أخبار الآن – حلب – (يمان خطيب)

دخل الحصار الذي تفرضه قوات النظام على أحياء حلب الشرقية شهره الثالث، ما أدى لتفاقم الأزمة الإنسانية، في مدينة يقطنها نحو أربعمئة ألف نسمة. أم حسين اضطرها واقع الحال إلى تحضير مادة الخبز لأولادها الثلاثة في منزلها، عبر أدوات بدائية.

لم يعد الموت قصفاً بأي سلاح كان، ما يؤرق سكان مدينة حلب، آلاف العائلات المحاصرة تكافح لمقاومة الموت جوعاً بأساليب مختلفة، سيما وأن الحصار دخل شهره الثالث، وبدأت تنفذ مستودعات الطحين والمواد الغذائية شيئاً فشيئاً، فضلاً عن تخفيض القائمين على الأفران كمية إنتاج مادة الخبز لعدم توفر المحروقات، وهو ما دفع أم حسين إلى تحضير الخبز في منزلها.

تحضير مادة الخبز في منزل لا يتوفر فيه محروقات أو أسطوانة غاز، أمر مشق ومتعب، فأم حسين مثلاً تتجول يومياً في الشوارع بحثاً عن الحطب وأكياس النايلون، بغية إيقاد النار، وتقول السيدة أم حسين لأخبار الآن " قتل زوجي منذ ثلاثة أعوام وبقيت وحيدة أكافح من أجل إطعام أولادي الثلاثة، في ظل الحصار الذي نعايشه الآن، ربما لن يغني عنك الكفاح والتعب سوى سد الرمق برغيف خبز، مجلس الحي يقدم لكل عائلة في اليوم الواحد ربطة خبز تكاد لا تكفي شخصاً واحد، فوجدت نفسي مضطرة إلى تحضير الخبز في المنزل، علماً أنه لا تتوفر في منزلي أسطوانة غاز أو لتر مازوت واحد".

وتابعت أم حسين " صباح كل يوم أتجول في الشوارع بحثاً عن أكياس النايلون وبقايا الأخشاب من الأبنية المدمرة، أبيع جزء وأشتري بثمنه طحيناً، وأدخر الباقي لطهي الطعام وتحضير الخبز، ينتابني الحزن كثيراً لما آلت إليه حالنا، لكن ليس باليد حيلة".

وأضاف السيدة أم حسين " أرقّ العجين على لوح خشبي، ومن ثم أخبزه على "صاج" قرب باب المنزل، فالدخان المنبعث من البلاستيك والنايلون يسبب أمراضاً إذا ما استنشق في مكان مغلق، حياة أشبه بالجحيم نعيشها الآن في حلب، نسأل الله أن يفك الحصار علينا بأسرع وقت".

 

إقرأ أيضاً: 

تحذيرات أممية بعد إحراق داعش 19 بئرا نفطية

الجيش الحر يقترب من مدينة الباب بريف حلب الشرقي