أخبار الآن | إسطنبول – تركيا (جابر المر)

بعد أن تجاوز سعر الدولار 530 ل.س في مناطق سيطرته، بات النظام بحاجة ماسة إلى العملة الصعبة في خزائن دولته، ليمنع التدهور الحاصل في الليرة السورية والذي سيقوده للإفلاس خلال فترة وشيكة، لذا فقد بدأ النظام يلجأ إلى التعاملات الحكومية التي يدفع المواطن فيها بالعملة الصعبة ليصحح ولو القليل من أمور خزينته.

تجديد الجوازات للمغتربين

أصدرت وزارة الداخلية في حكومة النظام قرارا بمنح المغتربين السوريين جوازات سفر لمدة ست سنوات بعدما كانت المدة سنتين فقط، على أن يستثنى من القرار الأشخاص المطلوبين أمنياً ومن لم يخدم في جيش النظام، هؤلاء بإمكانهم استصدار جواز سفر لمدة سنتين فقط قابلة للتجديد.

وذكرت صحيفة الوطن الموالية للنظام، أن القرار رقم /687/ نصّ على أنه من يريد الحصول على جواز سفر عليه دفع 400 دولار لمدة ست سنوات، في حين تجديده كان يكلف قبل القرار 200 دولارا فقط، وفي السياق ذاته حدد الموقع الرسمي لوزارة الخارجية والمغتربين في حكومة النظام، الفئات التي تستطيع الحصول على جواز سفر بالمدة الكاملة "6 سنوات" هم من "أدّى خدمة العلم، أو دفع البدل النقدي، والمعفى بصفته وحيداً، إضافةً إلى الأشخاص الذين تجاوزوا سن 42 عاما" كما يمكن للإناث، والأطفال دون الحادية عشرة من العمر، والطلاب الذين يدرسون خارج البلاد، الحصول على الجواز بنفس المدة. أما المكلفون بالخدمة الإلزامية، فيمنحون جوازاً لمدة عامين، يكون قابلاً للتجديد مرتين، كل منهما عامان أيضاً.

أوراق النظام تفقد منطقيتها

يعتبر مبدأ جواز السفر في كل دول العالم، هو أن تمنح الحكومة الموجودة أوراقا تثبت شخصية مواطنها وتثبت أحقيته بالسفر في حال لم يقم بأية جرائم، وأنه غير ملتزم تجاه دولته بأية واجبات تحتم عليه البقاء في البلاد خلال فترة صلاحية جواز السفر، أما بالنسبة للنظام السوري فهي ورقة يمكن الاتجار بها، بعد أن بات لا يعلم عن حال أغلب مواطنيه الذين يقصفهم شيئا، وفقد معظم أراضي الدولة، وبات على أعتاب الإفلاس، فالمطلوب للدولة يستطيع تجديد جواز سفره فيها على الرغم من أن الدولة نفسها تعامله معاملة "إرهابي"، لكن "الإرهابي" حسب تعريف النظام السوري لا مشكلة من منحه جواز سفر إذا كان المقابل 400 دولارا فقط، بهذا الرخص بات النظام السوري يبيع مبادئه ليثبت للعالم بعد سنوات من إثباته للسوريين أنه لا مبادئ لديه بعيدا عن خشبات الكرسي.

من المستفيد؟

أراح القرار العديد من السوريين الذين يعيشون في تركيا وفي لبنان وفي الأردن بطريقة غير مشروعة بسبب انتهاء صلاحية جوازات سفرهم، في الوقت الذي تعقّد قنصليات النظام في هذه الدول موضوع تجديد الجواز، ففي تركيا على سبيل المثال يحتاج المواطن السوري إلى حجز موعد قبل 6 أشهر من الموعد الذي يريد فيه أن يجدد جوازه، أو عليه أن يدفع لسماسرة القنصلية مبالغ طائلة كي يحصل على موعد قريب.

"عادل عياش" لاجئ سوري في لبنان: "بت محبوسا في لبنان بسبب عدم تمكني من تجديد الجواز، اليوم شحادة النظام العلنية ورغبته بالنقود تعطينا نصيبا من أن نجدد جوازات سفرنا لديه بـ 400 دولارا فقط، وننساه لمدة 6 سنوات".

"خولة عبود" لاجئة سورية في تركيا: "لن أدفع 400 دولارا أمريكيا للنظام ليصنع بها برميلا يلقيه على أهلي، حتى لو أمضيت عمري دون جواز سفر".

النظام الذي اعتاد أن يضع مواطنيه في تناقضات وأسئلة حياتية وأخلاقية أكثر مما يريحهم، بات اليوم يتاجر بحقوقهم المدنية في عصر بات المواطن في العالم لا يفكر بكيفية استصدار جواز سفره لأنه الحق الذي تعطيه كل الحكومات لمواطنيها دون تفكير.