أخبار الآن | الأنبار – العراق – (وكالات)
حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للمنظمة الدولية من تناقص مخزون الأغذية بشدة في مدينة الفلوجة، وأكد أن الهجمات التي تقوم بها القوات العراقية قطعت كل طرق دخول الغذاء إلى المدينة. وذكر البرنامج أن بعض السكان يأكلون الحشائش حتى يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة.
وأكدت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبير عطيفة عدم وجود ممرات آمنة تسمح للمدنيين بالخروج ودخول منظمات الإغاثة، وأوضحت للجزيرة أن الحصار الذي خضعت له الفلوجة منذ عامين فاقم من معاناة المدنيين وتسبب في اختفاء العديد من السلع وارتفاع أسعار الموجود منها.
وقالت عطيفة إن برنامج الغذاء حشد عددا كبيرا من موظفيه، وأعدّ خمسين ألف وجبة سيتم توزيعها في حال النجاح في الدخول إلى الفلوجة أو الوصول إلى المدنيين العالقين بها.
في غضون ذلك توالت التحذيرات من الوضع الإنساني المتفاقم في مدينة الفلوجة وذلك في ظل بقاء عشرات الآلاف من المدنيين عالقين بالمنطقة التي بدأت فيها القوات العراقية معارك لاستعادتها من داعش.
وقال المتحدث باسم بعثة الصليب الأحمر الدولي في العراق رالف الحاج إن المنظمة لا تستطيع الوصول إلى الفلوجة بسبب منع طواقمها من التنقل إلى هناك، وأوضح أن المنظمة لم تتلق ردا على طلبات متكررة وجهتها خلال الأشهر الماضية للسماح لها بدخول الفلوجة ومعاينة أوضاع المدنيين وحصر احتياجاتهم.
وأشار الحاج في تصريح للجزيرة إلى أن عددا كبيرا من المدنيين عالقون في خطوط النار ولا يمكن للجنة الصليب الأحمر ولا لأي منظمة إنسانية أخرى الوصول إليهم.
من جهته، حذر المجلس النرويجي للاجئين من المخاطر التي تحدق بالمدنيين في الفلوجة، ودعا مدير برنامج الاستجابة السريعة بالمجلس صلاح نوري أطراف الصراع إلى الرأفة بالمدنيين وفتح ممرات آمنة لهم لكي يغادروها.
شرطة الأنبار تتوجه إلى الفلوجة لتحريرها من داعش
وقدر المجلس أعداد العائلات التي ستنزح داخل الفلوجة بنحو سبعة آلاف في حال استمرار المواجهات وإغلاق طرق الخروج الآمن.
واعتبر رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت أن أكثر من 95% من سكان الفلوجة هم من الأبرياء وليس لهم علاقة بـ"الإرهاب"، في حين نفى رئيس لجنة التفاوض لإدخال المساعدات إلى الفلوجة مصطفى الطربولي خروج مدنيين من المنطقة، وقال إنهم محاصرون في بيوتهم بسبب القصف.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن نساء وأطفالا قتلوا لدى محاولتهم مغادرة المدينة. وأضافت في بيان أن أكثر من ثمانين أسرة تمكنت من الفرار منذ 20 مايو/أيار الحالي.
وتتباين التقديرات بشأن أعداد المدنيين الموجودين في الفلوجة التي كانت أول مدينة تقع في أيدي تنظيم الدولة في يناير/كانون الثاني 2014، وخضعت خلال الأشهر الماضية لحصار خانق تسبب في أزمة إنسانية.