أخبار الآن | دمشق – سوريا (جابر المر)

لا يخفى على أحد أنه منذ بداية الثورة السورية وإيران تدعم نظام الأسد، إلا أن الدعم المتعدد النواحي حتى العسكرية منها لم يدفع بإيران للزجّ بجيشها النظامي في المواجهة، وهذا ما يخشاه جميع السوريين اليوم، وما يشعل النقاش في الموضوع الحالي، هو التصريح الأخير لقائد القوات البرية في الجيش الإيراني.

إرسال وحدات عسكرية نظامية

كشف نائب قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، اللواء "علي آراستة"، عن إرسال مستشارين عسكريين وقوات خاصة من الفرقة 65، للمشاركة في العمليات العسكرية في سوريا. ونقلت وكالة "تسنيم"، التابعة للحرس الثوري، عن آراستة، قوله إن القوات الخاصة ليست الوحيدة في سوريا، وإن المستشارين العسكريين يتواجدون هناك، وإن قوات أخرى ستلتحق بهم أيضا. وتابع آراستة: "نحاول تجهيز الفرقة 23 للمركبات القتالية في الجيش الإيراني للالتحاق بالفرقة 65 الكوماندوز في سوريا".

وهذه المرة الأولى التي يصرح فيها مسؤول عسكري رسمي إيراني عن "إرسال الجيش قوات قتالية من فرقة الكوماندوز إلى سوريا" ما يعكس تحديا إيرانيا واضحا للمجتمع الدولي حيث تؤكد إيران على أنها ما زالت متمسكة بالحل العسكري في سوريا". في الوقت الذي يعمل المجتمع الدولي فيه على إيجاد مخرج سياسي لسوريا التي باتت مآساتها تؤثر على العالم برمته، لهذه الأسباب خرج الروس من سوريا، لا لكي يأتي الإيرانيون من خلفهم وكأن شيئا لم يكن.

مخاوف السوريين

يرتعب المواطن السوري الذي يسعى وراء قوت يومه من أخبار كهذه، والسبب ببساطة أنه ما خبر من الإيرانيين إلا ميليشياتهم التي أقامت المجزرة تلو المجزرة في البلاد، ولم تراعي حرمة ولا ذمة في أهلها، وبعد أن بات الأسد يستجدي الاحتلال خلف الاحتلال بات المواطن السوري يفضل أهون السوء، فالروس كانوا على الأقل يعيشون في ثكناتهم بالدرجة الأولى، ويدخلون المعارك من ناحية علمية عسكرية، بالاعتماد على القوة المفطرة وخدمة روسيا.

بالنسبة للإيرانيين فالوضع مختلف، فالجيش الإيراني هو جيش طائفي بامتياز، وأشد وطأة وإجراما من جيش الأسد، وإن دخل المعركة فسيكون هناك دماء لم يرق مثلها إلى الآن في سوريا، في الوقت الذي بات المواطن يحتمل معه أسوء أنواع العيش على الكوكب أملا بحل سياسي ينهي المهزلة في مناطق سيطرة النظام.

"ج. أ" مدرس في دمشق يقول ردا على هذا الخبر: "ما عرفنا في الأيام الفائتة بطشا كما سنعرف في قادم الأيام إن صحت أخبار الدخول الإيراني العسكري الرسمي، نحن ننتظر أن تهدأ الأمور ويصل المجتمعون بجنيف إلى حل، لكن تصريحات كهذه تفقدنا الأمل بغد أفضل".

"صفوان فوازة" مقاتل في الجيش الحر في ريف دمشق يقول: "هل يظن العالم حقا أن مفاوضات جنيف ستنجح طالما الأسد في السلطة، هل يظنونا معتوهين كي نصدق هذا الكلام، أكثر من خمسة أعوام والأسد يكذب ويحرج أصدقاؤه قبل خصومه ويكسب الوقت الذي يضربنا خلاله بالطائرات، خرج الروس من سوريا والأسد لم تفرق معه الأمور شيئا لأن الجيش الروسي الذي خرج سيعوضه الأسد بالجيش الإيراني، وطالما وجد من يقاتل معه فلن يوقف الحرب أحد من جانب النظام، وبالنسبة لي سأبقى أقاتل مع الجيش الحر، حتى ننال حريتنا، آمل أن ننالها بأقل الخسائر ولكن لاشيء ينبئ بذلك للأسف".

بين الروس والإيرانيين والأفغان واللبنانيين والعراقيين وكل مرتزقة الأرض، يضيع الأسد هيبته وهيبة بلاده، ويجلب القاصي والداني ليقضي على شعبه، لكن الجميع يعلم أنه كلما زاد بطشه وعدوانه كلما باتت علامات النزع الأخير أوضح على وجهه.