أخبار الآن | الرقة – سوريا (رشيد الحمد)
تستمر عبثية القرارات التي يصدرها داعش بحق أهالي الرقة يوميا، ويخترع كل يوم طريقة جديدة في فرض حصار خانق على الأهالي العزل، ولم يكن الأمر الذي وزع يوم أمس على كل "دواوين الحسبة" بعدم إعطاء إذن سفر للمسيحيين أو الأرمن تحت أية ذريعة كانت، بل وتحديد أماكن إقامتهم وتوثيقها يوميا. ومن القرارات العبثية أيضا تخفيض رواتب عمال الإطفاء والدفاع المدني إلى 10000 ليرة سورية شهريا، أي ما يعادل 18 دولار حسب سعر الصرف ما حدا بأغلبية العاملين بهذا القطاع بالامتناع عن الذهاب إلى أعمالهم، مما شكل شللا بهذا القطاع في المدينة التي تحتاج إلى جهد مضاعف من هؤلاء بعد حركة النزوح الهائلة لسكان "تدمر" و"السخنة" في ريف حمص الشرقي إليها، في ظل غياب تام للمنظمات الإغاثية وبعد كفّ داعش عن مد العون لأية عائلة وافدة أو نازحة.
وفي سياق متصل، وصل سعر صرف الدولار إلى 539، أما أسعار المواد الغذائية فكان: "أرز 650، سكر 525، شاي 2800، بندورة 500، فروج حي 1250، بصل 300، برغل 250، بطاطا 210، لحم 2650.
واضطر أرباب العائلات النازحة إلى اقتحام المدارس الخاوية أصلا وإسكان عائلاتهم حيث يقوم عناصر داعش بتقريعهم على تخليهم عن مدينتهم واللجوء للرقة. وإثر مشادة كلامية مع دورية للحسبة في مدرسة "نسيبة" عن الاختلاط بين العائلات، قام عناصر الحسبة باعتقال 6 أشخاص بحجة التطاول على المجاهدين الذين تركوا المدينة كاملة تعاني من العطش منذ مساء البارحة دون معرفة سبب انقطاع المياه، وفرضوا قانونا جديدا لتقنين الكهرباء على الشبكة العامة فأصبحت من الثانية بعد الظهر إلى الخامسة ومن الثامنة مساء الى الحادية عشر ليلا.
داعش يعتقل 13 من عناصره ويعدم أحد النازحين
وفيما يشابه سيناريو تسليم "تل أبيض" حين قام داعش في شهر حزيران 2015 باعتقال 45 من مقاتليه في تل أبيض إثر احتجاجهم على تسليم المدينة وقتها؛ قام داعش يوم أمس باعتقال 13 عنصرا من "لواء داوود" إثر احتجاجهم العلني على ما سموه "تقاعس القادة عن الجهاد وركونهم لرغد العيش في الرقة" وأمرهم بالانسحاب من تدمر وتسليمها للنظام.
وأيضا قام عناصر داعش ظهر أمس بقتل الشاب "حميد مهنا" 27 عاما، من ريف رأس العين والنازح إلى الرقة إثر مشادة مع ديوان الحسبة حول لباس زوجته، حيث خاطبهم: "اتقوا الله بنا، النظام يضربكم هناك وأنتم تلاحقون النساء" فقاموا بإطلاق أكثر من عشر رصاصات عليه من قبل "أبو الهزبر" التونسي بشكل مباشر، وتم تسليم الجثة لأهله وتم دفنه اليوم في قرية "المبروكات" في ريف رأس العين الغربي.
ويسحب عناصره المهاجرين من المواجهات
أما في الريف الشمالي، وحسب الناشط الميداني "يزن العبدالله" فإن هناك خوفا واضحا لدى عناصر داعش من تحضيرات "قوات سوريا الديمقراطية" وعزز هذا الخوف، كما يقول يزن، سحب داعش لأغلب المهاجرين من الجبهة الشمالية والإبقاء على أبناء المنطقة وأغلبهم صغار السن ولا يملكون أية خبرة قتالية، ولوحظ أيضا، وحسب شهود عيان محليين، سحب داعش لأغلب السلاح الثقيل والمتوسط من الجبهة الشمالية باتجاه الرقة المدينة.
وفي الريف الشمالي أيضا، لوحظ باليومين الأخيرين وصول شحنات كبيرة من الأسلحة والذخيرة إلى تل أبيض من القامشلي وتوجيهها باتجاه عين العرب، فيما تداولت أنباء عن اقتراب معركة كبيرة، حسب الناشط يزن العبدالله، ربما تكون معركة "جرابلس" أو "منبج" أو "تل أبيض"؛ التي استبدلت بها "الوحدات الكردية" رئيس مجلس الأعيان "منصور السلوم" بشخصية عربية تدعى "حمدان العبد"، وهو سجين خرج من السجن إبان تحرير الرقة من النظام، وكان قد سجن بعد أن تسبب بجريمة قتل راح ضحيتها خمسة أشخاص؛ قام هو نفسه بقتل شخص واحد منهم.
وبما أن الموت يلاحق أهل الرقة أينما حلوا، فقد شب حريق ضخم التهم عددا من الخيم في مخيم "ديريك" بتركيا راح ضحيته 3 أطفال وأمهم؛ التي أصابتها جلطة أدت إلى وفاتها فور سماعها نبأ احتراق الخيمة ووفاة أطفالها الثلاثة أثناء وقوفها على دور الغسيل لغسل ثيابهم، وهم من ريف الرقة الشمالي الشرقي من قرى "الزيدي".