أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (إيهاب بريمو)

"نعمت الحلبي" 28 عاما من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب، لديها إعاقة في إحدى قدميها "القدم اليسرى أقصر من الأخرى وفيها ضمور" وإعاقة أخرى في عينها "جنف في العين" يمنعها من الرؤية بشكل جيد، لكن إعاقتها لم توقفها عن محاولاتها في إكمال دراستها والحصول على الشهادة الثانوية.

تروي "نعمت" لأخبار الآن قصتها قائلة: "منذ عشر سنين حصلت على شهادة "البكالوريا" وكان حلمي أن أدرس في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية ونظرا إلى وضعي الصحي أخبروني بأن هناك مفاضلة خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، قدمت الطلب إلى الجامعة ولكن لم تتم الموافقة عليه ولم يستجيبوا واعتبروا بأن إعاقتي ذات نسبة قليلة، فاضطررت إلى البقاء في المنزل دون دخول الكلية التي أحلم في الدراسة فيها".

المشاركة في الثورة السورية

مع اندلاع شرارة الثورة السورية، كانت "نعمت" من المشاركين فيها في المظاهرات ولكن على طريقتها، حيث كانت تقوم برسم لافتات الثورة التي يرفعها المتظاهرون ومن ضمنهم أخيها.

تقول "نعمت": "بسبب إعاقتي لم يكن بمقدوري المشاركة في المظاهرات ولكن كنت أقوم بقصارى جهدي لأشارك أبناء بلدي في ثورة الحرية والكرامة".

لم تقتصر نشاطات "نعمت" على اللافتات اإما تطوعت في مركز "النساء الآن" في مدينة معرة النعمان وكانت من أوائل المتطوعات في المركز حيث كانت مشاركتها من خلال رسم لوحات استطاعت من خلالها لفت نظر وإعجاب مديرة المركز وإصرارها على أن تقوم "نعمت" بنشاطات وابتكار وسائل تعلمية بطرق فنية تستهدف مجموعة من النساء الفاقدات للتعليم في مدينة المعرة النعمان.

تضيف "نعمت": "عند افتتاح قسم للأطفال في المركز عملت على مجموعة من الدروس مثل الرسم والأشغال اليدوية ما زاد من خبراتي وموهبتي في الرسم والأشغال اليدوية، والأهم أنني أصحبت أعمل على إعادة تدوير المواد غير الصالحة للاستعمال وابتكار أشياء مفيدة وقابلة للاستعمال".   

 

قوات النظام تهجر 6 آلآف أسرة بالغوطة الشرقية لدمشق

 

رسالة امل مع فدوى سليمان.. الثورة كشفت متاجرة النظام بقضية الجولان

أمراض جديدة وإصرار على الإنجاز

تسعى دائما "نعمت" إلى تطوير موهبتها فضلا عن تعلم طرق جديدة في الأشغال اليدوية، تقول لنا: قمت بالتسجيل في دورات في معهد تربية اجتماعية "معلم صف" والدعم النفسي وأخرى في تطوير مهاراتي في الأشغال اليدوية، كنت أسافر إلى منطقة أخرى من أجل أخذ الدروس، كما قمت بتعلم "السنارة" على اليوتيوب من خلال ساعات قدومي إلى مركز "النساء الآن" حيث يتوافر الإنترنت. أصبحت أعمل في ثلاثة مهام في ذات الوقت مما أثر سلبا علي وأصبت بـ "الديسك" فضلا عن تأثر عيني السليمة من عمل "السنارة" لأني عيني الأخرى مصابة بمرض "جنف" فطلب من الطبيب عدم العمل في "السنارة" مرة أخرى"، وتضيف "نعمت": من ثم علمت على تطوير نفسي في مجال صناعة الإكسسوارات من خلال الإنترنت وأصبحت الآن أقوم بإعطاء دورات في مجال صناعة الإكسسورات.

وفي سياق متصل قالت "نعمت": كنت أنظم وقتي بين الدراسة وإعطاء الدورات وتنمية مهاراتي والحمد الله كانت معدلاتي تتجاوز الثمانين بالمائة.

صعوبات واستمرار

وعن الصعوبات التي واجهتها خلال العمل، تقول: "كانت بعض الصعوبات أنني في غالب لأحيان لا أتمكن من إيجاد معظم المواد الأولية التي أصنع منها الإكسسوارات فأقوم بتأجيل الدرس أو الاستعاضة بمواد أخرى مشابهة".

وتكمل: كنت ألاقي صعوبات في تعلم المهارات بداية الأمر كوني توقفت عن الدراسة لمدة عشر سنين ولكن حرماني من الدراسة كان لدي إصرار لمتابعة دراستي وبنفس الوقت عدم تقصيري في عملي. أشعر بالسعادة لأنني تابعت دراستي على الرغم من الظروف وعلى الرغم من أنني مضغوطة في العمل. شعور الأمل لم يفارقني ولو للحظة وهو الذي دفعني إلى إكمال دراستي.

وتختم "نعمت": حتى اللحظة هدفي هو إكمال تعليمي وبقائي، أسعى جاهدة بإذن الله لمتابعة طريقي من أجل الوصول إلى حلمي.

"نعمت" أيقونة التحدي والأمل .. إعاقتي لم تقف في وجه حلمي