أخبار الآن | درعا – سوريا (اسماعيل الكركي)
شهد العام الدراسي الحالي إغلاق عدد كبير من المدارس الحكومية في "درعا" وريفها نتيجة عجز مديرية التربية التابعة لحكومة النظام عن تأمين العدد الكافي من الفرق التدريسية والدمار الذي حل بها نتيجة قصفها، ما دفع طلابها للنزوح مع عائلاتهم باتجاه القرى المجاورة والسهول والمخيمات العشوائية بعيدا عن الجبهات الساخنة من جهة أخرى.
أنهى مئات المدرسين والموظفين الإداريين ارتباطهم بمديرية التربية التابعة لحكومة النظام وتقدموا لمسابقات التعيين التي أعلنت المدارس والكليات الملحقة بوزارة التربية و التعليم في "الحكومة السورية المؤقتة" مطلع العام الدراسي الحالي، وذلك نتيجة للفشل الإداري والعجز المالي الذي طال مؤسسات النظام .
الأستاذ "محمد الحريري" أحد المدرسين المتقدمين لمسابقة التثبيت في "معهد إعداد المدرسين" الملحق "بجامعة حلب الحرة" قال لأخبار الآن إن الوضع المتردي في مدارس النظام دفعه وزملاءه إلى التوقف عن العمل فيها، واضطره لاعطاء الدروس الخصوصية طيلة العام الماضي، والبحث عن فرص للعمل مع مؤسسات المعارضة التي تطورت وتوسعت بشكل ملحوظ في ظل تراجع مؤسسات النظام وعدم قدرتها على تغطية رواتب معظم المدرسين التي لم تتجاوز 125 ألف ليرة سورية كحصيلة لرواتب سنة دراسية كاملة، وهو ذات المبلغ الذي يتقاضاه المدرسون المرتبطون بهيئات المعارضة شهريا.
وأردف "الحريري" أن أهم أسباب أنهيار مؤسسات النظام التعليمية في "درعا" هو تخوف المدرسين من المرور على الحواجز الأمنية التي تمارس الإذلال والتشبيح، وهاجس الاعتقال والسَوق إلى الخدمة الإجبارية أو الاحتياطية ؛حيث تم توقيف عشرات المدرسين وإلحاقهم بقوات الجيش النظامي العاملة في محافظات أخرى، فانعدم الاتصال بهم لشهور ثم عاد بعضهم إلى ذويهم جثث هامدة ولم يعرف مصير البقية.
اضطر آلاف الطلاب من أبناء المناطق التي سيطر عليها النظام بعد تدمير بنيتها التحتية في "عتمان" و"الشيخ مسكين" أواخر العام الماضي، واستهدف مدارسها كما حدث في معظم قرى منطقة "اللجاة"؛ للانتقال لمدارس المناطق المجاورة أو استحداث صفوف دراسية داخل الخيام في السهول التي لجأوا إليها، بعيدا عن قصف طائرات ومدفعية النظام.
الأستاذ "عدنان الدنحة" أحد القائمين على مشروع مدارس المخيمات، شرح لمراسل أخبار الآن أهداف المشروع والصعوبات التي يواجهونها: "بادرنا بإقامة هذا المشروع نتيجة وجود أعداد كبيرة من الأطفال الذين حرموا من التعليم بعد أن أصبحت مدارسهم خارج الخدمة، لإنقاذهم من الأمية ومراعاة الآثار النفسية التي أصابتهم بعد قصف مدارسهم وتخوفهم من الالتحاق بمدارس البلدات القريبة، حيث تم احتواء أكثر من 800 طالب في مناطق بعيدة عن التجمعات البشرية التي يتعمد النظام استهدافها، وتلقينا دعما بسيطا من منظمة "غصن زيتون" و"مجلس محافظة درعا" التابع للحكومة السورية المؤقتة على مدار العامين الماضيين".
وأردف "الدنحة" أن نجاح المشروع وازدياد عدد الطلاب هذا العام ورغبة أهالي الطلاب بتعليم أبناءهم بعيدا عن التجمعات السكنية أثقل كاهلنا خاصة في ظل نقص الموارد المالية وعجزنا عن تأمين رواتب المدرسين بشكل دوري.
يذكر أن قوات النظام المتمركزة في منطقة "البانوراما" شمال مركز مدينة "درعا" قصفت في الحادي عشر من تشرين الأول الماضي مدرسة "ذات النطاقين" في منطقة "درعا المحطة" الوقعة تحت سيطرتها، ما أدى إلى وقوع مجزرة راح ضحيتها 9 أشخاص بينهم 5 طلاب و أكثر من 15 جريحا، ثم اتهمت فصائل الثوار بارتكابها، لكن أهالي المنطقة وذوي الضحايا أكدوا أن مصدر القصف هو مدفعية "البانوراما".
يستمر فشل مؤسسات النظام التعليمية في محافظة "درعا" بعد تركها من قبل مئات الإداريين والمدرسين العاملين فيها، بينما تسعى المنظمات التعليمية الثورية لاستقطاب الكوادر الفاعلة، ومحاولة إنقاذ جيل كامل من خطر الجهل والأمية.
اقرأ أيضا:
إصابة 22 فردا من الجيش الحر في هجوم كيميائي نفذه داعش
الإئتلاف للعلويين: الجيش الحر يكرس خطا وطنيا للسوريين