أخبار الآن | الرقة – سوريا (نجم الدين نجم)
أعلن ديوان الحسبة التابع لداعش في بيان له البدء في عملية إزالة أجهزة الاستقبال الفضائية من بيوت "المسلمين وغير المسلمين" القاطنين في المناطق التي يحتلها في الرقة ودير الزور. ودعا داعش في بيانه الأهالي إلى تسليم كل ما يتعلق بالدش كالصحن اللاقط وعدسة الاستقبال وجهاز الاستقبال الرئيسي "الرسيفر"، فيما أورد القرار عدم إلزامية تسليم القاعدة الحديدية التي تحمل الصحن اللاقط وتركها لمن يحب أن يستفيد منها ببيعها لمحلات الحدادة. كما نوّه بيان إلى أن آخر مهلة لإزالة الدش وتسليمه هي قبل دخول شهر رمضان المبارك بعد أيام قليلة، تحت طائلة المحاسبة والعقاب لكل من يخالف هذا القرار .
قرار يكمل اختناق الرقة
ويأتي قرار داعش ببدء عملية إزالة تلك الأجهزة بعد تعميم سابق أصدره في بداية هذا العام أعلن فيه منع استعمال أجهزة الاستقبال الفضائي وبيعها وترويجها وصيانتها في كافة المناطق التي يحتلها، لحماية "دين الناس" من الفساد وصيانة أبناء وبنات المسلمين من هذه الأجهزة الخبيثة؛ حسب ما ورد في التعميم. ونص التعميم آنذاك أن أجهزة الساتالايت تنشر الفحش والشبهات وتثير الشهوات! مشدداً على أن من يخالف القرار فهو يخالف الله ورسوله وأمير المؤمنين وبالتالي فإن العقوبة تنتظره.
يقول "م. ع" من أهالي مدينة الرقة: "لم يعد الأمر صعباً كما يظن البعض، ما نعانيه يومياً جراء ممارسات داعش الظالمة أشد قسوة بمراحل عديدة من هذه القرارات. نحن مسجونون وغير مسموح لنا أن نغادر البلد في ظل غلاء فاحش لجميع متطلبات المعيشة الضرورية خصوصاً بعد الانخفاض الحاد لقيمة الليرة السورية أمام بقية العملات".
والجدير بالذكر أن داعش يمنع استخدام نواشر شبكة الإنترنت في كافة المدن التي يسيطر عليها منذ عدة أشهر، ويقتصر وجود الإنترنت على بضع محال توفر هذه الخدمة بعد الحصول على رخصة خاصة ذات شروط صعبة من المسؤولين الأمنيين في داعش.
في عملية خاطفة.. المعارضة تقترب من داريا
الخروج من جحيم داعش
أما "محمود. ج" من أهالي الرقة، فيقول: "لم نتقبل هذه الأمور منذ سنتين وحتى هذا الوقت، فنحن شعب متدين ومعتدل في الأساس وطبيعتنا سمحة لا تعنت لدينا ولا تسيّب لكن هم يعاملوننا وكأننا كفار"، ويضيف: في أحد الأيام كنت أرافق زوجة أخي الكبير لأوصلها إلى بيت أهلها فاستوقفتنا سيارة فيها مهاجرون عرب وسألني أحدهم عن صلتي بها فأجبته، فنزل من السيارة واعتقلني وعوقبت يومها بـ 24 جلدة على ظهري.
وتقول "أم صالح" من أهالي الرقة بعد أيام قليلة من خروجها مع أولادها إلى تركيا: "الخروج من الرقة يشبه الخروج من جهنم، لقد ذعرنا بعد انتشار خبر تحرير المدينة وسارعت ببيع منزلي لدفع تكلفة التهريب الباهضة حيث يأخذ المهرب 500 دولارا لكل شخص للخروج من الرقة وإيصاله لمدينة أعزاز"، وتتابع: "مشينا 8 ساعات انا وولدي الاثنين في البراري ضمن مجموعة من 16 شخصاً. خرجنا بأعجوبة وأنا سعيدة جداً لأنني أنقذتهما من هذا الجحيم.