أخبار الآن | طرطوس – سوريا (سمارة علي)

بعد سحب وزارة الدفاع التابعة للنظام معظم الحواجز والنقاط العسكرية من محيط محافظة طرطوس، وتوجيهها إلى نقاط الاشتباك في تدمر والقريتين وبعض المناطق في ريف حمص على وجه التحديد، نتيجة النقص الكبير في صفوفها، والتي كانت تشكل طوقاً أمنياً يصعب اختراقه؛ سادت حال من الفوضى في المدينة ونواحيها، وهي نفسها التي تُعَد خزاناً بشريا للميليشيات التي تساند النظام في حربه على الشعب.

ناحية "صافيتا" التابعة لمحافظة طرطوس، بدأت تشهد مؤخراً عدة أعمال فوضوية، منها إطلاق الرصاص في وقت متأخر من الليل دون سبب وعمليات سرقة لبعض المنازل المتطرفة وأهمها حادثة قتل الشاب "فداء العلي" المنحدر من قرية " بشريتي" قضاء صافيتا.

جريمة مروعة وتعتيم إعلامي

وجدت جثة الشاب فداء مرمية بالقرب من حاجز "البيرة" الذي يتبع للشبيحة في ريف طرطوس بالقرب من صافيتا، وكان قد تعرض لطلق ناري بالقرب من القلب تسببت بوفاته على الحال، حيث كان يستقل سيارة، بحسب شهود عيان، وكان لهذه الحادثة أثرا كبيرا لدى سكان المنطقة الذين لم يعتادوا على حوادث مشابهة.

وسائل إعلام النظام أغفلت الحادثة، كما أغفلت نبأ اغتيال ضابط برتبة "نقيب" في مدينة طرطوس الشهر الفائت، لكن بعض الصفحات الموالية تناولت الخبر ونقلت إفادة أم القتيل وكانت كما يلي: "لا نعلم ما الذنب الذي اقترفه ولدي كي يقتل بهذه الطريقة ويفارق طفلتيه، فهو تاجر بسيط يجوب القرى المجاورة ليؤمن حاجات أسرته، إن مقتل فداء نتيجة الفلتان الأمني بالمنطقة، وهذا ما سيكون له تبعات".

التخمينات الأولية تشير إلى أن فداء قتل، بعد أن تعرض للخطف والسلب، حيث كان بحوزته نقودا و هاتفا محمولا، بالإضافة للسيارة التي كانت تقله، وقد وجدت مؤخرا بالقرب من منطقة "دريكيش" بنفس المنطقة.

مشاجرات وملاه ليلية

أما في مدينة صافيتا، فقد انتهت لعبة القمار بين أشخاص في أحد الملاهي الليلية بمشاجرة كبيرة، استخدم فيها الطرفان السكاكين وتطورت حتى تشاجر أقارب الشخصين المقتولين،  فأصيب أكثر من أربعة أشخاص بعضهم بجروح بليغة، وتناقلت صفحات موالية مقتل شخص في تلك الحادثة. وتعتبر هذه الحالة هي الأولى في هذه المدينة، التي تعتبر من أهدأ المناطق في ريف طرطوس.

الحادثتين المذكورتين وقبلهما مقتل ضابط في مدينة طرطوس، أثارت موجة غضب في نفوس الطرطوسيين، حيث بدأ كثيرون بانتقاد النظام وانشغاله بالحرب وعدم مبالاته في أمن المناطق التي تسانده في الحرب نفسها، وتعالت وتيرة الانتقاد على حسابات بعض الأشخاص في فيسبوك وحتى في الشوارع.

"يامن" مواطن، يقول: "إن ما تشهده المحافظة من ارتفاع نسبة الجريمة هو نتيجة إهمال المؤسسات الأمنية للوضع في طرطوس وأريافها، وأنا متأكد أننا سنشهد جرائم أخرى، ومن هنا نستنتج أن الجريمة كانت موجودة بيننا، وعندما انسحبت بعض النقاط الأمنية تكشفت وما يزيد الطينَ بِلَّة أنه ما من مكترث لذلكن فالحرب تدور في جانب والجريمة في مناطقنا في جانب، لكن أعين الحكومة تبصر إلى الحرب".

تكرار حوادث القتل في طرطوس وريفها، دفع أهالي المدينة للحد من التنقل وساعات السهر ليلاً، حيث لوحظ انخفاض عدد الأشخاص الذين يتنقلون ليلاً في المدينة بعد الساعة الحادية عشرة، أما بالنسبة للريف فتنعدم الحركة بعد الساعة التاسعة في أغلب الطرق والمناطق.