أخبار الآن | أنطاكيا – تركيا (جمال الدين العبد الله)
مع لجوء العديد من السوريين نحو تركيا، انضم قسم كبير منهم إلى مخيمات اللاجئين التركية، والقسم الآخر آثر استئجار مسكنا وذلك لحرية الخروج والدخول وإنشاء عمل خاص بهم، وحرية التنقل والعمل.
ومع بداية انتقال السوريين نحو المحافظات التركية كانت الأجور ضعيفة إلى حد ما، كون المواطن التركي أراد مساعدة نظيره السوري اللاجئ، ولكون أجور المنازل في إقليم هاتاي – أنطاكية ضعيفة إلى حد ما قبل موجات هجرة السوريين.
"سليم" اللاجئ السوري في مدينة انطاكية يتحدث عن استئجار المنازل في تركيا في بداية نزوح السوريين، واختلافه عن الوقت الحالي: "مع نزوحي وعائلتي من مدينة اللاذقية وتحديداً عند اقتحام شبيحة النظام لحي "الرمل الفلسطيني" منذ خمسة سنوات، واجهتنا عدة صعوبات للانتقال نحو تركيا، واختيارنا لأنطاكيا كونها الأقرب للاذقية وريفها، بدأت بالبحث عن منزل للإيجار بمساعدة أحد أصدقائي وتم التواصل مع أحد الأتراك المتكلمين باللغة العربية، استقبلني وعائلتي وأضاف على المنزل بعض البطانيات والفرش الخفيف، وكان الآيجار لا يتجاوز الثلاثمائة وخمسين ليرة تركية شهرياً دون تأمين أو سمسرة".
يضيف سليم: "لم تتغير معاملة صاحب المنزل لي ومع أنني اقطن في المنزل منذ أكثر من خمسة سنوات، ولم يرتفع الإييجار الشهري ليرة واحدة، مع محاولة العديد من ضعاف النفوس للأسف بعرض مبلغ أكبر على صاحب المنزل ليطردني ويسكن مكاني، إلى أنه قابلهم بالرفض".
طلبات مرهقة .. بين التأمين والسمسرة
بينما يواجه العديد من اللاجئين صعوبة في الالتقاء مع أحد أصحاب المنازل بشكل مباشر، كون أن معظم الأتراك يُسلّم تأجير المنزل لمكتب تركي، والذي يستفرد بالكمسيون "السمسرة" ليُرهق جيب اللاجئ السوري، بالإضافة إلى مبلغ التأمين والذي غالباً يكون بموازاة أجار المنزل لمدة شهر.
"فادي" أحد السوريين الذين اضطروا إلى الاتفاق مع أحد السماسرة حول أحد المنازل، يقول "فادي": "منذ عامين قررت الانتقال نحو أنطاكية التركية، وتجهيز منزلا لعائلتي التي ستأتي إلى سوريا، وبعد البحث غير المجدي عن منزل بشكل مباشر دون سمسرة، اضطررت أخيراً للتواصل مع أحد المكاتب العقارية، الذي قام صاحبه بمرافقتي نحو أحد المنازل، والذي كان مناسباً جداً لي، ولكن المشكلة تكمن أن أجرته الشهرية خمسمائة ليرة تركية، وكذلك السمسرة والتأمين، بمجمل ألف وخمسمائة ليرة تركية".
ويكمل فادي: "وبدون أي عقد استلمت المنزل الذي فوجئت ببعض الأعطال الكهربائية فيه والتي لم أنتبه لها، وقمت بنقل الفرش إليه، ومع أولى الأمطار بدت المياه تتسرب من السقف والجدران؛ أي أنه غير قابل للسكن، راجعت المكتب ليرفض إعادة نقود السمسرة وأجرة الشهر، ليعيد لي بعد تهديده بالشرطة مبلغ التأمين الخمسمائة ليرة تركية".
سماسرة سوريون جوالون .. مهنة جديدة
ومع انتشار مهنة "السمسرة" المربحة في تركيا، عمل بعض السوريون في هذه المهنة والتي لا تتطلب إلا بعض الخبرة في التعامل، وبعض الاتصالات وزيارة المنازل المُراد تأجيرها، منهم من افتتح مكاتب عقارية بشكل مباشر، والبعض الآخر اتخذها كعمل ثانٍ له.
"أبو محمد" أحد السماسرة المتواجدين في مدينة أنطاكية، يقوم بمساعدة اللاجئين السوريين من خلال دكانه الواقعة في إحدى الأحياء الشعبية التي يقطنها السوريون، وقد علّق على واجهة دكانه ورقة كُتب عليها "بيوت للإيجار".
يقول أبو محمد: "يأتي العديد إلي لسؤالي عن منازل للإيجار، إلى أن قررت أن أقوم بعمل ثانوي في دكاني، فتحت دفتر لتسجيل طلبات المنازل بين المستأجر وصاحب المنزل، لأجمعهما وأدلهما، وما يأتيني من مال هو من طيب خاطرهما، بدون تحديد أي مبلغ، نحن في الغربة ويجب أن نساعد بعضنا البعض".
يذكر أن العديد من السوريين لجأوا نحو تركيا وخصوصاً بعد الحملات العسكرية على ريف اللاذقية وحلب والمناطق الأخرى، والذي اضطر اللاجئين إلى استئجار البيوت للسكن، مما ساهم في رفع أسعار الإيجارات في مدينة أنطاكيا التركية.