أخبار الآن | المفرق – الأردن – (رويترز)
يمضي لاجئون سوريون صغار وقتهم بعد العودة من مدارسهم في مدرسة سيرك بمخيم الزعتري للاجئين في الأردن حيث يلعبون ويمرحون وهم يضعون شعرا مستعارا ملونا وملابس زاهية.
ويوفر المخيم -الذي يقع على بعد نحو 15 كيلومترا من حدود الأردن مع سوريا- مأوى لأكثر من 85 ألف لاجئ سوري فروا من بلادهم منذ أكثر من خمس سنوات. وجاء إنشاء مدرسة السيرك بتمويل من وزارة الخارجية الفنلندية في إطار برامج البعثة الفنلندية للإغاثة.
ويرى كثيرون -لاسيما المراهقون وصغار السن- أن الحياة في منطقة صحراوية مترامية الأطراف تدعو للملل. ولهذا السبب تأسست مدرسة السيرك في عام 2013 على أمل رسم بسمة على وجوه اللاجئين.
وقال متطوع يدعى بشار الطاهر وهو قائد فريق المخيمات بالمنظمة الفنلندية للإغاثة "فكرة السيرك طبعا ايجت عن طريق هي مبادرة من منظمة إف.سي.أيه المنظمة الفنلندية. هي بتفيد من أكثر من ناحية. ما بتكونش على بس تحكي أنت إنه دعم من ناحية نشاط أو لعبة أو هاي. هي بتيجي على دعم نفسي. بتعلم التعاون بيناتهم. بتعلمهم على الصبر، الاحترام، الثقة. لما يكونوا بيشتغلوا مع بعض بأكثر من إشي. ببرنامج بيعتمد على أكثر من واحد بيكون هذا إشي له دخل بالثقة برضه (أيضا)."
وعند تأسيسها كانت مدرسة السيرك تتخذ من خيمة صغيرة مقرا لها لاسيما وأن عدد طلابها كان محدودا جدا. وبعد ذلك انتقلت إلى قاعة كبيرة خالية وأصبحت مكانا جاذبا لكثيرين في المخيم. ويوضح الطاهر أن المدرسة تضم حاليا 60 فتاة و140 فتى من الطلاب المنتظمين المسجلين فيها.
وأوضح لاجئ سوري من درعا يدعى باسل الشحمة يتعلم حاليا في مدرسة السيرك أنه لم ير سيركا في حياته قبل أن يأتي إلى سيرك مخيم الزعتري الذي يعيش فيه منذ 2014، وقال الشحمة "أول إشي أول ما أجيت على المخيم ما كنت أعرف كثير شغلات هون. بس عرفت لما تعرفت على أصحابي وصرت أروح أنا وإياهم حكوا لي ليش ما نيجي على السيرك. ما كنت أعرف شو هو السيرك أصلاً. فوراً أجيت بدي أتعلم على السيرك وعجبتني الشغلة. شي حلو فيها العجلة الواحدة، نمشي على عجلة واحدة، بسكليت. فيها نمشي على العصي. وفيها نلعب ثلاث طابات (كرات) وأربع طابات وخمس طابات. وعجبتني هاي الشغلة. أكثر شي حبيته وجذبني إله هو المهرج. اللي فينه يبسط كل العالم (الناس)."
ورُقي مشاركون آخرون في مدرسة السيرك من طلاب إلى مُدربين. من هؤلاء اللاجئة السورية منى التي قالت إنها تسعد بلعب دور في رفع معنويات لاجئين آخرين. وأضافت منى "بديت طالبة وأصبحت بعدين مُدربة وبعدين صرت أدرب البنات. أي بنت من عمر ١٤ وما فوق بتيجي لعندنا بترفه عن نفسها. بتغير جو. بتكتسب مثلا أصدقاء.. مهارة كمان. وبتغير من نفسيتها. فيه أحيانا بييجو ناس مكتئبين يعني بيغيرو من نفسيتهن."
وتنظم مدرسة السيرك فصولا دراسية مرة واحدة أسبوعيا ..حصة أو جلسة للبنات صباحا وأخرى للفتيان بعد الظهر. وقالت لاجئة سورية تشارك في حصص مدرسة السيرك منذ عامين وتُدعى فاطمة الحريري إن هذه الحصص أو الجلسات تمثل تتويجا لعملهم. وأضافت "أكثر شي إنه ضحكة الصغار تلاقيها..وبتغير النفسيات اللي كنا فيها بسوريا."
وفر من سوريا أكثر من 3.8 مليون شخص منذ 2011 عندما تفجرت الانتفاضة على بشار الأسد. ويستضيف الأردن حاليا ما يزيد على 1.4 مليون لاجئ سوري يعيش معظمهم في مناطق حضرية ونحو 100 ألف في مخيمات.