أخبار الآن | الرقة – سوريا (رشيد الحمد)
لا شيء يتغير في الرقة، الطيران الروسي في الأجواء وطيران الاستطلاع التابع للتحالف يرصد كل الحركات والثكنات، وعناصر داعش لا يبالون وهم يقفزون فوق الأسطح لإقامة الحد على صحون الالتقاط الفضائية أو كما تسمى في الرقة "الدشات". يجمعونها في كومة كبيرة ويدوسونها ويكبّرون ويصيحون بالناس "دولة الإسلام". هنا أنت مجبر أن ترد وسط نظراتهم المتصفحة للوجوه "باقية وتتمدد" وعيون الأطفال التي تتساءل وتتحسر "ما العلاقة بين البقاء والتمدد وتحطيم تسليتهم الوحيدة في غياب تام للمدارس".
ينفضّ الجمع من ساحة "دوار البتاني" عند الساعة 12.47 على وقع الغارات التي بدأها الطيران الروسي على ضاحية الرقة الشرقيه "حي المشلب" الواقع على طرف "مقام أويس القرني". أربع غارات انتهت عند الساعة الواحدة و4 دقائق مخلفة 12 شهيدا و17 جريحا جميعهم من المدنيين، ويتوقع الممرض "ن. أ" أن يرتفع عدد الشهداء في ظل النقص الحاد في الأدوية والأطباء ومنع الأهالي من إسعاف الجرحى إلى أماكن أخرى؛ في غياب تواجد أي مقر أو بيت لداعش في كل الحي الذي تلقى الغارات.
أسطول طيران نظام الاسد.. من أسطورة الجو إلى سخرية الواقع
عائلات داعش تصل الرقة من منيج
وصل إلى مدينة الرقة أكثر من 50 عائلة لعناصر وقادة من داعش قادمة من منبج وريفها إثر تقدم "قوات سوريا الديمقراطية" باتجاهها على أكثر من محور وخصوصا محور "أبو قلقل" 15 كم جنوب شرق منبج و"جسر قره قوزاق" شرقي المدينة 35 كم. ولم تكن هناك أي مشكلة في تأمين بيوت لتلك العائلات، فأي بيت في الرقة عمليا هو ملك لداعش لأن أهالي الرقة وبيوتهم أو من بقي منهم هم مرتدون وكفرة "حسب رأي داعش".
بالمقابل، قام الجهاز الأمني التابع لداعش والمعروف بـ "النقطة 11" باعتقال 63 عنصرا من عناصره الذين تم سحبهم من محيط منبج بقيادة "أسد الله الفراتي" وهو الاسم الرمزي لشخص من بلدة "سلوك" واسمه "صالح أحمد العكال" كان "أميرا" على منطقة "قلعة نجم" وما حولها في ريف منبج. وجاء الاعتقال على خلفية اعتراض "أسد الله" على سحبهم وعدم مدهم بالعناصر والذخيرة. وهو الأمر الذي يشابه ما حدث قبل سنة في "تل أبيض" من انسحاب، وكانت داعش وقتها أيضا قد اعتقلت 45 من عناصرها هناك على خلفية نفس الاحتجاج في شهر يونيو/ تموز من العام الفائت. وجاءت الأوامر باعتقالهم وتم سجنهم في ما يسمى "غرفة العمليات" وهو بناء محصن تحت الأرض في ملعب "ثانوية الرشيد" كان النظام قد أقامه سابقا لإدارة العمليات في حال الكوارث، وكان طيران التحالف قد استهدفه أكثر من مرة ولكن لقوة تحصيناته بقي قسم كبير منه صامدا ويستخدمه داعش حاليا كسجن لعناصره.
داعش يرفع قيمة الضرائب ويفرض غرامات جديدة لتعويض خسارته
تأتي هذه الخطوة إثر خطوات سابقة في إقصاء "الأمراء المحليين" وتحميلهم مسؤولية خسائر داعش في الفترة الأخيرة، وعودة واضحة للأمنيين العراقيين الأشد فتكا ودموية بالسكان. وأوضح تجلٍ لذلك كان عزل "أبو لقمان" وكل من كان يعمل معه كأمني أول للشام ونقل غالبيتهم إلى العراق أو إلى خطوط الجبهة كمقاتلين عاديين كما حدث مع "أبو عبد الرحمن علي السهو" الذي فجّر نفسه بسيارته المفخخة بأحد حواجز "قوات سوريا الديمقراطية" في بلدة "الشدادي".