أخبار الآن | طرطوس – سوريا (سمارة علي)

لم تلبث وسائل إعلام النظام أن بثت خبر سيطرة الجيش وحلفائه على مدينة تدمر، حتى راح أهالي مدينة "طرطوس" الساحلية يهزأون من صحة الخبر، فهم أنفسهم الذين فجعوا بنبأ مقتل عدد كبير من شبابهم هناك.

اليوم، وبعد أن أصبحت الحقيقة جهراء، يرى سكان هذه المدينة بغالبيتهم أن معركة تدمر تعتمد على شباب طرطوس بشكل أساسي، حتى أن أكثرهم تأييداً للأسد بدأ بانتقاد السياسة المتبعة من قبل النظام إزاء التجييش لهذه المعركة، وبالمقابل تتهاوى الأوضاع الاقتصادية في كل صباح بالمدينة.

"أيوب" مواطن يحدث جاره: من المفترض مع تقدم الجيش في بادية تدمر باتجاه المدينة أن ينخفض الدولار، أليس هكذا يدَّعون؟ لا يمكنني فهم ذلك، تكاد طرطوس أن تخلو من شبابها، كلهم توجهوا للذود عن زنوبيا، هذا ليس معقولاً. بالأمس شيعنا عشرات الشهداء قضوا بتلك المعركة.

أما "سميرة" أمٌ لقتيلين قضوا في معركة تدمر، جاءت من ناحية "صافيتا" التابعة لمحافظة طرطوس، تحدث أقاربها عن الوشاح الأسود الذي خيم على القرى المحيطة بصافيتا بسبب مقتل الكثير من الشبان، وتقول في حديث منقول: نسمع أن عدد الشهداء الذي قضوا في معركة تدمر بلغ 46 من كل المحافظة، لكن صافيتا وقراها شيعت منذ عشرة أيام ما يفوق ذلك، واليوم تقولون لي "تقصد من تكلمهم" أن عدد شبان طرطوس الذين راحوا ضحايا بنفس المعركة بلغ 22، فمن الذي يكذب؟ بالتأكيد الجيش. أشعر بالأسف لمقتل خليل فلذة كبدي، حتى أنني لم أرَ جثمانه.

تهرب النظام من الإجابة على أسئلة ذوي القتلى، يجعله في موقف المتلاعب بكل السيمفونيات التي يعزفها على جثامين قتلى محافظة طرطوس، ويعتبر كثيرون أن اعتماد النظام على شباب طرطوس في معركة تدمر هو نتيجة تهرب الشباب من المحافظات الأخرى من الخدمة العسكرية، الإلزامية والتطوعية، وهذا ما قد يعمِّق الفجوة الناتجة حديثاً بين الأسد ومؤيديه الأصليين في طرطوس.

يقول "أغيد" مقاتل مصاب في معركة تدمر: "أُصبت ولم يكترث لأمري أحد، لقد فقدت ساقي ورفاقي، ولم نسمع أي كلمة تواسينا، عندما أريد تذكر اللحظة التي التحقت بها بالجيش سأتألم عليها أكثر من فقدان ساقي، ما يجري هناك حرب بالوكالة، نحن نقاتل من أجل وثائق تحتاجها روسيا في مفاوضاتها واستنادا لمصالحها".

وإلى هذا الحين لم يتبين الكذب من الصدق للأهالي بشأن السيطرة على بشأن السيطرة على تدمر، فتارةً تشاع الأخبار حول السيطرة على محيط المدينة وأخرى أن الجيش قد دخلها، وما لا يشك به الطرطوسيون أن الجيش لا زال على أطراف تدمر البعيدة وهذا ما يثير سخط غضب أكثر الناس تأييداً للنظام في هذه المدينة.