أخبار الآن | نيويورك – (تايمز)
أطفال سوريون لا يفعلون شيئاً، إنهم لا يذهبون إلى المدرسة، بل ولا يستطيعون النوم، فقط محاصرون في الملاجئ تحت الأرض مع آبائهم، بانتظار الموت أو الإصابة، هكذا وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية حال أطفال حلب الذين يدفعون ثمن الموت كل لحظة.
أقرأ أيضا:يونسيف: غارات روسيا والنظام على حلب قتلت 96 طفلاً
ويبلغ عدد هؤلاء أكثر من 100 ألف طفل سوري محاصر في حلب وحدها، من مجموع 250 ألف شخص ما زالوا موجودين داخل المدينة التي تتعرض لقصف مكثف من قبل الطيران السوري وحليفه الروسي.
أقرأ أيضا:أكثر من 600 ألف شخص مهددون بإبادة جماعية في حلب
وإذا كان العالم قد تفاعل مع صورة الطفل إيلان الذي وُجد على سواحل بحر إيجة، وأيضاً مع صورة الطفل عمران الذي أُخرج من تحت الأنقاض، فإن الصور القادمة لأطفال حلب أكثر بشاعة خاصة صور استخراج الأطفال من تحت أنقاض المباني، تقول الصحيفة.
وتتعرض حلب التي تقع تحت سيطرة المعارضة السورية، لأبشع عملية قصف جوي من قبل سلاح جو النظام السوري والروسي، وذلك في أعقاب انهيار الهدنة التي أعلن عنها في جنيف في التاسع من الشهر الجاري بين موسكو وواشنطن، وفشل الجهود الدبلوماسية التي أعقبت ذلك في وضع حد للحرب المتواصلة منذ أكثر من خمس سنوات.
يقول آلون مكدونالد، المتحدث باسم عمليات الشرق الأوسط، إن أطفال حلب محاصرون وليس لديهم أي وسيلة للهرب؛ وهو ما يؤدي إلى وقوع أعداد كبيرة منهم ضحايا عمليات القصف الجوي.
وتابع في حديثه للصحيفة الأمريكية: "في شرقي حلب بات الأطفال غير آمنين حتى في الملاجئ، لقد تم استخدام قنابل شديدة الانفجار".
أقرأ أيضا: هولاند: مايحصل في حلب "مجزرة" لا نقبل أن تستمر
وبحسب إحصائيات لمراكز الإسعاف في حلب فإن نصف ضحايا القصف على حلب كانوا من الأطفال، وتحديداً خلال الأسبوع الحالي الذي شهد انهيار الهدنة التي لم تدم طويلاً، حيث صعدت قوات الأسد هجماتها على المدينة، فيما يعتقد أنه تمهيد لبدء هجوم بري لاستعادة المدينة من قبضة المعارضة.
تقول هناء مغني، ممثلة اليونيسيف في سوريا: إنه "لا يمكن حتى الآن تحديد العدد الدقيق للضحايا من الأطفال في حلب، ولكن بكل تأكيد هي أسوأ ما حصل ضدهم حتى الآن".
وأضافت: "اليونيسيف كانت تعتزم رصد أطفال حلب عبر منشورات تتحدث عن واقع مدارسهم، غير أنه تم إلغاء تلك الحملة عقب موجة القصف الأخيرة، فقد تحولت العديد من المدارس والمباني إلى ركام وقتل العديد من الأطفال. إنهم لم يعودوا يذهبون إلى المدرسة".
نسبة الأطفال القتلى في حلب تعد الأعلى في كل الصراعات التي شهدتها مناطق مختلفة في العالم، حيث وصلت إلى 35% بحسب تقرير إحصائي لمنظمة إنقاذ الطفولة.
وبالإضافة إلى عمليات القتل اليومية التي يعيشها أطفال حلب، تعاني المدينة من حصار خانق منع وصول أية إمدادات غذائية وطبية إليها؛ الأمر الذي منع المسعفين من تقديم أي معونات طبية بعد أن فقدت كل أنواع الأدوية والإسعافات داخل المدينة.
وبحسب تقارير منظمات مختلفة فإنه لا يوجد في حلب سوى 35 طبيباً بمعدل طبيب واحد لكل 7143 شخصاً، على اعتبار أن عدد السكان الموجودين في حلب يبلغ الآن 250 ألف شخص.
وتنقل الصحيفة عن رجال في الدفاع المدني بمدينة حلب قولهم: إن "الأهالي لا يثقون كثيراً بحديث النظام عن توفير ممرات آمنة للخروج من المدينة"، مؤكدين أن النظام هو من يمنع الأهالي من الخروج من داخل حلب المحاصرة؛ ولذا فهم يفضلون البقاء داخل منازلهم على الخروج منها.
تقول هناء مغني: إن "الأهالي يفضلون الموت على الخروج، إنهم يقولون أن نموت في بيوتنا أفضل من الخروج منها، إنها أرضنا، هكذا يرددون".
أهالي حلب يؤكدون أن الأسد يقصف المدينة بقنابل عنقودية تحتوي مئات القنابل الصغيرة التي تنفجر وتشتعل على مساحة واسعة، ويمكنها أن تبيد أحياء كاملة.