أخبار الآن | دمشق – سوريا (حمزة السيد)

لطالما كان البرلمان السوري "مجلس الشعب" ومن يجلسون تحت قبته محط سخرية غالبية السوريين قبيل انطلاق الثورة السورية، خصوصا بعد عملية تغيير الدستور الشهيرة خلال نصف ساعة عام 2000 لتعيين بشار الأسد رئيسا للجمهورية. واستفحلت السخرية بعيد انطلاقها خصوصا بعد الخطاب  الشهير  للأسد الابن، الذي استفز فيه مشاعر السوريين بشكل عام وأهالي درعا بشكل خاص ليطلق عليه  السوريون "مجلس التصفيق" تارة، وتارة أخرى "مجلس الأصنام" و"مجلس الدمى" والكثير من عبارات السخرية الأخرى.

هل يخرج البغدادي في رسالة برمضان؟

خرجت معظم القنوات الفضائية التابعة للنظام السوري يوم الإثنين لتعلن تعيين "هدية خلف عباس" كأول امرأة تتسلم البرلمان السوري منذ تأسيسه عام 1919 حيث تشكل أول برلمان سوري ترأسه "هاشم الأتاسي"، متباهية ومتفاخرة بخطوة اعتبرتها دليلا على رقي النظام وتقدمه ومساواته بين الرجل والمرأة وخاصة أن "عباس" قد وصلت إلى رئاسة البرلمان بالتزكية لا بالانتخابات.

الأمم المتحدة تطلق تطبيقا ذكيا لإطعام السوريين!

خرج السوريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات تفاوتت بين السخرية تارة والاستهجان تارة أخرى، حيث علقت إحدى الصفحات بعبارة "منطقية النتيجة لإنو المجلس ما فيه ولا رجال" في حين علقت صفحات أخرى بعبارة "شكلوا جميل حسن ما بحبو لبسام الملا" في إشارة واضحة إلى أن تعيين أي عضو في  مجلس الشعب يأتي من فرع المخابرات الجوية الذي يرأسه "جميل حسن" وإشارة إلى مسلسل باب الحارة الذي يخرجه "الملا" والذي يجسد البيئة الشامية المحافظة، ليتطرق أحد السوريين إلى شخص "هدية عباس" بعبارة: "هلق هي أنثى بتشبه أبو عبده الفوال".

أما أهالي محافظة "دير الزور" التي تنحدر منها "عباس"، فقد كان رأيهم غاضبا بشدة من هذه الخطوة التي اعتبروها سخرية واستفزازية بحد ذاتها لأهالي محافظة "دير الزور" لأنها من أولى المحافظات التي خرج تقارع النظام السوري عام 2011 وخرجت من ميادينها تظاهرات قدرت بعشرات الآلاف في جمعة "خالد بن الوليد" في  22/7/2011، وهم الذين عانوا من التهميش والإقصاء طيلة عقود واعتقل وغيب الآلاف منهمـ إضافة إلى تدمير وتهجير ممنهج لسكانها وطمس وتدمير معظم ملامحها التاريخية وخاصة جسرها المعلق الذي دمرته الآلة العسكرية للنظام والذي كان يعتبر رمزا للمدينة لدى الديريين.

أخبار الآن تدخل مدينة مارع بعد فك الحصار

من جهة أخرى، اعتبر الكثير من الساسة المعارضين لنظام الأسد أن للخطوة مدلولا سياسيا كبيرا. الدكتور "دياب محمد" رئيس التحالف الوطني لقوى الثورة السورية، يقول في تصريح خاص لأخبار الآن: "هذه الخطوة طبيعية في هذا الوقت ليثبت النظام للمجتمع الدولي أنه نظام علماني خاصة وأن "عباس" ابنة دير الزور التي تعاني من احتلال داعش".

جنود فرنسيون في سوريا لتقديم المشورة لفصائل معارضة عربية كردية

تنحدر" هدية عباس" من مدينة دير الزور "التي يحتل داعش معظم مساحتها"، تحمل شهادة دكتوراه في الهندسة الزراعية من جامعة حلب وتنقلت بين مناصب عدة في ظل حكم حزب البعث الذي يهيمن على الحياة السياسية في سوريا منذ 1963 وعملت قيادية في "الاتحاد الوطني لطلبة سوريا" قبل ان تصبح عضوا" في فرع حزب البعث بدير الزور ثم لتصبح عضوا في مجلس الشعب بين عامي 2003 و2007.

كما عملت في ظل الثورة السورية بما يسمى "لجنة المصالحة الوطنية" التي يرأسها الوزير "علي حيدر" التي تعمل على إعادة أبناء دير الزور الثائرين إلى كنف النظام السوري. ويطلق عليها أهالي دير الزور "الابنة المخلصة للنظام".