أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (أسماء حيدوسي)
الأطفال هم أول من يدفع ثمن الحروب من براءتهم المسلوبة. وليس أطفال سوريا باستثناء من هذه القاعدة…فخلال سنوات الأزمة في سوريا، كان و مازال الطفل السوري أكبر الخاسرين، و ذلك بحسب أرقام مؤسسات محلية ودولية لرصد واقع الطفل والجهات المسؤولة عن حرمانه من حقوقه، وأولها الحق في الحياة.
الازمة السورية المستمرة منذ خمس سنوات ألقت بظلالها الثقيلة على المدنيين… ونال الأطفال الحصة الأكبر منها، عبر آثار سلبية على تفاصيل حياتهم اليومية، تولدت عنها مشاكل اجتماعية ونفسية، ربما لن تفارقهم، حتى بعد نهاية الازمة في سوريا.
تحذيرات أطلقتها منظمة أنقذوا الاطفال الخيرية البريطانية تحذر من تداعيات الازمة في سوريا على أطفالها، موضحة أنهم يعانون من درجات عالية من الضغط النفسي، ثلاثة ملايين طفل على الأقل يعيشون في مناطق القتال داخل سوريا ويعانون من ويلاتها ومآسيها بالعيش وسط القذائف وأصوات الرصاص المستمر منذ سنوات،
آلاف الأطفال السوريين في الداخل ودول اللجوء تشكلت لديهم ذاكرة لن تمحى بسهولة حول الدمار والدم والقتل، حيث خلفت هذه الازمة تبعات نفسية، لتعرضهم للقصف المستمر، وتهجيرهم من منازلهم ومدارسهم وفقدانهم ذويهم
إذ قالت منظمة أنقذوا الاطفال الخيرية البريطانية أن ثلثي هؤلاء الأطفال خسروا أحد أحبتهم أو تعرض منزلهم للقصف أو التدمير
وحذر تقرير المنظمة – الذي جاء تحت عنوان "جراح غير مرئية" – من أن 84 في المئة من الأطفال يعانون من الضغط العصبي يوميا جراء القصف بالقنابل والصواريخ كما أن بعض الأطفال خسروا قدرتهم على الكلام منذ بداية الازمة في سوريا غدا مصطلح ‘الكارثة الإنسانية’ التوصيف الأكثر دقة لما تعيشه سوريا الآن.
فالأوضاع السائدة لم تعد مجرد انعكاسات لصراع ظهرت نتائجه السلبية على جميع الأصعدة والقطاعات وإنما أصبح الوضع الراهن مأساة يعيشها السوريون، وواقعاً يومياً يفرز ثقافة جديدة ومعطيات متغيرة سواء وُجدوا داخل أو خارج سوريا.
اقرأ أيضا:
الجبهة الجنوبية تهاجم داعش في درعا والأسد يقصف درعا البلد بالبراميل