أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (إيهاب بريمو)
"أطفال لا جنود" حملة أطلقها فريق توثيق انتهاكات جبهة النصرة في سوريا. حملة في مناطق متفرقة من ريف إدلب، وذلك رداً على حملة "انفر" التي أطلقتها النصرة قبل حوالي شهر لتجنيد يافعين وشباب في صفوفها. ويتركز نشاط الحملة على نشر صور وكتابات على الجدران تدعو لوقف تلك الحملة التي انضم لها أكثر من 500 طفل "بحسب مركز توثيق انتهاكات النصرة". وتشمل حملة "أطفال لا جنود" ثلاثة جوانب "بخ غرافيتي، لصق بوسترات، توزيع بروشورات"، تستهدف الأطفال وتوعيتهم للحد من هذه الظاهرة.
عشرات الضحايا بغارات روسية وقصف مدفعي للنظام على أحياء حلب
"جودت ملص" من القائمين على حملة "أطفال لا جنود" تحدّث لأخبار الآن قائلا: "الهدف الأساسي من الحملة هو الحد من ظاهرة تجنيد الأطفال، حيث ساهم غياب المدارس وكثرة النازحين بذلك، وحملتنا جاءت ردا على حملة انفر التي جنّدت قرابة 500 طفلا معظمهم من مخيمات النازحين على الحدود التركية السورية".
ويؤكد "ملص" أن فريق الحملة يقوم بلقاءات مستمرة مع الأهالي لتوعيتهم على خطورة الموضوع، حيث لوحظ وجود حالات تجاوب كثيرة بخصوص الموضوع، منوها بأن الحملة غير ممولة إطلاقاً وهي عمل تطوعي بحت.
التوعية بالحملة على الجدران
انتشرت في مدينتي إدلب وسرمدا عشرات الكتابات والملصقات على الجدران تطالب بوقف الانتهاكات بحق الأطفال، وتقول أنّ سلاح الطفل هو علمه، في حين تجمهر بعض الأطفال في أحد شوارع إدلب ليروا رسما على ملصق تابع للحملة تم وضعه بالقرب من أحد المدارس.
الإعلان عن تشكيل جديد ضمن الجيش الحر
"محمد أبو سمير" لديه في أحد شوارع في كفرنبل "بسطة" يبيع عليها بعض المواد الغذائية، قال لأخبار الآن، أن فكرة الحملة تحاكي الواقع الذي نعيشه. وأشار إلى ازدياد عدد الأطفال المسلحين داخل مدينة "كفرنبل"، مضيفا أن هذا خطأ كبيرا يهدد مستقبل المدينة، فأولادها مكانهم المدارس وليس ساحات القتال.
في حين قال الأستاذ "حسين ماجد مشلح" أحد المدرسين في ريف إدلب: "إن غالبية الأهالي في هذه الأوقات يرسلون أطفالهم للقتال بهدف جمع المال، حيث يتقاضى بعضهم معاشاً يصل إلى مائة دولار، فالفقر قد يكون سبباً مهماً في الوضع الذي وصلنا إليه، وحملة أطفال لا جنود هي خير دواء لأصعب داء".
قلة قليلة منهم مقتنع بأنه "جهاد" ويأتي بمردود مادي يعيل العائلة كل شهر على مصاعب الحياة، أما الغالبية من الأهالي في مدينة إدلب فتقول أن عملية تجنيد الأطفال هي خطأ جسيم يجب الإسراع في وجود آليات أخرى تساهم بوصول الفكرة إلى من يرسلون أولادهم للقتال دون دراية بخطورة الأمر لمنع هذه الظاهرة.