أخبار الآن | ألمانيا – متابعات (بسام سعد)
يسعى مسلمو ألمانيا لجعل شهر رمضان مميزاً في هذه الدولة، حيث يحاولون إيجاد طقوس خاصة بهم تربطهم بالأجواء التي تسود في البلدان العربية والإسلامية خلال شهر رمضان. وفي هذا السياق يتم تنظيم موائد إفطار جماعية في المساجد والجمعيات والمطاعم ومن جهة أخرى يحرص سياسيون ألمان من مختلف الأحزاب على مشاركة المسلمين إفطارهم خلال هذا الشهر.
أجواء رمضان بين اللاجئين .. افتقاد الجو الأسري
طريق الكاستيلو ينغص على الحلبيين فرحة رمضان
في "ليباخ" مركز الإيواء الخاص بمقاطعة "سارلاند"، يتجمع عدد من اللاجئين أمام قاعات الإدارة، هنا يدور الحديث حول تأخر موعد البت بطلبات اللجوء ونهار رمضان الطويل، وعند الساعة التاسعة والنصف يبدأ المجتمعون وغيرهم من الصائمين بالدخول إلى قاعة الطعام .معظم الذين قابلناهم أجمعوا على الفرق الشاسع بين أجواء رمضان هنا وما اعتادوا عليه في بلدانهم .
"عمار دباغ" 25 عاما من حلب، يرى أن الاختلافات كثيرة وأهمها لمّة الأهل ونكهة الطعام ونهار رمضان الطويل، بينما يتمنى ابن عمه "أحمد" بأن تتوافر المأكولات الحلبية التي اعتاد تناولها في هذا الشهر، حيث يفتقد هنا للحاجيات الرمضانية كما يصفها أحمد كالتمر والسوس إما لعدم توافرها أو لقلة المعونة الشهرية وبالتالي عدم القدرة على الاستمرار بشرائها
"العرقسوس والخرنوب" .. تجارة السوريين في رمضان تركيا
رمضان برلين .. رغم تعدد الأجواء يبقى الوطن لا بديل له
هنا وتحديدا بما يعرف بالشارع العربي لا يوجد شيء غير اعتيادي عن رمضان سوريا، ترى البعض يستعد لتحضير أنواع الطعام والمأكولات السورية وتناول الافطار سوياً للعيش في أجواء تشبه أجواء الوطن .
"حسام الدين" 27 عاماً، حاصل على شهادة المعهد الفندقي من دمشق، يقول: "معظم لوازم رمضان من أطعمة وأشربة متوافرة هنا في برلين، ونحاول أن نعيش بنفس الأجواء التي اعتدنا عليها إلى حد كبير" .
أما "فراس عبد الغني" 25 عاما، فبقول: لا يمكننا طبخ كل أطباق رمضان فبعض الأطباق تحتاج إلى سيدة خبيرة لذلك يفضل البعض الذهاب للمسجد للصلاة وتناول طعام الإفطار .
"تيسير عيسى" 23 عاما، ترك كلية الحقوق في دمشق وهو في السنة الرابعة وهرب من نيران الحرب، يحاول مع مجموعة من أصدقائه خلق جو أسري رمضاني وذلك بأن يصنع كل منهم طعاماً معيناً على مائدة واحدة للإفطار ويتوجهون للمسجد بين الحين والآخر .
رغم كل هذا التعدد بالأجواء يفتقد الجميع هنا للأسرة والأجواء العائلية الرمضانية الحميمة. الكثير يحاول عدم التفكير بحقيقة وجوده بعيداً عن الأهل والأسرة في رمضان، فترى بعض الشباب يتشاركون الذهاب للصلاة في المسجد لعل ذلك يعوض قليلاً عن الأسرة .
"ثائر مصطفى" 28 عاما، ابن مدينة حمص يقول: إذا رجع الأمان إلى سوريا سأرجع إلى بلدي، وهنا سأسعى لتطوير نفسي في الدراسة والعمل ولكني اعتبر نفسي ضيفاً ولا بد من العودة، فلا شيء يغني عن الأم فسوريا أمي .
حي الوعر في حصار كامل.. ولجنة المفاوضات تناشد الأمم المتحدة
الألمان ورمضان .. مشاركة على المستوى السياسي وتفهم شعبي
"الإسلام بات جزءاً من ألمانيا" مقولة تكررها "ميركل" بحلول شهر رمضان أثناء مشاركتها في مأدبة إفطار للمسلمين بمناسبة حلول شهر رمضان .كما نظمت وزارة الخارجية الألمانية إفطارا في برلين وحضر المناسبة مسؤولون كبار ورجال دين من مختلف الأديان وشخصيات بارزة في السياسة والمجتمع .
وعقبت الوزيرة "ايدان" مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الهجرة والاندماج: إن ما يلفت الانتباه هو تنامي ظاهرتي معاداة السامية والإسلام، لذلك يجب أن نهتم بشكل أكبر باللقاءات والحوارات .
أخيراً وكما جرت العادة يشارك وزير الخارجية الألماني "فرانك شتاينمار" مائدة إفطار عائلة هربت من سوريا .فرانك يوضح أهمية رمضان بالنسبة لقيم الأسرة والتسامح والسلام. ويقول: أنا سعيد جداً لكون الكثير من الألمان ملتزمون بالعمل على توفير راحة اللاجئين ومساعدتهم على التأقلم، وأتمنى أن تخرج الأزمة السورية سياسياً ليتمكن اللاجئون من صيام شهر رمضان في المستقبل القريب في وطنهم ومع أسرهم.