أخبار الآن | إسطنبول – تركيا (إيهاب بريمو)

احتفل العالم في الثالث من مايو/ أيار باليوم العالمي لحرية الصحافة، واتى الاحتفال كمناسبة للتعريف بانتهاكات حق الحرية في التعبير والتذكير بالعديد من الصحافيين الشجعان الذين آثروا الموت أو السجن في سبيل تزويدهم بالأخبار اليومية. وقد أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرًا وثقت فيه مقتل 558 إعلاميًا منذ آذار 2011، تزامنًا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة.

واستعرض التقرير أبرز الانتهاكات بحق الإعلاميين منذ بدء الاحتجاجات الشعبية، مسجلًا مقتل 481 ناشطًا إعلاميًا بينهم خمسة صحفيين أجانب وسيدة، على يد القوات الحكومية، بينما قتل 34 إعلاميًا تحت التعذيب.

القوات الروسية بدورها قتلت ستة إعلاميين، بينما قتل 34 آخرون على يد داعش، بينهم ثلاثة صحفيين أجانب وسيدة، وقتلت جبهة النصرة خمسة إعلاميين آخرين.

وبحسب تقرير الشبكة قتلت فصائل المعارضة المسلحة 18 إعلاميًا بينهم ثلاث سيدات. كما سجل التقرير مقتل إعلاميين اثنين على يد الوحدات الكردية، و12 إعلاميًا نسبها إلى جهات مجهولة.

حوادث الاختطاف

ووثق التقرير حوالي 1086 حالة ما بين اعتقال واختطاف منذ آذار 2011، كان منها 876 حالة على يد القوات الحكومية بينهم أربعة صحفيين أجانب، و65 حالة بينهم 14 صحفيًا أجنبيًا كان داعش مسؤولًا عنها.

بدورها اعتقلت جبهة النصرة أربعة صحفيين أجانب، وسجل التقرير حالة خطف واحدة أفرج عنها لاحقًا على يد "جند الأقصى"، كما وثق 47 حالة أخرى على يد المعارضة المسلحة، بينها خمسة صحفيين أجانب. وحدات حماية الشعب الكردية اعتقلت 34 شخصًا، فيما نسبت 30 حالة أخرى، بينها ثمانية صحفيين أجانب، إلى جهات مجهولة.

وعزت الشبكة تجاهلها حجب المواقع الإعلامية ومتطلبات الترخيص لممارسة الصحافة، إضافة إلى غياب وسائل إعلام بملكية مستقلة أو خاصة، رغم أهميتها، إلى أنها "لا تكاد تذكر مقارنة بما تقوم به الحكومة السورية من انتهاكات بحق الإعلاميين والصحفيين والحقوقيين".

وختمت الشبكة تقريرها مشيرة إلى ضرورة إجراء تحقيقات حول استهداف الإعلاميين بشكل خاص، وطالبت مجلس الأمن بالمساهمة في مكافحة سياسة الإفلات من العقاب عبر إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، موصيةً المؤسسات الإعلامية العربية والدولية بضرورة مناصرة زملائهم الإعلاميين عبر نشر تقارير دورية تسلط الضوء على معاناتهم اليومية وتخلد تضحياتهم.

صعوبات متعددة ومهام شائكة

يقول "محمد جمعة يوسف" مواطن صحفي من جسر الشغور: "كوني مواطنا صحفيا أعمل على نقل أحداث الثورة السورية للعالم، تعرضت والعديد ممن تطوعوا مثلي للمخاطر والسلبيات وأبرزها التضييق على العمل من قبل جهات مختلفة"،  وأضاف: عدم تقديم الحماية من قبل الفصائل المقاتلة يجعلك عرضة لأي عملية اختطاف من قبل جهات مجهولة، عدا عن القصف الذي يستهدف الطواقم والمتطوعين الذين يقومون بنقل الحدث للعالم بأبسط الإمكانيات.

مدير تنسيقية جسر الشغور "طارق عبد الحق" قال لأخبار الآن: "أبرز ما يعانيه المواطن الصحفي اليوم هو التخوين، حيث لا يستطيع العمل وتغطية وتصوير مكان الحدث لكي لا يتهم أنه يعطي إحداثيات القصف،  وعليه أخذ موافقة خطية من الفصيل المسيطر على المدينة التي يعمل بها وهو مهدد في كل دقيقة بالاعتقال والتهمة دائما جاهزة، لا يستطيع انتقاد أي خطأ لأنه لا يملك القوة وهو هدف سهل لكل من يريد النيل منه بالإضافة لضعف الامكانيات المادية والتقنية".

أما المواطن الصحفي "محمد الخطيب" المقيم حاليا في هولندا، فيقول: "بعد العديد من محاولات الخطف والاعتقال واستشهاد العديد من أصدقائي اضطررت للهجرة".