أخبار الآن | دير الزور – سوريا (محمود الصالح)
شنّ طيران النظام عدة غارات جوية استهدفت عدة أحياء في مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة داعش، حيث استهدف القصف أحياء "الكنامات" و"الشيخ ياسين" ووردت أنباء عن قتلى عرف منهم "وائل العاني" و"نوري حسن الحميش" والعديد من الجرحى.
من جهة أخرى، قامت قوات النظام والميليشيات التابعة له في الأحياء المحاصرة في مدينة دير الزور بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة في أحياء "الجورة" و"القصور" للتجنيد الإجباري بصفوف قوات النظام، حيث أفاد الناشط الإعلامي "سومر ابراهيم" لـ "أخبار الآن" أن مجموعة مؤلفة من عشرين عنصرا من قوات النظام يرتدون اللباس المدني قاموا بتدقيق هويات المدنيين في شارع "الوادي" واعتقلت عدداً من الشباب لإجبارهم على الالتحاق بصفوفهم، في حين وثّق ناشطون مقتل "محمود خضر العبادي" من أهالي دير الزور في سجن صيدنايا التابع لقوات النظام تحت التعذيب بعد اعتقال دام سنتين.
بالمقابل أفاد "مرصد العدالة من أجل الحياة" بدير الزور باستمرار انقطاع المياه عن الأحياء المحاصرة بالمدينة بسبب خشية العاملين بالمؤسسة من الالتحاق بعملهم في محطة المياه الواقعة في ضاحية "البغيلية" بعد قنص أحد زملائهم قبل أيام من قِبل عناصر داعش.
في موضوع مختلف، أكّدت مصادر متطابقة أنّ مدير الزراعة بدير الزور ومحافظ المدينة قاما بالاستيلاء على المنحة المالية المقدمة من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" والتي كان من شأنها تخفيف الحصار عن أهالي المناطق المحاصرة، وأضافت المصادر أنّ منظمة "الفاو" قدمت لمديرية الزراعة مبلغ مقداره 120 مليون ليرة سورية، منها 25 مليون قيمة بذار لمحاصيل موسمية و95 مليون قيمة 1500 رأس غنم من النوع المحسّن إلا أن المسؤولين عن الموضوع تلاعبوا بالتفاصيل والتفّوا على القوانين بما يتوافق ومصلحتهم الشخصية.
قرار بفصل الموظفين الهاربين من الجوع
أصدر محافظ دير الزور "محمد قدّور العينيّة" تعميماً ينصّ على فصل جميع الموظفين بصفة عقد سنوي، والذين خرجوا من المدينة حتّى وإن وضعوا أنفسهم تحت تصرّف مديريّاتهم العامّة في محافظات أخرى، واشترط التعميم الذي صدر بناء على توجيهات رئاسة مجلس الوزراء عودة هؤلاء الموظفين الى داخل مدينة دير الزور المحاصرة ووضع أنفسهم تحت تصرّف مديرياتهم قبل تاريخ الأول من نيسان من أجل الموافقة على تجديد عقودهم.
يذكر أنّ النظام يعي تماما استحالة دخول هؤلاء الموظفين والبالغ عددهم قرابة 2700 موظف إلى المدينة بسبب الحصار الخانق المفروض من قبل عناصر داعش على المدينة، لذلك يرى مراقبون أن هذا القرار هو قرار فصل مبطن وصريح لهؤلاء الموظفين.
وفي سياق آخر، قامت منظمة الهلال الأحمر بالأحياء المحاصرة بتوزيع السلال الغذائية المقدمة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والتي وصلت لمناطق سيطرة النظام، حيث تم التوزيع في مركز "النهضة" بحي "القصور" بمعدل سلة غذائية واحدة لكل عائلتين لأهالي حي "الشيخ ياسين" النازحين بأحياء "الجورة" و"القصور"، وأكد الناشط الإعلامي "سومر ابراهيم لـ "أخبار الآن" أن السلة الغذائية الواحدة تحتوي على "رز 6 كغ ـ سكر 6 كغ ـ شاي 900 غ ـ فاصولياء 2 كغ ـ زيت 3 ليتر ـ رب البندورة 800 غ ـ فول 800 غ ـ تونة 6 علب ـ سمن 1 كغ ـ عدس 1 كغ ـ برغل 4 كغ ـ ملح 500 غ ـ عدس مجروش 1 كغ" وبوزن إجمالي يقدر بـ 29 كغ للسلة الواحدة.
داعش يعدم ويعتقل بتهم مختلفة
استهدف عناصر داعش إحدى نقاط النظام في قرية الجفرة بعدة قذائف هاون، ما أدّى لمقتل ستة عناصر على الأقل من "ميليشيات الدفاع الوطني" بالقرب من أحد السواتر الترابية الموجود في القرية، في حين أفاد ناشطون بمقتل "معاذ اسماعيل العلوش" على يد عناصر داعش متأثرا بجراحه التي نقل على إثرها لمدينة دمشق.
من جهة أخرى، قام عناصر داعش بإعدام كل من "عبد الرحمن محمد السعيد" و"محمد فاتح الكنعان" في بلدة "الزباري" بريف دير الزور الشرقي بتهمة تشكيل مجموعات لقتالهم، وصدر أمر بمصادرة كامل أموالهما وممتلكاتهم، كما أعدم شاب من مدينة العشارة بتهمة التعامل مع قوات التحالف وتشكيل خلايا لضرب مقراتهم، على حد قولهم.
إلى ذلك، قام عناصر داعش بافتتاح مكتبة واسعة في مدينة البوكمال تم جلبها من مدينة الموصل العراقية، في الوقت الذي تمّ فيه اعتقال أحد أصحاب مولدات الكهرباء التي تغذّي قرية "بقرص" بعد رفعه لأسعار الكهرباء واعتقال عدد من تجّار الدخان في حي "طويبة" بمدينة البوكمال.