أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (جواد العربيني)
شن مقاتلو "فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" هجوما عنيفا على مقرات تابعة لـ "جيش الإسلام" في بلدات "زملكا" و"جسرين" و"مسرابا" و"حمورية" و"عين ترما" و"كفربطنا" في الغوطة الشرقية، إضافة الى حيي "القابون" و" تشرين" في العاصمة دمشق، وخلّف ذلك الهجوم اندلاع اشتباكات عنيفة وسقوط قتلى وجرحى في صفوف الفصائل المتقاتلة وحظر تجول واضح في شوارع الغوطة.
أسباب المعارك
القصة بدأت منذ محاولة اغتيال الشيخ "خالد طفور" عضو مجلس قيادة "فيلق الرحمن"، حيث تم القبض على منفذ عملية الاغتيال المدعو "عبد المحسن بدر الدين" الملقب بـ "أبو علي حزة"، حيث نشر "فيلق الرحمن" اعترافات المتهم بفيديو مصور جاء فيه: أنه يعمل ضمن كتيبة اغتيالات لجيش الإسلام يترأسه المدعو "أبو سفيان"، كما جاء في الفيديو اعتراف "أبو علي" باغتيال الشيخ "أبو أحمد عيون" إضافة لوجود عدة أسماء سيتم اغتيالها.
وبعيد نشر الفيديو طالب "فيلق الرحمن" و"جيش فسطاط المسلمين" جيش الإسلام بتسليم المتهمين بقضايا الاغتيال إلى لجنة قضائية مستقلة.
رد "جيش الإسلام" على اعترافات "أبو علي حزة" بالنفي عبر بيان قال فيه "إن المدعو أبو علي حزة قد تم طرده من جيش الإسلام منذ ثلاث سنوات وقد التحق بداعش وهو مطلوب لدى جيش الإسلام".
طبول الحرب الداخلية تقرع في الغوطة
حرب إعلامية توحي بقتال قادم عاشته الغوطة الشرقية منذ ثلاثة أسابيع، حيث كان التصعيد واضحا في بيانات "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" وتطوّر الأمر لمناوشات واشتباكات في عدة بلدات ليتطور الأمر الى اشتباكات هي الأعنف منذ الصباح، حيث انضم "جيش الفسطاط" إلى "فيلق الرحمن" في معاركه، واستخدمت الأطراف المتقاتلة الأسلحة الثقيلة وتركزت الاشتباكات في بلدات "زملكا" و"جسرين" و"مسرابا" و"حمورية" و"عين ترما" و"كفربطنا" و"القابون" و"حي تشرين"، حيث تم اقتحام مقرات تابعة لجيش الإسلام واعتقال قياديين وشرعيين، وقد اتهم جيش الإسلام فيلق الرحمن وجيش الفسطاط بمهاجمة قواته وهم ذاهبون إلى جبهات القتال مع قوات النظام وانتهاك حرمة المنازل داعين اللجان المدنية والقضاء والشرطة الى التدخل وإيقاف القتال تجنبا لوقوع ما لا تحمد عقباه.
وفي حديثه لأخبار الآن، قال "وسيم الخطيب" صحفي مستقل في الغوطة الشرقية: "ما يحصل اليوم في الغوطة الشرقية أمر خطير جدا ونتائج ستكون خطيرة إذا لم يتم وقف القتال، فتزامنا مع تلك الاشتباكات هنالك غارات وهجوم من قبل النظام جنوب الغوطة. النظام يتربص بأي خلل أو ضعف ليهاجم الغوطة ونحن نتيح له ذلك من خلال صراعات لن تقدم ولن تؤخر، الأفضل لنا اليوم هو إيجاد حل سريع وتقديم المتورطين في جيش الإسلام إلى لجنة قضائية مستقلة ومحاسبة من نفذ عمليات الاغتيال".
هذا ويشكل "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" قوة ضاربة في الغوطة الشرقية مع تفوق بسيط لجيش الإسلام، وقد شهد فيلق الرحمن تحت قيادة النقيب المنشق "عبد الناصر شمير" خلال الأسابيع الماضية انضمام الكثير من العناصر إلى صفوفه، ولاسيما في أحياء دمشق الشمالية ويحتوي الفصيل على عدد كبير من المنشقين عن صفوف قوات النظام ويرابط على مناطق واسعة من الغوطة الشرقية وأحياء "جوبر" و"القابون" و"تشرين "، وقد شكل الفصيلين درع حماية للغوطة الشرقية من قوات النظام طوال السنوات الماضية. وبعد اغتيال "زهران علوش" بدأت المشاكل والفتن تعصف بالطرفين ولاسيما بعد تشكيل "جيش فسطاط المسلمين" الذي يضم "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" و"فجر الأمة" حيث شهدت هذه الفصائل تقاربا كبيرا مع "فيلق الرحمن" وعقد صفقات تبادل أسرى مع النظام وقد أعلن "جيش الفسطاط" تأييده لـ "فيلق الرحمن" في أي خيار بعد بث اعترافات "أبو علي حزة".