أخبار الآن | ريف حمص – سوريا (رواد حيدر)
بعد أن بسطت قوات النظام سيطرتها على مدينة "تدمر" مطلع الأسبوع الماضي، تحت غطاء جوي روسي، عادت الأنظار نحو بلدة "القريتين" التي باتت آخر معاقل داعش قرب القلمون، وخاصة أن المنسحبين من تدمر توجهوا نحو منطقة "المحسة" جنوب شرق المدينة.
"القريتين" الواقعة جنوب شرق حمص 85 كم، سيطر عليها داعش في الخامس من آب العام الماضي؛ تمتاز بموقعها الجغرافي "الاستراتيجي" الذي يربط تدمر بالقلمون الشرقي ومنه نحو الغرب حيث تقع مدينة قارة الخزان البشري لحزب الله في المنطقة.
تعزيزات عسكرية وتقدم للنظام
تضاعفت وتيرة الاشتباكات بين داعش وقوات النظام قرب القريتين في اليومين الماضيين، سعياً من النظام للسيطرة على المدينة حتى لو اضطر لزج كامل ترسانته العسكرية في هذه المعركة، ويظهر هذا جلياً بحجم الغارات التي تشنها الطائرات الحربية الروسية على المنطقة والتعزيزات التي تُساق إلى تلك الجبهات.
الناشط "مصطفى الحمصي" قال إن النظام استقدم أمس تعزيزات ضخمة من الفرقة الرابعة إلى المنطقة، ناهيك عن إعادة نشر أجزاء من الألوية 43 و63 و64، ذلك عدا ميليشيات الدفاع الوطني كصقور الصحراء ودرع القلمون المشاركة في تلك المعارك منذ بدايتها.
وأضاف "الحمصي" أن قوات النظام" "سيطرت على بعض النقاط والتلال غرب المدينة، مثل النقطة 861 وجبال الرميلة وجبيل والتلال السود والراقم وحزم الغربيات، وتستمر بالتقدم نحو جبل شريفة لتصل بذلك إلى مشارف المدينة"، مشيراً أن "الطائرات التي دمرت مدينة تدمر انتقلت لتُدمر ما بقي من القريتين.
لكن تقدم قوات النظام في المنطقة لم يكن بالمجان على ما يبدو، إذ تحدث ناشطون أن النظام خسر العديد من عناصره وآلياته في اليومين الماضيين، حيث قتل 31 عنصراً من النظام بعد تسلل عدد من مقاتلي داعش إلى محيط جبل جبيل، كما استطاعوا تدمير دبابة ومدفع فوزديكا.
حصار داعش في القلمون
يرى مراقبون أن سيطرة النظام على القريتين "إذا ما تمت" ستكون بمثابة صفعة ثانية لداعش بعد تلك التي تلقاها عقب خسارته لتدمر، إذ أنه سوف يُحاصر في بقعة جغرفية ضيقة بالقلمون الشرقي، وستُغلق جميع الطرق فيه وجهه، تلك التي تغنى بها على مدار العامين الماضيين، واستعملها في حصار المدنيين بالضمير وجيرود والرحيبة.
رؤيةٌ أيدها الناشط الإعلامي "حسن الأسعد" قائلاً: "داعش سوف يُحصر في مناطق متفرقة صغيرة نسبياً هي المحسة والمنقورة وجبل الضبع، إضافة لجزء من سلسلة الأفاعي التي يسيطر الجيش الحر على المساحة الأكبر منها".
وأضاف: "سقوط القريتين لن يأتي بالعواقب على داعش فقط، بل أن مدن القلمون الشرقي سوف تختنق بالكامل، إذ أن النظام سيصل إلى الجهة "الشرقية" ويطبق الحصار على المنطقة التي يرصد حالياً جهاتها الثلاث " شمال- جنوب- غرب".
وفي سؤال حول قدرة داعش مهاجمة مدن القلمون الشرقي في المرحلة القادمة قال "الأسعد" أن الأيام القادمة ستكون الأسوأ على داعش، ولن يستطيع شن أي هجوم، فقد سبق وفشل في محاولاته العام الماضي "حين كان في كامل قوته" عندما شن هجوماً على الثوار في البترا "واجهة لمدينتي جيرود والرحيبة" وتكبد خسائر كبيرة في العدد والعتاد.