أخبار الآن | ريف حلب – سوريا (إيهاب بريمو)
مهد الثورة الحلبية والريف بالذات مدينة "مارع" التي كانت وما تزال من البلدات الصامدة منذ أكتر من ثلاث سنوات في وجه قصف النظام، تواجه اليوم أكثر التنظيمات عنفا وإرهابا وهو داعش. فمنذ حصار داعش لها يوم الجمعة 27 أيار. تشهد البلدة حركة نزوح للمدنيين باتجاه عفرين والقرى المحيطة بها.
وبحسب تقديرات بعض الناشطين فإن عدد النازحين بلغ ثلاثة آلاف شخصٍ، حتى لحظة إعداد هذا التقرير، مع ازدياد مستمر في الأعداد. وقد نزح من المدينة يوم الجمعة وحده 500 شخصٍ باتجاه مدن "تل رفعت" و"كفر ناصح" و"دير جمال" هربًا من تقدم داعش.
الناشط "م. خ" في بلدة مارع، قال لأخبار الآن: حصلت مفاوضات صباح يوم السبت 28 أيار بين الجيش الحر و"وحدات حماية الشعب الكردية"، المتمركزة في عفرين، أفضت إلى انسحاب الجيش الحر من مدينة الشيخ عيسى باتجاه مارع، على أن تفتح الأولى طريقًا آمنًا للمدنيين "من مدينة مارع باتجاه اعزاز". وبحسب الناشط فإن عدد العائلات المتبقية في مدينة مارع كان يبلغ عند انطلاق المعارك 1500 عائلة.
داعش يعزل مارع عن اعزاز وخشية على مصير آلاف المدنيين
بالمقابل، شن داعش هجومًا على ريف حلب الشمالي، منذ عدة أيام، احتل خلاله على عدة قرى محكمًا الحصار على مدينة مارع، وعازلًا إياها عن اعزاز.
"أم سمير" تناشد الحكومة التركية عبر أخبار الآن: "نحن منذ أيام نصارع الموت أطفالا ونساء وشيوخ، هل من أحد سمع بنا" وتضيف: الوضع مأساوي جدا، إن لم نمت من قصف الأسد فإن داعش يرتكب مجازر أخرى بحق أبنائنا، إنه لا يختلف عن الأسد بشيء ولكن يقتلنا باسم "الدين وإقامة دولة إسلامية" وهو لا يمتّ للإسلام بشيء. وتختم الحديث: أتمنى من أخبار الآن أن تساعدنا في إيصال صوتنا للحكومة التركية من أجل مساعدتنا في أي شيء وشكرا لأخبار الآن لأنكم جزء من ضمير هذا الشعب.
اعتصام في اعزاز
في سياق آخر، اعتصم أهالي مدينة اعزاز أمام المحكمة الشرعية فيها، ظهر البارحة السبت 28 أيار، مطالبين فصائل "الجيش الحر" بالمنطقة بالتوحد، لفك الحصار عن مدينة مارع. وشارك في الاعتصام أكثر من 150 شخصًا من أهالي المدينة، بالتنسيق والتشارك مع المجلس المحلي للمدينة، وبمشاركة ناشطين منها، كما أفاد الناشط الإعلامي "محمد البابي" لأخبار الآن: "أقل ما يمكن فعله من أجل مدينة مارع، داعش لا يرحم أحدا فإن تمكن من احتلال هذه القرى فهناك مجازر سوف ترتكب، ويضيف: أناشد كل السوريون للاعتصام من أجل مارع لعل اعتصامنا يلفت نظر من يستطيع تقديم العون لنا.
وكان داعش قد استطاع صباح أول أمس الجمعة احتلال قرى "كلجبرين وتل جبرين وكفر كلبين" وغيرها من القرى، ما أنذر من اقترابه من مدينة اعزاز، لاسيما بعد إطباقه الحصار على "مارع" وعزلها، في ظل هجوم تشهده من قبل داعش ليلة أمس وصفه ناشطون بالأعنف، في محاولة اقتحام المدينة، لكن محاولته لم تنجح وسط مقاومة مقاتلي الجيش الحر في مارع.
وكان ناشطون قد وثقوا سقوط "39" شهيداً بينهم نساء وأطفال في قرية "كلجبرين"، مشيرين إلى أنهم قضوا عقب احتلال داعش للقرية، حيث بدأ الأخير بإطلاق النار "عشوائياً" على المنازل المدنية خلال تمشيط القرية، سبقه قصف تمهيدي بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ قبل دخول القرية، ما أدى إلى وقوع مجزرة راح ضحيتها عشرات المدنيين.