أخبار الآن | ريف حلب – سوريا (سعيد غزّول)
منذ وصول قوات الأسد مطلع شهر فبراير/ شباط الماضي، إلى بلدتي "نبل والزهراء" وفك حصار دام ثلاث سنوات عليهما، وريف حلب الشمالي مقطع الأوصال ومنقسم بين سيطرة أربع قوى: "الجيش الحر، داعش، الوحدات الكردية، قوات النظام"، وسط اشتباكات تدور بشكل متقطع بين كل طرف على حِدَة من الأطراف الثلاثة وبين فصائل الجيش الحر.
هذه التطورات شطرت مناطق سيطرة فصائل الجيش الحر في الريف الشمالي إلى نصفين، وأصبحت المناطق الواقعة على الحدود مع تركيا وتشمل "اعزاز ومارع" وبعض القرى والبلدات التابعة لهما، مفصولة تماماً عن القسم الجنوبي من الريف الشمالي ويشمل بلدات "حريتان، وعندان، وحيان، وكفرحمرة" وصولاً إلى ريف حلب الغربي ومحافظة إدلب، والفاصل بين المنطقتين قرى وبلدات أصبحت تحت سيطرة قوات الأسد من قلب مدينة حلب وصولاً إلى بلدتي "نبل والزهراء"؛ الأمر الذي اضطرت فيه الفصائل بالاتفاق مع "الوحدات الكردية" التي تسيطر على مدينة "عفرين" شمال عرب حلب، بأن تعبر "البضائع والمحروقات" من مدينة اعزاز إلى ريف حلب الغربي وإدلب مروراً بـ"عفرين" مقابل "رسم عبور" يتفق عليه الطرفان.
التطورات العسكرية بين "الوحدات الكردية" وفصائل الجيش الحر في ريف حلب الشمالي، دفعت "الوحدات الكردية" إلى قطع الطريق ومنع مرور شاحنات البضائع وسيارات "المحروقات" عبر مدينة "عفرين"، بل واحتجزت بحسب اتهامات "المحكمة الشرعية في اعزاز"، عدداً من السيارات، ونفت "المحكمة" الاتهامات الموجهة إليها بأنها وراء قطع الطريق، بحسب بيان صادر عنها نشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء في بيان "محكمة اعزاز" التابعة لـ "مجلس القضاء الأعلى"، أن من يمنع دخول "البضائع، والمحروقات" باتجاه ريف حلب الغربي ومحافظة إدلب مروراً بمدينة عفرين هم أحزاب الـ"PKK، وYPG، وPYD" الكردية، مضيفةً أنها سمحت بـ"فتح الطرق لنقل المحروقات والمواد الغذائية باتجاه حلب وإدلب مروراً بعفرين"، إلا أن الأحزاب الموجودة في المدينة قامت بـ"حجز سيارات المحروقات واعتقلوا بعض السائقين ومنعوا مرورهم"، مؤكدةً على أنها تعاونت مع "وسيط" سعى لفتح الطريق، إلا أن حزب الـ"PKK" نقض الاتفاق، وفق ما جاء في البيان.
بعد تهديدات "فتح حلب" .. "الوحدات الكردية" تفتح طريق المازوت
يوم الثلاثاء الفائت، فتحت "الإدارة الذاتية" الكردية، طريق "البضائع" و"المحروقات" بين مدينة اعزاز شمال حلب والريف الغربي وصولاً إلى محافظة إدلب مروراً بمدينة "عفرين" الخاضعة لسيطرة "الوحدات الكردية"، عقب اتفاق توصل إليه وجهاء من ريف حلب و"مكتب العلاقات العامة" في عفرين، في إيجاد حل نهائي لمشكلة إغلاق الطريق، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة نتيجة المعارك والقصف.
الناشط الإعلامي "مصطفى الحلبي" أفاد لـ أخبار الأن، بأن الطريق تم فتحه فعلاً صباح يوم الثلاثاء، أمام الشاحنات و"صهاريج المازوت"، عقب اتفاقٍ تم بين وجهاء مدينتي "اعزاز، وعفرين"، مقابل دفع "رسم عبور" لـ"الإدارة الذاتية" الكردية عن مرور كل شاحنة من مدينة عفرين، دون معرفة "الرسم" المحدد، لافتاً إلى أنه وعقب وصول الشاحنات إلى بلدة "دارة عزة" في الريف الغربي، استهدفتها طائرات حربية روسية بعدة غارات، أسفرت عن احتراق عدد من الشاحنات وإصابة بعض السائقين، الأمر الذي دفع بالبعض إلى القول بأن موافقة "الوحدات الكردية" على فتح الطريق، يعتبر بمثابة "كمين" لاستهداف تلك الشاحنات بعد عبورها "عفرين"، على حدِّ تعبيرهم.
وجاء فتح طريق "المازوت"، عقب تحذيرات وجهتها "غرفة عمليات فتح حلب" في بيان لها يوم الأحد الفائت، إلى "الوحدات الكردية" في حال استمرار قطعها لطريق "المحروقات، والبضائع"، بأنها ستعمل على فتحه بالقوة وتستهدف كافة حواجز "الوحدات" لأنها ستصبح "هدفاً مشروعاً"، إذا فشلت الدعوات "السلمية" الموجهة لها بفتح الطريق، وفق ما جاء في البيان.
معبر "تجاري" بين داعش و"الوحدات الكردية" شمال حلب
قبل أكثر من أسبوع، افتتح كل من داعش و"الوحدات الكردية" معبراً "تجارياً" لتبادل "البضائع، والمحروقات" في ريف حلب الشمالي، بين قرية "حربل" المحتلة من داعش وقرية "احرص" الخاضعة لسيطرة "الوحدات"، وذلك بحسب ناشطين، بعد تنسيقات ولقاءات متعددة بين الطرفين، وسط تعهدات من "الوحدات الكردية" بعدم استهداف "المعبر" من قبل طائرات الأسد وسلاحي الجو "الروسي والأميركي"، فضلاً عن تعهدها بزيادة تصريف "المحروقات" القادم من مناطق داعش إلى مناطق سيطرة قوات النظام، على حدِّ قولهم.
وأضاف الناشطون، بأن فتح هذا "المعبر" بين مناطق سيطرة داعش و"الوحدات الكردية"، سيؤدي لأضرار كبيرة على فصائل الجيش الحر المحاصر في القسم الحدودي من الريف الشمالي، حيث أن "الوحدات" لم تعد بحاجة لمدينة اعزاز "التي كانت تمدها بالمحروقات"، إضافةً للأضرار الكبيرة التي ستطال ريف حلب الغربي ومحافظة إدلب "حيث سينقطع طريق إمدادهم بالمحروقات عبر مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة "الوحدات".
الجيش الحر يسمح لشاحنات "البضائع" بالمرور إلى مناطق داعش
جديد طرق "المحروقات" في ريف حلب الشمالي، أن فصائل الجيش الحر سمحت أمس الخميس، بمرور نحو 300 شاحنة "بضائع" مواد غذائية، وأدوية، وبناء، متواجدة في مدينة اعزاز، باتجاه مناطق داعش في قرية "يحمول"، والذي أغلقه الأخير بعد مرور عدد من الشاحنات، ومنع مرور آخر 20 "شاحنة".
يشار إلى أن الطريق بين مناطق داعش وفصائل الجيش الحر مغلق منذ نحو شهرين، ويتواجد أكثر من 3 آلاف سيارة تحمل بضائع تجارية إلى مناطق داعش عالقة في مدينة "اعزاز" وريفها، وسط مخاوف أصحاب السيارات من تضرر "البضائع" وخاصة "الخضروات"، في حال استمر قطع الطريق، وسط معارك لا تزال مستمرة بين الأطراف المتصارعة في المنطقة.