفك الحصار وإجبار نظام الاسد على إدخال المساعدات الغذائية للمحاصرين، وعليه ..أعتبر كثيرون القرار حبرا على ورق , لا سيما وان نظام الأسد أشاح النظر بعيدا عن كل عبارات التهديد باتخاذ إجراءات عملية قاسية في نص القرار إذا لم يتم التنفيذ.
بدوره يحاول نظام الأسد الترويج كثيرا للسيطرة على مدينة حمص واعتباره تقدما استراتيجيا.. ومهما يكن من الأمر، فإن المراقبين لا يعتبرون أن سيطرة قوات الأسد على حمص قد يعطي أي دلالات على مستقبل الخارطة العسكرية السورية، فالسيطرة على مدينة محاصرة بأحكام منذ عامين لم تكن تملك أي مقومات للصمود سوى ازقتها.. وتقدم جاء على دمار مدينة منهكة فارغة من سكانها لا على ارض معركة…لا يعتبر إنجازا عسكريا كبيرا… ففقدان عاصمة الثورة لا يعني ابدا سقوط الثورة.
عبر الهاتف من باريس جورج صبرة عضو الهيئة العليا للمفاوضات
إقرأ أيضاً
بعد عامين من الدراسة تحت القصف.. تخريج ممرضين وممرضات في درعا
في بصرى الشام.. نظام وقوانين وشرطة وحرية