أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الأخبار)

 

انشق عدد من كبار قادة داعش في أفغانستان، وأعلنوا انضمامهم إلى طالبان، منهم عضو المجلس القضائي الأعلى لداعش، وأربعة من أمراء الولايات، فضلا عن قيادات أخرى في التنظيم.

وقال المنشقون في بيان إن انشقاقاهم جاء ردا على ما شاهدوه من تطرف داعش، فضلا عن تعطشه للدماء، ونهبه لأراضي وممتلكات الأفغان، وإتباعه نهج التكفير، ويرى محللون أن هذا الانشقاق لا ليس سوى خطة من داعش لإختراق التنظيمات المنافسة بينما يرى آخرون أنه حتى المنتمون لطالبان لم يستطيعوا تحمل داعش وجرائمها.

وبدأ الخطر يتهدد وجود التنظيمات المتطرفة ونفوذها في أفغانستان خاصة القاعدة وطالبان، بعد أن بدأ التنظيم يكثف وجوده بشكل مطرد في المنطقة.

وقد اعتمد داعش هيكلا تنظيميا فضفاضا في أفغانستان وباكستان، ووفر الأموال للجماعات المحلية وتبنى نهج المواجهة مع طالبان القاعدة في مسقط رأسهما. وكان هدفه بسيطا؛ استمالة المقاتلين المحليين الساخطين في محاولة لبناء النفوذ والسلطة بالمنطقة.

وفي تقرير رفعه إلى الكونغرس الأميركي، اعتبر البنتاغون في وقت سابق أن داعش بصدد القيام بحملة استطلاع أولية بأفغانستان تمهيدا لتوسيع أنشطته الإرهابية من خلال تجنيد مقاتلين جدد، لافتا إلى أن هذه الأنشطة تثير قلق حركة طالبان.

واعتبر البنتاغون أن داعش هو اليوم في "مرحلة استطلاع أولية" في أفغانستان، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة تقلق أيضا طالبان التي تتخوف من تمدد التنظيم المتطرف على حسابها. واضاف التقرير  أنّ بعض الأفراد الذين كانوا منضوين تحت رايات جماعات إسلامية متطرفة أخرى غيروا تسميتهم إلى "ولاية خراسان"، ولكن هذا "التغيير في هو على الأرجح جهد هدفه الحصول على اهتمام إعلامي وتمويلي وتجنيدي.

ومع تنامي خطر داعش، باتت طالبان تدرك قيمة الدعم الذي يمكن أن تحصُل عليه من دول الجوار والقوى الخارجية المعنية بالصراع في البلاد إذا ما أحسنت استغلال الفرصة. وعلى الأرجح سوف تستمرّ في محاولة الاستفادة من تهديد داعش لتعزيز موقفها الاستراتيجي بين هذه القوى. في حين تشعر الحكومة الأفغانية بالفزع بشكل متزايد، جراء عدوان داعش على البلاد.

وعلى الرغم من أنّ ظهور داعش في أفغانستان يُشكّل تهديدا كبيرا لطالبان، إلاّ أنه يمثل كذلك، وفق ما ذهبت إليه دراسة معهد ستراتفور، فرصة للرفع من مكانتها إذا ما استجابت لرد فعل القوى الكبرى المجاورة والأجنبية، واستخدمت موقفها، كجماعة أبدى الجميع استعدادهم للتفاوض معها، لإنشاء خطّ دفاع رئيسي ضد داعش.

ولا شكّ في كون الحركة قادرة على الاستفادة من صعود نجم داعش لكسب المزيد من الدعم الإيراني تحديدا. حيث أفاد تقرير صادر بتاريخ 11 يونيو المنصرم  بصحيفة "وول ستريت جورنال"، بـ"أنّ إيران زادت من دعمها لطالبان"
.
ويبدو أن تنامي الدعم الإيراني الذي تضمن نقل قذائف الهاون والأسلحة الصغيرة والأموال، قد تزامن في جزء منه مع الوجود المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان ونجاحه في اصطياد المقاتلين المنشقين عن طالبان، من خلال تقديم رواتب أفضل.

وفي ظلّ تطلّع التنظيم إلى ترسيخ وجوده في المنطقة من جهة، وإصرار طالبان على مواجهته من جهة ثانية، من المرجح أن تستمر المعارك بينها في ظل تضارب الحسابات.

ويضيف باحثون، أنه على غرار ما حصل مع القاعدة، فإنّ كل جماعة متطرفة يأفل نجمها بمجرد ظهور جماعة أخرى تكون أكثر وحشية وأكثر جاذبية للشباب المجندين الذين تتم غوايتهم عن طريق الداعية الإلكترونية، ويفتنون بفكرها، ويحرصون على القتال والموت من أجلها. وبالتأكيد سوف يلاقي داعش نفس المصير، هذا إن لم تتم هزيمته بالفعل قبل أن يحدث ذلك، وفق تعبيره.

لكن إلى حدّ الآن، تشير العديد من التقارير إلى أن داعش مازال ينشط، وسيواصل على الأرجح محاولاته الرامية إلى تعزيز وجوده في أفغانستان خلال العام المقبل وسيسعى إلى منافسة طالبان وجماعات متمردة أخرى.