أخبار الآن | الرقة – سوريا (رشيد الحمد)
منذ إلقاء طيران التحالف الدولي مناشير له فوق ريف الرقة وبعض أجزاء من مدينة الرقة قبل يومين، والذي يطالب فيها المدنيين بالخروج من الرقة؛ بات حديث أهالي المدينة أن هنالك نية عن عمل عسكري وقصف مكثف للطيران الحربي للتحالف على المدينة، وعزز من هذه الفكرة تحركات داعش في المدينة ونقل أعداد من المقاتلين للريف الشمالي الأمر الذي زاد من شكوك الناس، وبدأت اليوم حركة نزوح من الرقة المدينة باتجاه ريف الرقة الشرقي والغربي وباتجاه القرى التي لم تشهد أية غارات "والتي يعتقد المدنيون أنها اكثر أمناً من مركز المدينة" وبدأت بعض العائلات ببيع أثاثها المنزلي من أجل تأمين المال لمساعدتهم على النزوح والبعض منهم بدأ يستعد للنزوح نحو مناطق النظام كونها أكثر استقرارا ولأن النزوح تجاه الشمال مغلق بوجه المدنيين من قبل داعش ووحدات حماية الشعب الكردية.
من جهة أخرى، كانت حركة الأسواق في الرقة اليوم شبه اعتيادية، لكن حالة الخوف والحذر لا زالت مسيطرة على الأهالي، والحديث الذي يتهامس به المدنيون بالإضافة إلى أن داعش أعاد إطلاق يد عناصره تجاه المدنيين من جديد وعدم إبقاء الأمر فقط بجهاز "الحسبة" الأمر الذي شكل حالة من الضيق الكبير لديهم والبحث عن أي مخلص لهم من هذا الجحيم.
من جهة أخرى، شهدت مدينة الطبقة غربي الرقة حركة نزوح كبيرة للغاية باتجاه بلدة "الجرنية" 90 كم غرب شمال الرقة ومحيط "قلعة جعبر" 50 كم غربي الرقة على شاطئ بحيرة سد الفرات الشمالي وقرية "المحمودلي" في الريف الغربي بسبب حالة الخوف السائدة هنالك. يرافق ذلك ويعزز من تخوف الناس حركة الطيران الحربي الحثيثة فوق عموم محافظة الرقة وبطريقة غير مسبوقة بالإضافة إلى التحليق المستمر لطيران الاستطلاع الذي يكاد لا يغادر أجواء المدينة.
حركة النزوح من الرقة
وحول النزوح من الرقه المدينة، سجل مراسل الآن شهادتين لعائلتين، يقول "م. م" 31 عاما متزوج ولديه طفلين: "قمت اليوم بعرض أثاث منزلي للبيع لدى أحد أصحاب محال بيع الأثاث المستعمل وطلبت من صاحب المنزل الذي أسكنه تأمين مبلغ الرهينة التي كنت سابقا قد أعطيته له مقابل سكني بالمنزل، كل ذلك لتأمين أكبر قدر ممكن من المال لأني أفكر بالخروج من الرقة لمناطق سيطرة النظام وتحديداً مدينة حماة والتي لا أعرف أحدا بها، ولكني أعتقد أنها أكثر أمانا حاليا لأطفالي، ولذلك قمت بدفع مبلغ مالي من أجل التأكد من عدم وجود "فيش" لي على حواجز النظام وقام أحد الأشخاص بمساعدتي لرفع اسمي من المطلوبين للخدمة الاحتياطية" ويتابع: لم يعد لي القدرة على البقاء في الرقة ولقد جربت النزوح مسبقاً إلى ريف الرقة، لكن حال ريف الرقة ليس أكثر أمناً من المدينة، فالطيران الحربي يقصف هنا وهناك ومن المستحيل الخروج إلى الريف الشمالي وهو أصلاً غير آمن، لذلك فكرت بالذهاب إلى مناطق النظام لعلي أجد الأمان لعائلتي هناك".
ويقول "أبو عبد" 36 عاما: "اجتمعت العائلة يوم أمس وكلنا قررنا الخروج إلى مكان أكثر أمناً من الرقة، أمي قرر أخي اصطحابها معه إلى دمشق إلى منزل أختي المقيمة هنالك، وأنا سأخرج إلى ريف الرقة الشرقي، وأخي الآخر سيخرج إلى ريف المدينة القريبة بإحدى المزارع الخاصة التي يملكها أحد أصدقائه وقام بإعطائه غرفتين فيها من أجل الإقامة".
وعن سؤالنا له عن أسباب تفكيره بالنزوح، يقول: يوم أمس لأول مرة أجد عناصر داعش بحالة من التخبط والبعض منهم قال لي "وأنا سائق سيارة أجرة" أن الأيام القادمة ربما لن تكون جيدة على الرقة، وأن هنالك حالة من النفير لدى عناصر داعش، ناهيك عن حجم المضايقات اليومية من قبل داعش للناس وبات الجميع يتدخل بالحياة اليومية ولم يعد الأمر حكراً على "الحسبة" بل بات باستطاعة أي عنصر اعتقالك أو تفتيشك ناهيك عن الإعدامات التي ينفذونها والاتهامات المسبقة "تعاون مع التحالف"، يعني "بالعامية" داعش حالها بالرقة "الناس بالناس وداعش بطق النحاس" لهذا كله سأخرج مؤقتا الى الريف بانتظار ما تحمله الأيام.