أخبار الآن | درعا – سوريا – (خاص)

الثورة السلمية التي بدأها أبناء الشعب السوري سعيا إلى الحرية ورفع الظلم، جاء رد النظام عليها قاسيا بالقتل والتعذيب وإستخدام العنف المفرط، وهو مادفع اللآلاف إلى الإلتحاق في صفوف الجيش الحر. 

رائد الراضي كان منهم وعلى الرغم من فقدانه لإحدى أطرافه جراء المعارك, إلا أنه لم يفقد عزيمة القتال, فحلمه بوطن حر يسوده الأمان لم يتحقق بعد . 
قصة أبو حمزة في سياق التقرير التالي من درعا.

لعل الحرب سلبته أحد أطرافه, لكنها لم تستطع إخماد إصراره على متابعة الحياه كما أرادها, يجري ويلعب ويقاتل وكل ذلك من أجل مستقبل سوريا الجديد , هو أبو حمزة أحد عناصر الجيش السوري الحر بدرعا والذي إنشق عن قوات النظام ليحمل راية الثورة إلى جانب رفاقه, منحازا لشعب أراد يوما الحياة, ففقد قدمه اليسرى أثناء معركة ليست بالإولى ولا بالأخيرة ضد قوات الأسد في جنوبي البلاد.

لكن ورغم ذلك لا يزال حال هذا الشاب كحال كثيرين من شباب سوريا اليوم, منغمسا بقضية شعبه وحاملا حب وطنه بقلبه النابض ومرابطا على جبهات القتال بساق وقد فقد الإحساس بها منذ زمن.

يقول أبو حمزة " فقدت ساقي اليسرى أثناء إقتحام سجن درعا المركزي, كانت إصابة بليغة أدت إلى فقد الساق وإصابة اليد اليسرى مما أدى إلى عدم الإحساس بثلاثة أصابع ,كانت اليد متوقفة عن العمل والحمد لله اليد رجعت تتحرك بس ضل عندي عدم الإحساس بالأصابع وفتح بالمعدة, تعالجت وركبت طرف صناعي , وزاد إصراري إصرار على قتال هذا النظام الغاشم"

لم تمنع الإصابة أبو حمزة من إخفاء حبه للحياة, ولم ينسه السلاح إنسانيته ومدنيته, حتى وإن لم يستطع إكمال دراسته ليصبح محاميا يدافع أمام القاضي عن المظلومين, لكنه الآن يحاول أن يبني ذلك الحلم بهؤلاء الصغار والذي يرى من خلالهم مستقبلا لوطن جديد معافى يؤمن لهم حقهم بالحياة والتعليم ويحمي إنسانيتهم بعيدا عن ظلم التشدد وسطوة الطغاة.

يتابع أبو حمزة " هدفنا تحرير سوريا وإعمارها وليس كجيش بشار تدمير سوريا, إنت طالع بهالثورة إما رح تفقد عضو من جسدك وإما أسير وإما شهيد".

هو عشق للحرية والوطن إقترن بعقيدة صلبة جعلت منهم رجالا لا يعرف اليأس إليهم طريق, وأزال من سجلاتهم مصطلح الركوع والخوف والذي أنهك حياتهم على مدى أربعين عاما عجافا.