أخبار الآن | اللاذقية – سوريا (حلا محمد)
يعد الذهب من المعادن الثمينة والمهمة والتي تستخدم في الزينة، وفي مناسبات الزواج والخطبة، إلا أن الارتفاع الكبير في أسعار الذهب في مدينة اللاذقية، حال دون حركتي البيع والشراء لذلك المعدن الثمين، واستئثار المقبلين على الزواج باستبدال الذهب بمعادن أقل سعراً وتكلفة على الجيوب.
حيث اضطر العديد من الشباب إلى تأجيل عقد القران والزواج إلى حين نزول أسعار الذهب "والذي لا يلوح انخفاضه في الأفق"، فاضطر الشباب بالاستعانة بالذهب الروسي المنخفض الثمن أو الإكسسوارات النحاسية أو المعدنية الرخيصة المطلية بلون الذهب.
"أحمد" أحد الشباب الذين أرهقهم ارتفاع سعر الذهب وأثر سلباً على إقباله على الزواج، قال: "سعر الذهب يرتبط بالدولار ترابطاً وثيقاً، لا أستطيع الزواج في الوقت الحالي بسبب ارتفاعه الكبير، حيث يبلغ سعر أقل "محبس" للزواج مائة وخمسين ألفاً، وهو مبلغ ضخم جداً على شاب يعمل بخمسة وأربعين ألفاً في الشهر وهو ما يقارب الستين دولاراً أي أقل من ثلث سعر الخاتم".
ويضيف: "قد ألجأ مستقبلاً مع من أريد خطبتها عن الاستعاضة بالخاتم الذهبي بخاتم نحاسي أو حتى ذهب روسي، أو أحد الإكسسوارات المنتشرة على البسطات، ولكن المشكلة تكمن في مصاريف الزواج وتأمين استئجار منزل وشراء العفش والمستلزمات الأخرى".
الصاغة ومشاكل الأسعار
لا تتوقف المشاكل فقط على المواطنين الراغبين في شراء الذهب، بل تمتد أيضاً إلى إلى أصحاب الصاغة، حيث شهدت مدينة اللاذقية انخفاض حركة البيع والشراء، وأغلب رواد محلات الذهب فقط من أجل السؤال عن الأسعار، وتقييم القطع التي يمتلكونها.
وعند سؤالي بشكل غير مباشر لأحد محلات الصياغة في سوق الذهب عن أسعار الذهب، سألت الصائغ عن أوضاع السوق، فاجاب: "لم تشهد مدينة اللاذقية عبر تاريخها حركة انحطاط للسوق كاليوم، معظم الزبائن يتوقفون عند الواجهات الزجاجية للنظر إلى القطع المصوغة، والقليل منهم يدخل ليستفسر عن سعر تلك القطعة، ونسبة البيع منخفضة بشكل كبير، ويومياً بل وأحياناً كل بضع ساعات أقوم بالتعديل على لائحة الأسعار المتواجدة على الواجهة".
ويضيف الصائغ وهو يجري عملية حسابية عن سعر الذهب: "بلغ سعر الذهب اليوم 22500 ليرة، ومنذ قليل وصل إلى الثلاثة والعشرين، حيث يجعل خاتم الزواج حلماً لكل شاب او شابة، بعض الزبائن يبيع بعض مصوغاته الذهبية القديمة والتي اشتراها منذ عدة سنوات بعشرين ألفاً، يبيعها اليوم بمائتي ألف، والبعض الآخر يشتري بكل ما يملك من مال المصوغات الذهبية رغم سعرها المرتفع، لكنه أفضل بألف مرة من اختزان الليرة السورية".
حوادث السرقات تبلغ حداً خطيراً
بالمقابل، انتشرت ظاهرة سرقة الحلي الذهبية بشكل كبير في مدينة اللاذقية وذلك بعد انتشار ظاهرة البطالة، والتشبيح، وقلة فرص العمل، وخاصة للسيدات التي تتزين بالحلي الذهبية في الشوارع والأماكن العامة، دون اتخاذ أية احتياطات للسلامة.
"لبنى" إحدى طالبات جامعة تشرين، تخبرنا أثناء إحدى الجلسات في حديقة الجامعة عن إحدى حوادث السرقة التي وقعت بها، تقول "لبنى": "أثناء خروجي إلى الجامعة وفي زحام باصات النقل الداخلي على خط باص "الشيخ ضاهر- جامعة"، وطبعاً الواقفون أكثر من الجالسين، وفي ظل الزحام وعدم القدرة على الحركة أحسست بيد تمسك بيدي، وعند وصولي إلى موقف الجامعة ونزولي تفحصت يدي لأكتشف أن "البلاك- السوار الذهبي" الذي كان في يدي قد سُرق، لتنتابني نوبة من الضحك عندما يعرف السارق أنه سرق قطعةً من المعدن بلون ذهبي لا تساوي مائة ليرة سورية".
يذكر أن سعر الدولار الأميركي بلغ في مدينة اللاذقية الستمائة ليرة سورية مما أثر بشكل كبير على الوضع المعيشي في المدينة وارتفاع معظم الأسعار مع ثبات الراتب الشهري للموظفين.