أخبار الآن | تركيا – أنطاكيا (جمال الدين العبد الله)
لا يخفى على أحد أن "الاستقرار" أصبح حلماً يؤرق بال السوريين أينما حلّوا، سواء في الداخل المحرر؛ أو حتى في المهجر ودول الجوار، وذلك بسبب التخبط الكبير في القرارات الدولية الخاصة بالسوريين، وخصوصاً في تركيا، حيث يأمل العديد من اللاجئين السوريين الاستقرار في تركيا بشكل دائم، دونما منغّصات قد تعترض طريقهم.
بينما يُبدي البعض الآخر رغبته للخروج من تركيا نحو المهجر و"حلم اللجوء نحو أوروبا" الذي يصفه البعض بالحلم الذهبي، وخصوصاً بعد توقف رحلات الهجرة غير الشرعية بشكل شبه كامل عبر الطرق البحرية الخطيرة، والغموض حول التسجيل للهجرة إلى أوروبا.
الاستقرار في أنطاكية حلم بعض السوريين
لجأ العديد من السوريين نحو مدينة أنطاكية التركية -إقليم هاتاي- وذلك لقربه من الحدود السورية التركية بشكل كبير، وتماسه مع ريف محافظتي إدلب واللاذقية، المكوّن السكاني الأكبر للاجئين السوريين في هذا الإقليم، حيث لا تبعد الحدود عن مركز المدينة أكثر من ساعة ونصف.
ويرى "أبو مصطفى" أن الاستقرار في "إقليم هاتاي" قد يكون ممكناً مع الزمن: "إقليم هاتاي من أوائل المناطق التركية التي استقبلت اللاجئين السوريين وفتحت أبوابها لهم، وذلك بسبب تواجد صلات القربى بين السوريين والأتراك في هذه المنطقة بحكم الطبيعة الجغرافية والتاريخ المشترك للمنطقة مع الحدود السورية، ولا نشعر بالغربة كون معظم اللاجئين من المناطق الحدودية السورية".
يضيف أبو مصطفى: "سبب خروجي من سوريا هو القصف العنيف الذي هدم منزلي واستشهاد ابني في إحدى الغارات، وتقدم الحكومة التركية خدمات للاجئين السوريين كالطبابة والتعليم، مقارنة بما يقدمه لنا نظام الاسد من هدم المشافي والمدارس، لا أريد العودة إلى سوريا حاليا إلى أن تهدأ الأوضاع بشكل كامل، ومن يدري، قد نحصل على الجنسية التركية قبل أن تهدأ الأوضاع".
والهجرة أيضاً
حاول العديد من السوريين الهجرة نحو أوروبا، ولكن العديد من العوائق والعقبات وقفت في طريقهم، وأولها العائق المادي وليس أخيراً إيقاف الهجرة غير الشرعية بشكل شبه كامل، حيث لا يزال البعض يبحث جاهداً عن أي طريقة يغادر فيها تركيا صوب أوروبا.
بينما يرى "أبو حامد" أن مستقبل بناته الأربع، والتي لا يتجاوز عمر أكبرهن خمسة عشر عاما، مرهون بالهجرة بشكل نظامي: "لم أستطع التأقلم في هذا الوضع، أعمل يومياً لأكثر من اثنتي عشرة ساعة، لأصرف على بناتي وأمهنّ، وتأمين أجرة المنزل "غرفة واحدة"، وحين مرضي لا أحد يستطيع الوقوف معي في المصروف، وصاحب المنزل لا يقدر ظروفي".
يضيف "أبو حامد": "صديقي وعائلته سافروا نحو السويد منذ أكثر من ستة أشهر، يقومون بتعليمهم وتأمين السكن والطعام والحياة الكريمة، دون بذل مجهود كبير مثل الذي أبذله هنا، ربما لو استطعت التسجيل بشكل شرعي للهجرة نحو أوروبا، أؤمن مستقبل بناتي وعائلتي، وأضمن لهن حياة كريمة ريثما تتحرر سوريا ونعود إلى منازلنا".
يذكر أن العديد من اللاجئين السوريين في أنطاكية هاجروا نحو أوروبا بطرق غير شرعية، بينما ينتظر العديد فرصة مكاتب التسجيل على الهجرة بشكل شرعي، أو الاستقرار في تركيا وتأمين مستقبل واضح لهم.