أخبار الآن | دمشق – سوريا (جابر المر)

 

لم يكن وضعه أحسن من شقيقه مخيم اليرموك في يوم من الأيام، فمنذ اندلاع الثورة السورية والأسد يستهدف التجمعات الفلسطينية وخاصة الرئيسية منها "خان الشيح، واليرموك" ويحاول تشتيتهم داخل سوريا وخارجها، لكن مخيم خان الشيح الغائب عن الإعلام، والمنسي في طريق "القنيطرة" المقطوعة منذ أعوام، أقل أهمية استراتيجية لربما مقارنة مع اليرموك مفتاح العاصمة من جهة الجنوب، لكن ومع هذا الحال فإن الناس التي تعاني في المخيمين هي ذاتها والمعاناة واحدة بعد أن اعتمد الأسد أسلوب الحصار وقتل الناس جوعا.

الناشط "رامي العلي" يقول لأخبار الآن: "لقد قطعت قوات الجيش السوري طريق دروشا الرئيسي وطريق اللواء 68 وأوتوستراد السلام منذ أكثر من سنتين ولم يبق لنا إلا طريق "زاكية" والذي يجبرنا على الدوران معظم ريف دمشق الجنوبي ليصل البعض وليس الجميع إلى داخل العاصمة، فالجميع مطلوبون للأسد. وقد تتم تصفيتهم على الحواجز كما حصل مرارا، ومن ناحية أخرى فإن الخارجين من المخيم وغالبا ما يكونون من النساء لا يستطعن جلب شيء للمخيم فالحواجز إياها تمنعهم من إدخال أي شي معظم الأحيان".

أما الطريق الوحيد الذي يدخل البعض ويخرج منه اي طريق "زاكية" فهو معرّض دائما لرشقات الدوشكا والشيلكا، كما يستهدفه الطيران الحربي، وغالبا ما يتم القصف على السيارات الخارجة منه دون سبب أو إنذار، إنما رغبة بالانتقام من المدنيين الذين حرروا مناطقهم كما هي عادة النظام حين لا يقوى على الجيش الحر.

ومن الناحية الخدماتية، فإن مخيم خان الشيح محاصر ويمنع إدخال الأدوية إلى المستوصف الوحيد بداخله التابع لوكالة الغوث "الأونروا"، والتي لم تتمكن بحد ذاتها من إنقاذ المدنيين الذين باتوا يعانون من أبسط الأمراض لعدم وجود أدوية، ناهيك عن أن الكادر الصحي أصلا في خان الشيح تمت ملاحقته وتصفيته من قبل النظام بعدة طرق.

حصار متعدد

ومع أن هذا المدخل الوحيد للمخيم موجود، فإن المخيم بحكم المحاصر للأسباب التي ذكرناها إضافة لعدم وجود شبكة اتصالات هوائية أو أرضية داخل المخيم منذ أكثر من تسعة أشهر، أفران المخيم متوقفة عن العمل، والناس تأكل ما يتوافر لها من خبز "زاكية" القريبة والتي يمكن الحصول على الخبز منها بألف ويل وويل.

لا مياه في المخيم لأن نبع الماء الوحيد تم إغلاقه بنيران المدفعية والرشاشات، وخزان الماء الرئيسي تم قصفه أكثر من مرة، ولا يفوتنا ذكر إيقاف المناهل التي كانت تغذي هذا الخزان في منطقة الحسينية من قبل قوات الفوج 137 فخرج بذلك عن الخدمة.

هكذا يحيا مخيم خان الشيح منذ ثلاثة أعوام، لا ماء ولا خبز ولا كهرباء ولا اتصالات ولا كوادر طبية ولا أدوية والقصف يومي. وبناء على كل ذلك اطلق ناشطون الوسم #خان_الشيح_ يختنق ، علّ النداء يصل إلى أسماع العالم بعد أن تجاهلوه لمدة ثلاثة أعوام.